سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

سما بكداش: “المرأة أساس البيت الكردي والوحدة الوطنية”

تقرير/ نشتيمان ماردنلي –

روناهي/ قامشلو- بيّنت الناطقة باسم حزب الاتحاد الديمقراطي PYD سما بكداش بأن جميع شعوب الشرق الأوسط بشكل عام وشمال وشرق سوريا بشكلٍ خاص بحاجة قصوى لتحقيق الوحدة الوطنية لتحقق في ظلها تغيير جديد ونظام جديد أكثر ديمقراطية لكافة الشعوب.
على أسس الاتفاق الذي كان قد تم في دهوك عام 2014 الذي شمل بشكله الرئيسي تشكيل مرجعية سياسية كردية مهمتها العمل لتوحيد الصف الكردي, تم بتاريخ 16 الشهر الجاري الإعلان عن تفاهم أولي بين أحزاب الوحدة الوطنية الكردية والمجلس الوطني الكردي في سوريا للتوصل إلى رؤية سياسية مشتركة.
تغيّر في الأنظمة الموجودة
وبهذا الخصوص ألتقينا مع الناطقة باسم حزب الاتحاد الديمقراطي PYD سما بكداش التي تحدثت لصحيفتنا عن أهمية الوحدة الوطنية قائلةً: “أن منطقة الشرق الأوسط ومناطق شمال وشرق سوريا أجمع تمر في فترة تغيير في الأنظمة الموجودة, ولأن نظام الدولة القومية نظام لم يعد بوسعه تلبية أو تحقيق ما يسعى إليه الشعب ولم يعد جواباً للمرحلة التي نعيشها بعد مئة عام من نظام الدولة القومية, فإنه منذ بداية الثورات العربية تحت مسميات ربيع الشعوب طمحت تلك الثورات إلى خلق شيء جديد وثورة مجتمعية جديدة ونظام جديد أكثر ديمقراطية وتأمين الحقوق لكافة الدول والمجتمعات التي قامت بها”.
وأكملت سما بأن مناطق شمال شرق سوريا أيضاً تعيش الثورة منذ تسعة أعوام وتخوض حرباً دامية، وقدمت من خلالها آلاف الشهداء الذين افتدوا أرواحهم في سبيل تحقيق الديمقراطية والحرية.
مشروع ديمقراطي مستند على الأمة الديمقراطية
وذكرت أيضاً: “أننا منذ بدايات الثورة وإلى يومنا هذا أصحاب مشروع ديمقراطي لأننا على علم أن نظام الدولة القومية بحاجة إلى تغيير, وكافة الحروب التي تحصل تسعى إلى تغيير في الأنظمة لذلك نحن الكرد دائماً كنا ضحية الاتفاقات التي تحصل وكنا مشاركين دائماً في كافة الثورات والدفاعات وعلى الرغم من ذلك كان الكرد محرومين من ثقافتهم وحقوقهم, ولكن اليوم في ثورة روج آفا وبعد تسعة أعوام من الثورة والنضال أسسنا مشروع ديمقراطي مستند على الأمة الديمقراطية، وتأسيس إدارة ذاتية ومدنية بفضل الشعوب التي تعيش على أرض روج آفا وشمال وشرق سوريا لأن مناطقنا معروفة بتمازج الثقافات التي تتعايش مع بعضها البعض, لذلك هذه الشعوب وهذا المشروع بحاجة لوحدة تمزج جميع الأطراف المقسومة عن بعضها, لتحويل الرؤية السياسية والمشاركة في هذا المشروع  لحل الأزمة السورية لتتوحد بذلك ليس فقط الصفوف الكردية إنما كافة الشعوب على أرض سوريا”.
وأضافت: “حتى نستطيع تأسيس رؤية سياسية مشتركة يجب تحقيق الوحدة الكردية  في هذه المرحلة التاريخية، فمنذ مئة عام هذا الشعب قيادي للمجتمع, واليوم الكرد مهيئين لهذا الشيء كونهم شاركوا في هذه الثورة ولعبوا الدور البارز وساهموا في خلق المشروع الديمقراطي، فالوحدة الوطنية هدف للحفاظ على هذه المكتسبات ومنح كافة الحقوق المحرومة منذ مئات السنين بالإضافة إلى بعض المواضيع الأخرى التي تتطرق إليها الرؤية السياسية المشتركة”.
تأثيرها الإيجابي على المفاوضات
وبخصوص دور المرأة في تحقيق الوحدة أردفت سما بكداش: “عندما نتحدث عن الوحدة الوطنية وتوحيد الصف ضمن البيت الكردي نعود إلى أساس هذا البيت أو هذه العائلة ألا وهو المرأة التي تقوم بإدارة كافة الأمور التي تهدف لمصلحة وخدمة بيتها, لذلك مشاركة المرأة في توحيد الصف الكردي كانت مشاركة مهمة، فكما نعلم أنه دائماً كنا نجد ضمن الأحزاب السياسية إقصاء لدور المرأة لعدم المشاركة في العملية السياسية وممارسة السياسة الذهنية الذكورية عليها, ولكن بعد ثورة روج آفا والشمال السوري وعن طريق نظام الرئاسة المشتركة ومشاركة المرأة في العملية السياسية والمفاوضات التي  تحصل في المجال الدبلوماسي أصبحت المرأة قيادية في كافة القرارات السياسية”.
مبينةً بأن مشاركة المرأة في العملية السياسية أو في المفاوضات التي تحصل بخصوص الوحدة الكردية لها دور فعال  بغض النظر عن قلة نسبة تواجد المرأة في الأحزاب السياسية  أو الأحزاب التي لم يطبق فيها نظام الرئاسة المشتركة بعد, لكن المرأة الكردية الموجودة في الوقت الحالي على الساحة السياسية تلعب دورها في المجال السياسي، وتسعى بكل ما بوسعها لإزالة العقبات التي تصنع بوجه التوحيد, لأن المرأة بطبيعتها المرنة تحاول حل المشاكل والعوائق مؤثرةً بشكل إيجابي على المفاوضات التي تحصل بشأن الوحدة الوطنية، بحسب قولها.
تشكيل مؤتمر وطني كردستاني
لا شك أن هجمات الاحتلال التركي منذ البداية حتى الآن عن طريق حرب الوكالة وفيما بعد بشكل مباشر مستهدفاً دائماً احتلال كافة المناطق وتطبيق سياسة التتريك والتغيير الديمغرافي وبهذا الشأن أردفت سما قائلةً: “هذه الوحدة سوف تؤثر على بعض تلك الدول التي تحاول استغلال بعض الأطراف واكتسابها إلى صفها، ولكن بوحدتنا سوف تكون هناك قوة للتصدي سواءً للهجمات أو التدخلات الخارجية والاحتلال التركي، سيضيق عليهم الخناق لأن في الوحدة قوة والوحدة الوطنية سوف تكون  جسراً لردع هجمات العدوان التي تحاول تشتيت أو تقسيم الكرد بتوحيد الخطاب السياسي والرؤية السياسية”.
اختتمت الناطقة باسم حزب الاتحاد الديمقراطي PYD سما بكداش بالقول: “تم التنويه في البيان الصادر مؤخراً أنه سيتم الاستناد على اتفاقية دهوك 2014 والتغيرات الكثيرة التي طرأت من ذاك الوقت وحتى الآن, وأيضاً الاستناد إلى المشاركة في الإدارة الذاتية وتوحيد القوة العسكرية بالإضافة إلى تشكيل مرجعية سياسية لتوحيد المعارضة الكردية لنقاش القضية الكردية في المحافل الدولية أو في العملية السياسية التي تحصل بخصوص الأزمة السورية, لذلك فأن الوحدة الوطنية سوف توحد القوة والصفوف الكردية ذات الرؤية السياسية المشتركة لتكون درعاً منيعاً بوجه كل أشكال العدوان، ولنستطيع معاً وبوحدتنا بناء مجتمع ديمقراطي حر يضم كل الشعوب, وتشكيل مؤتمر وطني كردستاني يعمل لصالح كافة الشعوب الكردية في أجزاء كردستان الأربعة”.