قراء زاويتنا الأعزاء كل عام وأنتم بخير وأتمنى أن تكون أيامكم كلها أعياد وسعادة وسلام، اليوم أيها الأعزاء سنحكي حكاية وطن كان يسمى باريس الصغرى لشدة جماله وانفتاحه على كل ثقافات العالم، سنحكي ونشارك أشقاءنا اللبنانيين حزنهم الذي يعيشونه اليوم وقد عشناه قبلهم كثيراً ولا نزال نعيشه، رغم اختلاف وجهات النظر عما حدث بالأمس من تفجير إرهابي مدبر شهدته العاصمة بيروت، تفجير مروع بكل تفاصيله ونتائجه الكارثية والتي تشبه قنبلة نووية مصغرة، وقع التفجير وذهب ضحيته المئات بين قتيل وجريح والآلاف من المشردين الذين أصبحوا بلا مأوى، سارعت جميع دول العالم لمساعدة الحكومة اللبنانية وبدأت المساعدات تصل سراعاً وتباعاً ورؤساء دول يصلون إلى هناك ليتابعوا ما جرى، ويقدمون برقيات العزاء لذوي الضحايا، هنا وجب أن نشارك من منطلق إنساني الشعب اللبناني مصيبته ونقدم لهم تعازينا الحارة ونتمنى للجرحى الشفاء، ونقول للجميع إن العنصرية التي واجهها السوريون ولا يزالون يواجهونها لا تمثل كل اللبنانيين هناك، وأخلاقنا كسوريين رأوا الدمار والدم والقصف والتهجير والتشريد والنزوح بل وعاشوا أدق تفاصيل المأساة والمعاناة هي التي نعامل بها كل شعوب العالم، رغم الألم والقسوة نقول لكم إذا ضاقت بكم الدنيا فها هي سوريا أم لكل شعوب العالم وها نحن ذا نفتح قلوبنا قبل بيوتنا ولا تظنوا أننا سنعاملكم بالمثل حاشى فأخلاقنا تسموا على تلك المعاملة، وقد جربتم من قبل كيف فتح السوريون بيوتهم لكم، ولكن عندي غصة لا أستطيع إلا أن أبوح بها وهي لكل حكام دول العالم ألم تروا قصف الفوسفور على الرقة ورأس العين !!!! ألم تسمعوا بتهجير الناس من عفرين والغوطة والقصف المستمر على مدنية إدلب !!!!
لماذا لم نسمع منكم كلمة إدانة واحدة تجاه تلك الأفعال التي مارستها الفاشية التركية؟!! لماذا لم نشهد دخول مساعدات أممية لأهلنا في رأس العين!!! أمقت الازدواجية في التعامل.
جميعكم رأى وبدأت إشارات الاتهام بين قصف من طائرات وقنابل مزروعة وغيرها، ترى وهذا السؤال هو برسم الحكومة اللبنانية: ماذا تفعل كميات كبيرة ٢٧٥٠ طن من نترات الأمونيوم المتفجر في مستودع قريب من أحياء سكنية وفي العاصمة؟!
إذا كانت تلك المواد وكما تزعمون مصادرة منذ ٢٠١٤ لماذا لاتزال موجودة حتى اليوم في ذلك المكان؟!! ثم ما هي حاجتكم لهذه الكمية الهائلة؟!! طبعاً إذا كنتم تعلمون بوجودها أصلاً فكلكم يعلم من يسيطر على تلك المنطقة ومن يديرها؟؟
ألم يأن الأوان لأن تستلموا زمام الأمور وتكونوا قوة للشعب لا عليه؟!!
تضاربت تصريحات مسؤوليكم بين متفجرات وألعاب نارية وأسلحة مصادرة ويبدو أنكم جميعاً لا تعلمون وهنا المصيبة بل الطامة الكبرى.
اخرجوا واعتذروا لشعبكم المكلوم الذي يعاني تشرذمكم وتحكم أشخاص يأتمرون بأجندات دول في قرار البلد السياسي .
ختاماً أعود وأقول لكم أن سوريا بلد الياسمين وشعبها المتسامح العطوف يدعو لكم ويشارككم أحزانكم ونكرر الدعوة لكم بأن تعالوا فقلوبنا مفتوحة وبيوتنا لكم.. وختاماً سلام لكم من بلد يحلم بالسلام ويروي حكايات وطن.