No Result
View All Result
المشاهدات 2
هيفيدار خالد_
بتاريخ الثامن عشر من شهر كانون الثاني الجاري استشهدت المناضلة والقيادية العظيمة فريال سليمان خالد باسمها الحركي، زلال زاغروس على يد الاستخبارات التركية في مدينة كركوك بباشور كردستان، بعملية إرهابية نُفِّذَت بإطلاق المجرمين ثماني طلقات عليها قبل أن يلوذوا بالفرار. الجريمة الإرهابية جُوبِهَت بغضب كبير وواسع من النساء والناشطات في مجال حقوق المرأة، وكل من عرف المناضلة القوية زلال أو سمع عنها، إذ إنها كانت صاحبة أثر كبير في الحياة ومن أبرز الشخصيات القيادية، التي ناضلت من أجل المرأة وقضيتها وكرّست جل حياتها من أجل تطوير المسيرة الثورية والنضالية للنساء طوال مسيرتها ضمن نضال حركة حرية كردستان.
شاركت الشهيدة زلال كالعديد من الرفيقات في ثورة إقليم شمال وشرق سوريا التي قادتها المرأة منذ بدايتها وما زالت، واستطاعت خلال فترة قصيرة، من النضال الأسطوري في جبال كردستان، من لعب دور بارز وفعّال في مجالات الحياة كافة، الاجتماعية والتنظيمية والعملية، حققت أثناء عملها بين صفوف الشعب الكردي في أرمينيا نجاحاً لا يضاهى، كما أنها كانت قد حملت على عاتقها مهمة توطيد العلاقات بين الشعوب المختلفة في المنطقة من الكرد، والعرب، والسريان، والآشور، حيث شاركت في حملة تحرير مدينة منبج في عام 2016 من مرتزقة داعش، ثم نظّمت النساء وفق أسس النضال التحرري في المناطق، التي عملت وناضلت فيها من أجل انخراطهن في العمل التنظيمي.
ورغم التحديات التي واجهتها والتهديدات التي تعرضت لها بسبب الفكر الإرهابي، الذي نشره داعش بين الأهالي والممارسات والانتهاكات التي مارسها بحق المرأة من قتل وعنف وتحرّش، تمكنت وبشكل فعّال من ترسيخ مفهوم التعايش المشترك وأخوة الشعوب بين شعوب المنطقة، وبنضالها المتواصل الدؤوب وشخصيتها المتزنة المضحية رسخت المفاهيم والمقاييس الصحيحة لنهج حرية المرأة وأساليب نضالها الحقيقي في المجتمع.
كما شاركت الشهيدة زلال زاغروس في فعاليات ونشاطات تأسيس الإدارة الذاتية الديمقراطية في المناطق المحررة من داعش، وعملت على تطوير وتشكيل اللجان والمؤسسات المنبثقة عنها، والمجالس والكومينات في المناطق، إذ لم تبقَ قرية عربية أو كردية أو تركمانية إلا وعملت فيها، تاركةً من ورائها أثراً لا يمكن أن يُنسى، ومحققةً في الوقت نفسه مكتسبات كثيرة تتوجب علينا المحافظة عليها عبر مواصلة مسيرتها النضالية حتى تحرير النساء المضطهدات. زلال بنضالها وتضحياتها بوفائها وإخلاصها فتحت المجال أمام النساء ليلعبن دورهن في المجتمع بعد أن كن مقيدات بالعادات والتقاليد العشائرية والاضطهاد الذي عانين منه خلال فترة سيطرة داعش على منبج وأريافها، فطالما حثت خلال اجتماعات المجالس والكومينات على إشراك المرأة وإبراز دورها الريادي في تنظيم المجتمع والنهوض به. وبشهادة مَن عمل معها وتعرَّف عليها في تلك الفترة، كانت زلال نبراساً في دروب النساء اللواتي كن أسيرات بنير العادات والتقاليد، حيث كانت القيادية الريادية لهن في كل شيء. وها هي اليوم بعد مسيرةٍ حافلة امتدّت لأكثر من 31 سنة، تترك وراءها ميراثاً ساطعاً للسائرين على دروب النضال والمقاومة الأبدية.
No Result
View All Result