سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

ست سنوات من دعم حقوق المرأة وتعزيز مكانتها في جميع القطاعات 

قامشلو/ دعاء يوسف ـ

مع مرور ست سنوات على تأسيس الإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليم شمال وشرق سوريا استطاعت المرأة أن تشارك مشاركة فعالة في مؤسسات الإدارة الذاتية من خلال سن القوانين والأنظمة الخاصة بها كالعقد الاجتماعي، وقانون الأسرة، وبهذا الصدد؛ بينت الرئيسة المشتركة لمجلس الشعوب الديمقراطي في الإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليم شمال وشرق سوريا “سهام قريو”، أن المرأة حققت العديد من الإنجازات على الأصعدة كافة، لتصبح مثالاً يحتذى به نساء الشرق الأوسط.
في نموذج مغاير للصورة السائدة في العالم العربي، والشرق الأوسط عموماً، كان للمرأة دور مهم في مراحل تشكل الإدارة الذاتية الديمقراطية، ونجاحها كنموذج يحتذى به عالمياً، فحضرت بشكل بارز في قرارات الإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليم شمال وشرق سوريا، بعد أن تم الإعلان عن قيام الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا في السادس من أيلول عام 2018.
إنجازات المرأة في الإدارة
ومع مرور ست سنوات على تأسيس الإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليم شمال وشرق سوريا، استطاعت المرأة وضع القوانين الكفيلة بإدارة المجتمع، وتنظيمه من النواحي كافة بما يحفظ حقوقها.
فقد لعبت المرأة دوراً هاماً على الأصعدة كلها، واستطاعت أن تبني مكانة لها في المجال العسكري، فسجلت حضوراً فاعلاً في حماية المنطقة، وشاركت في حملات التحرير ضد مرتزقة داعش، وشكلت وحدات خاصة بها “وحدات حماية المرأة، التي أُسِّست عام 2012” وتكون الرديفة للقوات العسكرية، التي تحافظ على الأمن والاستقرار المنطقة.
وسياسياً قدمت المرأة مبادرات ومشاريع عدة لحل الأزمة السورية، ووقف الصراع على السلطة، كما أثبتت نفسها على الصعيد السياسي الخارجي، فكان لها مشاركة ضمن المكاتب التي تمثل الإدارة الذاتية الديمقراطية في العديد من دول العالم، منها الولايات المتحدة، وروسيا، ومصر، وغيرها. أما اقتصادياً واجتماعياً فقد عملت المرأة على تمكين نفسها في القطاعات الاقتصادية، والصناعية، والخدمية فكانت لها يد فعالة في بناء المجتمع والنهوض به.
هذا وقد تم تأسيس هيئات خاصة بالنساء، ولجان نسائية في الهيئات، والمؤسسات الرسمية والمجتمعية في إقليم شمال وشرق سوريا، وتم تطبيق نظام الرئاسة المشتركة في مؤسسات الإدارة الذاتية الديمقراطية، فيما تضمن ميثاق الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا، بنداً أساسياً يقضي بتمثيل المرأة بنسبة 50% في المؤسسات والمجالس ابتداء من الكومين ووصولاً إلى مجالس الإقليم ومراكز القرار.
وترسخ دورها من خلال تأسيس التنظيمات والمؤسسات المعنية بشؤون المرأة، إضافةً إلى صدور القوانين الخاصة بها، وتضمين العقد الاجتماعي بنوداً تشدد على المساواة بين الجنسين.
ويتضمن “العقد الاجتماعي الجديد” الذي تمت المصادقة عليه في 12 كانون الأول 2023، موادَ وبنوداً تقضي بضمان حرية المرأة وحقوقها في المجتمع وفي الإدارة الذاتية الديمقراطية.
قوانين وبنود ترسخ دور المرأة 
كما بينت الرئيسة المشتركة لمجلس الشعوب الديمقراطي في الإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليم شمال وشرق سوريا “سهام قريو”: إن الإدارة الذاتية الديمقراطية تشكلت برؤية تحررية للمرأة، وسعياً لحماية حقوقها المنتهكة من العادات والتقاليد: “لقد برز دور المرأة في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا منذ بداية الأزمة السورية، بدءاً من مناطق الجزيرة، وعفرين، وكوباني، وصولاً إلى الرقة، والطبقة، ومنبج، ودير الزور، فانضمت المرأة لمختلف المجالات العسكرية، والاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية”.
وتعدُّ سهام سن القوانين المتعلقة بالمرأة، ومشاركتها أيضاً في صياغة العقد الاجتماعي إنجازاً كبيراً لها: “إن من إنجازات المرأة كتابة قانون الأسرة، وتشكيل لجان دستورية وقانونية، وإن دور المرأة والغاية من ذلك هو حفظ حقوق المرأة، ووضع خطط استراتيجية لتمكين حرية المرأة”.
هذا وعدّل مجلس المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا في مؤتمره الأول في 11 حزيران 2021، تسمية “قانون المرأة” الذي أصدرته هيئة المرأة عام 2014 إلى “قانون الأسرة”، وأقر المبادئ الأساسية الـ 26 للأحكام العامة الخاصة بالمرأة، وذلك ليكون الضامن لحقوق المرأة، وأفراد الأسرة والطفل.
وتستدرك سهام: “لم يكن للمرأة حقوق ضمن القوانين والدساتير المتعاقبة في سوريا، فكان يتم تهميش دورها في المجالات كافة، ولكن بموجب العقد الاجتماعي تم تشكيل مجالس خاصة بالنساء للاهتمام بقضاياها، والرفع من مكانتها في المجتمع، مثل مجلس المرأة لإقليم شمال وشرق سوريا ومجلس المرأة السورية، ومجلس تجمع زنوبيا ونظمت المرأة نفسها في اتحادات كالاتحاد النسائي السرياني، ومؤتمر ستار وغيرها”.
هذا وقد تم تأسيس منسقية المرأة في المقاطعات، ومن ثم تم ضمها تحت مظلة منسقية المرأة لإقليم شمال وشرق سوريا، وتهدف هذه المنسقية إلى تنظيم عمل المرأة، وترسيخ دورها في المؤسسات وفي مراكز القرار والفاعل في نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية، وعدت سهام مجلس المرأة لإقليم شمال وشرق سوريا مظلة راعية للعمل النسوي في العقد الاجتماعي: “سيكون نموذج لسوريا مستقبلاً”.
هذا وقد ناقشت منسقية المرأة في اجتماعها السنوي الذي عقد في الثامن من كانون الثاني عام 2024، آليات صياغة “عقد اجتماعي خاص بالمرأة”، في سعياً منها إلى ترسيخ مبدأ العمل المشترك والتساوي بين الجنسين على الأصعدة والمجالات.
الإدارة الذاتية مظلة للمرأة الحرة
كما أصبحت الإدارة الذاتية مع مرور السنوات، وبعمل المرأة الجاد، مثالاً يحتذى به في حكم الشعب نفسه بنفسه، ومثالاَ حياً على التعايش المشترك بين الأطياف والأديان، هذا وقد صنفت اللجنة الأمريكية للحريات الدينية الدولية في تقريرها السنوي لعام ألفين وتسعة عشر، مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية الأفضل على مستوى سوريا في صون حقوق وحريات الأديان.
وبينت سهام، أن المرأة في أنحاء العالم تعاني الظلم وتواجه تحديات كبيرة: “يجب أن تكون المرأة في مراكز صنع القرار، لأنها عانت من الفكر الديني والقومي، الذي سلب المرأة حريتها، ولكن الإدارة الذاتية الديمقراطية كانت مظلة تحفظ حقوق المرأة، وعملت على إعطائها مكانتها، التي تستحقها في المجتمع”.
وأكدت الرئيسة المشتركة لمجلس الشعوب الديمقراطي في الإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليم شمال وشرق سوريا “سهام قريو” في ختام حديثها أن إنجازات المرأة تهم نساء الشرق الأوسط عامة: “لم تكن إنجازات المرأة في الإدارة الذاتية الديمقراطية على المستوى المحلي بل كانت معنية بجميع نساء الشرق الأوسط”.