سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

زيارة إلهام أحمد لواشنطن نصرٌ دبلوماسيٌ كبير

رفيق إبراهيم –

إلى من يريد أن يعكر صفو الزيارة التاريخية للرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي لمجلس سوريا الديمقراطية، إلهام أحمد إلى واشنطن، إلى من يريدون أن يُقزموا هذه الزيارة ونتائجها التي ستنعكس إيجاباً على المنطقة برمتها وعلى شمال وشرق سوريا بشكل خاص. لكل من يرون في هذه الزيارة بأنها طبيعية فإنهم لا يدركون معنى الذهاب إلى واشنطن والاجتماع بالرئيس ترامب، إلى من يستثنون الكرد وممثلي شمال وشرق سوريا من كل الحالات والقرارات التي تصدر لحلحلة الأزمة في سوريا أقول: إن الاستثناء هي تلك الزيارة التي دُعيت إليها إلهام أحمد من قِبل أعلى السلطات الأمريكية، ومالم يكن متوقعاً لهؤلاء إنها استغرقت لمدة طويلة التقت فيها بمسؤولين كبار في واشنطن ومن بينهم الرئيس الأمريكي ترامب. ولقاء إلهام أحمد به لوحدها هو نصر كبير، وهؤلاء الذين يخلطون الحابل بالنابل أسألهم هل اللقاء بالرئيس الأمريكي شيء طبيعي كما يقولون أم هو بالفعل نتيجة الانتصارات العسكرية المتتالية والقضاء على داعش والإرهاب، والتقدم في جميع المجالات الأخرى. وعندما نرى الأمور من عين واحدة فأمريكا تراها من عدة عيون وجوانب، والرئيس الأمريكي كل شيء لديه بحساب، فإن تدعوك أقوى دولة في العالم اقتصادياً وعسكرياً، فهذا بحد ذاته نصرٌ كبير على الصعيد الدبلوماسي، وهذا يعني أنك بيضة القبان في كل ما سيحدث في مستقبل سوريا والمنطقة برمتها. إذاً من يهدف إلى إظهار الزيارة بأنها عادية تكون قراءته للواقع ناقصة، أو أنه لا يفهم الأمور بواقعية كما هي، أو أن هذه الزيارة شكلت لديه الصدمة وهو لا يصدق بأن إلهام أحمد ذهبت إلى واشنطن والتقت بترامب، لدرجة أن الصورة التي نُشرِت من واشنطن خلال اللقاء لم يصدقونها وشككوا بها. وكان الكثير منهم من الكرد أقولها وفي قلبي غصة وحسرة، كل هؤلاء الذين باعوا الذمم ونفذوا أجندات الأعداء وقبِلوا أن يركعوا لهم مقابل حربهم الشعواء ضد الإدارة الذاتية الديمقراطية. أما عن النتائج التي ستُحقّق بعد هذه الزيارة فهي ستظهر تباعاً وأولها وعود الرئيس الأمريكي ترامب بأنهم ماضون إلى حماية الكرد وأهالي الشمال السوري، وهذا أمر طبيعي وهم وأن خرجوا من سوريا هذا لا يعني أبداً أنهم سيتخلون عن حلفائهم، وهو يقصد قوات سوريا الديمقراطية في ذلك. إلهام أحمد ومن خلال تلك الزيارة تمثل كل فرد في شمال وشرق سوريا وتحتل مكان القيادة والقاعدة، وقوات سوريا الديمقراطية، وهي دُعيت بشكل رسمي لزيارة واشنطن ولم تأتِ من فراغ، وهذه الزيارة هي نصر دبلوماسي كبير لأهالي شمال وشرق سوريا ومجلس سوريا الديمقراطية، الذي يمثل هرم السياسة فيها. وبخاصة أنها تأتي في هذه الأوقات التي تتكالب على المنطقة المخططات والتهديدات من كلِّ حدبٍ وصوب، وبخاصة من الجارة اللدودة تركيا ومرتزقتها، الذين يحاولون بشتى الوسائل تنفيذ تلك التهديدات والسيطرة على شمال وشرق سوريا والحصول على خيرات سلة سوريا الغذائية، وعماد اقتصادها. فتركيا تمر الآن بأزمة اقتصادية خانقة وتبحث عمن ينقذها مما هي فيه الآن، وباعتقادي أن العام الحالي سيكون عام التحولات الكبيرة في خريطة المنطقة، وخريطة التحالفات والتفاهمات فيها، وهناك أيضاً على الصعيد السياسي الكثير من المشاكل التي تنتظر أردوغان لعل أولها الانتخابات القادمة للبلديات، وهناك الكثير من التقارير والتحليلات تقول بأن أردوغان وحزبه سيخسرون الكثير من البلديات في هذه الدورة الانتخابية، قد تكون بلدية أنقرة من ضمنها وإن حصل ذلك سيعتبر بداية النهاية لهذا الطاغوت، الذي يضرب يميناً وشمالاً دون التفكير بما سيحدث في مستقبله الذي بات على المحك، ونهاية آذار القادم سيكون مفترق طرق قد يقضي على أحلام أردوغان وحزبه. لأن كل الدلائل تشير إلى أن السقوط في الهاوية بات قريباً، لأنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون الشرطي والحرامي في آن واحد، وأن تكون القاضي والجلاد أيضاً، ومن ينتظرون من الدولة التركية بأنها ستسلمهم مقاليد السلطة في مناطق الشمال السوري سيندمون على الساعة التي تحالفوا معه، لأنه باعهم سابقاً وسيبيعهم لاحقاً وإن غداً لناظره قريب. بالمحصلة فالزيارة الهامة التي قامت بها إلهام أحمد لواشنطن هي بمثابة اعتراف ضمني بالإدارة الذاتية، ومجلس سوريا الديمقراطية الذي يمثل قوات سوريا الديمقراطية سياسياً هذه القوات التي أثبتت حضورها وتميزها في ساحات القتال، وعلى مختلف الجبهات، وبات من غير الممكن تهميش ممثلي شمال وشرق سوريا من أي حلٍ مستقبلي لسوريا، لأنهم يمتلكون موازين القِوة التي سيكون لها الدور المفصلي في جميع الحلول القادمة.