الزيارة التي قام بها إلى باشور كردستان وفد ما يسمى الائتلاف السوري المعارض برئاسة المرتزق نصر الحريري، ومظاهر الاستقبال التي استقبل بها من حفاوة وتكريم، تركت لدى الشارع الكردي أصداء سلبية ورافضة على جميع الأصعدة.
الشعب الكردي بمختلف مشاربه وأطيافه رفض تلك الزيارة التي تركت إشارات استفهام غامضة وكثيرة، وبخاصة أن المجلس الوطني الكردي هو من أسس لهذه الزيارة التي لم تأتِ من فراغ، والزيارة لها أسبابها كما قال الكثيرون من الشارع الكردي.
ولعل أولى هذه الأسباب برأيي هي تنفيذ المخطط التركي في ضرب حركة التحرر الكردستانية في شمالي العراق وشنكال، والعمل على إقامة قواعد جديدة فيها.
والسبب الثاني ضرب مكتسبات الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا واحتلال المزيد من أراضيها.
أما الثالث فهو إيقاف الحوار الكردي – الكردي حول وحدة الصف، لأن أي وحدة ستكون ضربة لتركيا ومرتزقتها وستحقق للكرد مكاسب جديدة.
هذه الزيارة جاءت في أوقات حساسة ومصيرية بالنسبة للكرد ولشعوب شمال وشرق سوريا بشكل عام، وبخاصة أن الائتلاف ومرتزقته باتوا منبوذين من قبل الشعب السوري، الذي رفض تمثيلهم بأي شكل من الأشكال نتيجة إخفاقاتهم المستمرة سياسياً وعسكرياً، وكان همهم الأول تحقيق مصالحهم الشخصية ومصالح دول تعتبر العدو الأول للشعب السوري عامةً والشعب الكردي على وجه الخصوص.
ومن هنا لا بد من السؤال أليس نصر الحريري هو الذي صرح قبل أشهر قليلة بأن الكرد في شمال وشرق سوريا إرهابيون ولا يختلفون عن داعش، ويجب محاربتهم وإخراجهم من تلك المناطق كما أخرجناهم من عفرين وسري كانيه وكري سبي، وأن نسبة الكرد لا تتجاوز الاثنين بالمئة في شمال وشرق سوريا! ووصف حينها الكرد بألفاظ لا يمكن قولها هنا.
إنني هنا لا ألوم قاتل أطفال عفرين وسري كانيه وكري سبي، وسارق آثار وزيتون عفرين ومغتصب النساء في المناطق المحتلة، ولكنني ألوم أبناء جلدتي الذين رسموا زيارته واستقبلوه بكل هذه الحفاوة.
من هو المسؤول عن كل ما يرتكب من انتهاكات بحق أهالي عفرين والمناطق المحتلة الأخرى، الجواب واضح لا لبس فيه، أليس الائتلاف هو من يمثل هؤلاء المرتزقة سياسياً ويسمونهم بالجيش الوطني باطلاً؟
إن من يرتكب الجرائم والخطف والسلب والاغتصاب والقتل بحق أهلنا في مدننا وقرانا المحتلة هم مرتزقة نصر الحريري وياسر الفرحان وعبد الحكيم بشار، وهم مسؤولون بشكل مباشر عن كل ما يجري هناك، وهنا لا يخفى الدور التركي الأساسي في التخطيط والمساندة وتقديم كل أساليب الدعم لهم.
والمجلس الوطني الكردي مسؤول عن كل ما يجري من انتهاكات وجرائم في المناطق المحتلة، لأنه شريك في هذا الائتلاف المنبوذ شعبياً ودولياً، فماذا يعني قرار السعودية وقف دعم وتمويل هذا الجسم الذي أصابه الأنا والغرور وحب المال وتحقيق مصالح الآخرين، والسوريون هم من يدفعون أثمان كل ذلك من دمائهم.
لذا فإن زيارة الحريري ووفد ما سمي بالائتلاف إلى باشور كردستان مرفوضة رفضاً قاطعاً، لأنها جاءت من أجل تحقيق المصالح الشخصية وأجندات أعداء الشعبين السوري والكردي.