No Result
View All Result
المشاهدات 0
لينا بركات –
اجتاح مرتزقة داعش الإرهابي قضاء شنكال (سنجار) وقرى غرب الموصل في الثالث من آب من عام 2014م ونفذ إبادة جماعية بحق الإيزيديين فقتل الرجال والشباب وأخذ النساء والفتيات والأطفال سبايا وغنائم للمتاجرة بهم في أسواق النخاسة العائد تاريخها إلى العصور الجاهلية والاستعباد الجنسي وإرغامهن على التخلي عن دينهن تحت التعذيب والاغتصاب ثم بيعهن بالأموال وبالعملة الصعبة، حيث يعتبر داعش الأسيرات الإيزيديات من غنائم الحرب، كما تجيز وثيقة كانت قد صدرت عن دائرة البحوث والفتوى التابعة له شراء أو بيع أو إعطاء النساء كهدايا. وقد عثر على أكثر من 30 مقبرةً جماعية حتى الآن في شنكال والقرى والنواحي التابعة لها فيما دمرت عناصر داعش 44 مزاراً ومرقداً دينياً إيزيدياً بمحاولة واضحة لتدمير الجماعة الدينية الإيزيدية المتواجدة على الأراضي السورية والعراقية. فهل أخذنا خيالُنا مرة لصورة تعود إلى القرون الغابرة، حيث تقوم مجموعة ملثمة بأسرنا؟ هل تخيلنا حالة الرعب التي عاشتها أخواتنا الإيزيديات ليلاً ونهاراً وهن مخطوفات يتعرضن للاغتصاب الجنسي والبيع في سوق الحريم؟ هل خطر ببالنا أن نعود لزمن الرق والعبيد أن نقيد بعنوة ويتناوب علينا أشباه رجال لا قلوب لهم، لا ينظرون إلى المرأة سوى نظرة جنسية فقط. نعم هذا ما جرى للنساء على يد أقذر مرتزقة شهدتهم البشرية لا يرى في المرأة سوى أنها عورة، ودورها الوحيد هو خدمة الرجل وتبعيته. فقد فرض هؤلاء الإرهابيون المرتزقة إلزام النساء باللباس الشرعي، كما فرض عليهن ألا يمشين في وقت متأخر، وفي حالة خروجها يجب أن يرافقها أحد المحارم حصراً، كما فرض على النساء عدم استخدام أدوات التبرج بحجة الحفاظ على المرأة من الوقوع في الحرام وليس تقييداً لحريتها. وفي مشهد صادم للبشرية رأينا هؤلاء المرتزقة الداعشيون يعيدون إحياء سوق النخاسة، حيث تباع النساء بأبخس الأثمان، ويبدأ سعر المرأة من 100 دولار إلى 150 دولار، وأحيانا يصل إلى 1000دولار بحسب جمال المرأة، بينما أشباه الرجال من أمراء داعش يحتفظون بالجميلات لأنفسهم. كما قام هؤلاء المرتزقة بختان الفتيات وحرم جلوس النساء على الكراسي وزيارتهن للأطباء الرجال، وشهدنا رجماً للنساء وتخصيص سجونٍ لتعذيبهن أو بيعهن. ولا ننسى فتوى جهاد النكاح وهي تدعو الفتيات للتوجه للزواج من المجاهدين شفاهية حتى تمتع المقاتلين وتشجعهم قبل المعركة ويكون الزواج لساعات قليلة. وقد حول داعش الإيزيديات إلى جواري جنس، حيث كان يخيرهن بين اعتناق الإسلام والزواج أو الاغتصاب بشكل يومي من عناصره المرتزقة؛ مما دفع الكثيرات من اللواتي تعرضن للاغتصاب إلى اللجوء للانتحار من فرط الاعتداء الجنسي والجسدي الذي يتعرضن له بشكل يومي، وقد يصل لعشرت المرات وفق تقرير صادر عن منظمة العفو الدولية، إضافة للجوء أخريات إلى الانتحار بمجرد أسرهن علماً منهن بالمصير المحتوم، وقد أقر داعش في مجلته (دابق) أنه منح النساء والأطفال الإيزيديين لمقاتليه كغنائم حرب. واليوم بعد مرور أربع سنوات على ذكرى مجزرة جبال شنكال تعاد المأساة نفسها في مدينة السويداء، حيث قام داعش باختطاف نساءٍ من الطائفة الدرزية، ونشر صورهن، وذلك بعد ارتكابه مجازر ذهب ضحيتها مئات الشهداء والجرحى. فإلى متى سيبقى شبح داعش والسبي يطارد نساءنا من الأقليات الموجودة على هذه الأرض؟ وأين دور الفتوى ورجال الدين الإسلامي لإيقاف مهزلة السبي، وإصدار فتوى تُحرِّم هذا العمل اللاأخلاقي؟ وأين دور المجتمع الدولي في إصدار قرارت ملزمة من أجل المحافظة على المرأة من أي دين وطائفة كانت؟!.
No Result
View All Result