No Result
View All Result
المشاهدات 0
نوهت مديرة إدارة الأزمات في جامعة الدول العربية سامية بيبرس إلى أهمية التصدي للدور التخريبي لدولة الاحتلال التركي في استهداف المنطقة، داعية إلى ضرورة وجود استراتيجية عربية تعمل على مواجهة هذه الأدوار التي باتت واضحة للعيان، حيث باتت المنطقة العربية مُهددة من قِوى عدة تعمل على تهديد أمنها القومي، واستطاعت النفاذ وتحقيق مخططاتها في ظل الأزمات التي تشهدها المنطقة من صراعات مختلفة..
جاء ذلك من خلال اللقاء الذي أجرته معها وكالة فرات للأنباء حول الدور التركي الرامي لاستعادة أوهام الخلافة العثمانية، الساعي إلى بسط نفوذه على دول المنطقة وبث التخريب فيها.
يجب وضع خطط للوصول لحل صراعات المنطقة
وحول طبيعة عمل إدارة متابعة الأزمات وأهدافها؛ تحدثت سامية بيبرس فقالت: “إن جزء كبير من نشاط إدارة الأزمات هو متابعة هذه الأزمات وتقديم نشرات إخبارية يومية عن مستجدات وتطورات الأوضاع في هذه المنطقة، وتلك الدول على وجه التحديد، إلى جانب تقارير تحليلية يتم تزويد صانع القرار السياسي داخل الأمانة العامة بها بشكل أساسي، الأمين العام شخصياً، إلى جانب الأمناء العامين المساعدين. من الممكن أن تثير الأزمات السياسية بعض الحساسيات، لكن المساحة الأكبر لدينا للكوارث الاقتصادية والطبيعية، فيكون فيها لدينا مساحة أكبر للتحرك مع الدول؛ لأن الموضوعات السياسية يُثير الإنذار المبكر بشأنها بعض الحساسيات لدى الدول، وبالتالي ننأى عن نفسنا من التطرق لهذه الموضوعات، لكن المشروع بالأساس مموله الاتحاد الأوروبي وعُني ببناء قدرات الأمانة العامة في مجال إعداد التقارير، وتم عقد وتنظيم دورات تدريبية من قبل معهد الأمم المتحدة للتدريب والأبحاث”.
وأردفت سامية بقولها: “كان الهدف الأساسي من هذه البرامج بناء قدرات موظفي ودبلوماسيّ الأمانة العامة في مجالات محددة منها كيفية وضع سيناريوهات مستقبلية لأي أزمة من الأزمات، إعداد تقارير تحليلية للأزمات، أيضاً مسائل مثل وضع معايير أو سيناريوهات مستقبلية للخروج من الأزمة، أوضاع ما بعد الصراعات حينما تتوصل الدول إلى تسويات سياسية لأزماتها فبالتالي يكون لدينا ما يسمى بعملية بناء السلام”.
واستطردت سامية؛ قائلة: “هذه الدول عندما تصل إلى تسويات سياسية ستكون مرحلة جديدة مهمة، فلا بد أن نُحدد احتياجاتها من حيث إعادة البناء والإعمار، إعادة بناء مؤسساتها وبنيتها الأساسية بعد أن تعرضت للدمار كالكثير من البلدان العربية، لهذا نحن بصدد تنظيم ورشة عمل فيما يتعلق باحتياجات الدول التي تشهد صراعات مسلحة في مرحلة ما بعد الصراعات مع الاتحاد الأوروبي إلى تسويات سياسية، وأن الإدارة بدورها تدرس صور معاونة الدول في تحديد احتياجاتها فيما يتعلق بمرحلة ما بعد الصراع بمناطق الحروب”.
المشاركة في معالجة الأوضاع الراهنة
وحول الوضع الراهن في سوريا ورؤية إدارة الأزمات لسبل حل الأزمة الراهنة في ظل العدوان التركي على الشمال السوري واحتلالها لمناطق عديدة تحدثت سامية بقولها: “كما قلت إن دورنا بالأساس تزويد صانع القرار بالتقارير، لكن ما يتعلق بمستجدات الأوضاع في الدول التي تشهد صراعات مسلحة كسوريا، وكيفية حل هذه المسألة ومتابعة هذه الأمور هي في الحقيقة تقع في نطاق اختصاص قطاع الأمن القومي، وهو مقسم إلى أربعة قطاعات: المشرق العربي، الخليج العربي، شمال إفريقيا وإدارة المغرب. وملف سوريا يقع ضمن اختصاص إدارة المشرق العربي وبالتالي نحن نكون حريصون على ألا نتقاطع مع عملهم، فهم المعنيين بالأساس بهذه التطورات الداخلية وتقديم سيناريوهات مستقبلية لحل هذه الأزمات. لكن؛ نحن نرصد التطورات في هذه السياق، ويمكن أننا نحاول من خلال مشاركتنا في عمليه حفظ السلام التي تقودها الأمم المتحدة، وبناء السلام أن نشارك بطريقة غير مباشرة في التوصل لمعالجة الأوضاع”.
وحول التهديد الإقليمي الذي تشهده المنطقة العربية وبخاصة من قبل من دولة الاحتلال التركي وتدخلاتها في المنطقة والتي تهدد أمنها الإقليمي قالت سامية: “هذا أمر في غاية الأهمية، وحقيقة نحن بصدد إعداد دراسة حول التدخل التركي والإيراني وتنامي نفوذهم في المنطقة في فترة ما بعد ثورات الربيع العربي، ونحن نحاول رصد هذا التدخل المتصاعد في الفترة الأخيرة وبصفة خاصة في بعض البلدان، وعلى رأسها العراق، اليمن، لبنان وسوريا وليبيا وإن كان الوضع مختلف في سوريا. تركيا تتدخل في شؤون دولنا العربية ناهيك عن أدواتها الرئيسية التي تستخدمها لتنفيذ مشروعها للهيمنة على المنطقة سواء المرتزقة والمجموعات الإرهابية التي تستخدمها للوصول إلى تحقيق غاياتها في السيطرة على مقدرات الدول العربية، وكذلك إيران لها مشروعها في المنطقة، وهناك ضرورة أن يكون العالم العربي على وعي ودراية بهذا، ويجب أن يكون لدينا بالمقابل استراتيجية ومشروع عربي مناهض للتدخلات في شؤوننا، ولا بد للعرب التنبه لما يحدث من حولهم”.
أطماع الاحتلال التركي تاريخيّة في المنطقة
وحول التهديدات التركية لأمن المنطقة بشكل علام تحدثت سامية قائلة: “نعم تركيا لديها مشروع في المنطقة، والتوجه التركي الراهن يرمي إلى إعادة إحياء الإمبراطورية العثمانية مرة أخرى، وربما إيران لديها مثل هذا المشروع الرامي لإعادة الدولة الصفوية وإحياء تاريخ الإمبراطورية الفارسية، وبالتالي الدولتان واللتان أصبحتا قوتين إقليميتين صاعدتين وتتيح الأوضاع المتأزمة في المنطقة لهما الفرصة للأسف من أجل مزيد من التدخل والنفوذ في المنطقة”.
وحول ما تقوم به دولة الاحتلال التركي الآن من تدخلات واضحة في ليبيا وسوريا، وحتى محاولاتها المستمرة للمساس بمصر ودعمها لجماعة الإخوان المسلمين وأذرعها الممتدة حتى في الصومال ومن قبلها سواكن في السودان والتي تؤكد أن تهديدها أكبر بكثير من التهديد الإيراني تحدثت سامية بيبرس وقالت: “بدون شك، وكما قلت تركيا لها مشروعها في المنطقة، ولديها طموح في إعادة إحياء الدولة العثمانية مرة أخرى، وخطورة الدور التركي تتمثل في علاقتها بالتنظيمات الإرهابية في العالم العربي على رأسها الإخوان المسلمين، وهناك علاقات متينة بين تركيا والعديد من المجموعات الإرهابية كداعش والنصرة وغيرها، وتوثق علاقتها بهذه التنظيمات، فأصبحت المنطقة لا تعاني فقط من تدخل وانما من محاولات تنظيمات ارهابية زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وأيضاً دعمها لكثير من التنظيمات الموجودة في سوريا مثل داعش وجبهة النصرة وكل هذه التنظيمات من وجهة نظرنا كعالم عربي هي منظمات إرهابية، وبالتالي أصبحنا لا نتحدث عن تدخل فقط وإنما زعزعة الاستقرار في المنطقة، والحديث عن دعم للتنظيمات الإرهابية، وللأسف الشديد نجد المجتمع الدولي يغض النظر عن مثل هذه الأمور الهامة”.
وحول الاحتلال التركي للأراضي السورية وكذلك العراق وهي ما أدت بالجامعة العربية لعقد اجتماعات وزارية طارئة في 2016 وخلال العام الراهن قالت سامية: “هذا صحيح، والغريب في الأمر أن المجتمع الدولي يغض الطرف عن هذه المواقف التركية رغم التوجه العالمي الآن هو محاربة الإرهاب والأصولية الإسلامية. لكن؛ حينما يخص الأمر تركيا يصمت المجتمع الدولي تماماً. وسبب الصمت هو ازدواجية المعايير، فيكون الحديث ممتد عن محاربة الإرهاب باعتباره توجه عالمي تتبناه الولايات المتحدة، لكن عندما تتعاون تركيا مع تنظيمات إرهابية لا يعتبر ذلك دعماً للإرهاب، وهذا يجسّد حالة ازدواجية المعايير الدولية”.
على الدول العربيّة التنبه للمشاريع الاستيطانية التركيّة
وبخصوص ما يثار عن أن تركيا أداة من أدوات تحقيق الشرق الأوسط الجديد أشارت سامية بقولها: “هذا الموضوع مطروح منذ ثمانينيات القرن الماضي، والولايات المتحدة تحدثت عن الرغبة فيما يسمى بالشرق الأوسط الكبير أو الجديد، وهذا مطمح القوة العظمى، وأصبحت بعض القوى الإقليمية توظف لتحقيق هذا المشروع، وربما تركيا بحكم عضويتها في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، فهي حليف رئيسي للولايات المتحدة ويعول عليه في تحقيق هذا المشروع أو تنفيذه. ومن هنا فإنه يتم توظيف تركيا وإيران بصور مختلفة من أجل تحقيق مشروع الشرق الأوسط الكبير، وأيضاً تهديد استقرار المنطقة، وأعتقد أنهم نجحوا في ذلك، وما يحدث يبرهن على ذلك”.
وعن كيفية الخروج من هذه الأزمات قالت سامية: “هي الإرادة السياسية للدول، وأن نكون على دراية ووعي كامل لكافة هذه المخططات التي تستهدف أمن المنطقة وسلامتها وسلامة مواطنيها، فلابد من إرادة سياسية عربية أولاً تنتبه لكل هذه المخاطر وأيضا يكون لديها مشروع واستراتيجية متكاملة للتصدي لمثل هذه المشاريع التي تستهدف المنطقة”.
وأعربت مديرة إدارة الأزمات في جامعة الدول العربية سامية بيبرس في نهاية الحوار عن أملها بالوصول إلى تسويات سياسية لكافة هذه الصراعات التي أنهكت المنطقة ودولها، قائلة: “سوريا على سبيل المثال مرت تسع سنوات من عمر الأزمة، تحتاج إلى فترة طويلة من إعادة الإعمار وإلى دعم دولي كبير. وحقيقة لا نتوقع من الدول الغربية أن تعوضنا في هذا المجال، حتى أن أحد المؤسسات الأمريكية في تقرير تحليلي لها حول إعادة الإعمار في الدول التي تشهد صراعات في المنطقة، تنبأت بأن الدول لن تساهم، وأن الولايات المتحدة لن تشارك، ربما يكون للصين محاولة في هذا المجال، وأنه سيعول بالأساس على دول الخليج العربي في عملية إعادة الإعمار والتنمية في سوريا وأن الدول الغربية لن تقدم أدنى دعم، وبالتالي لا بد أن نكون على دراية بهذا وأن نسارع لوضع استراتيجية متكاملة للتصدي لمثل هذه الأمور، إضافة إلى توفر إرادة سياسية للدول العربية للتصدي للمخططات التي تستهدف المنطقة”.
No Result
View All Result