أكدت الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي في مقاطعة الحسكة ريم إدريس أن حزب الاتحاد الديمقراطي يناضل من أجل سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية، واستطاع أن يترك بصمة له على الصعيدين الداخلي والخارجي، من خلال مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية الذي جمع كل الشعوب السورية على مبدأ الأخوّة والتعايش المشترك. جاء ذلك خلال الحوار التي أجرته صحيفتنا معها حول تأسيس الحزب ودوره وهدفه وما يخطط له في المستقبل؛ وكان الحوار كالتالي:
ـ ما أسباب تأسيس حزب الاتحاد الديمقراطي وأهدافه؟
لقد مر حزبنا بمراحل مختلفة خلال مسيرته النضالية وانطلق نحو الجماهير ليعبّر عن مصالحها الحقيقية، وقد دافع بكل صدق عن الجماهير والشعب حتى استشهد العديد من أعضائه سواء في السجون والمعتقلات أو عبر الاغتيالات، وبالرغم من ذلك؛ التزم بأهدافه ومبادئه ولم يتخلَ عنها. حيث بدأ حزب الاتحاد الديمقراطي مسيرته النضالية في مرحلة حساسة جداً، حينها كان يعاني الشعب الكردي في سوريا الآلام والويلات على أيدي النظام الحاكم، وكذلك كانت حال بقية أجزاء كردستان الأخرى، والتي قسمت بموجب اتفاقية سايكس بيكو عام 1916؛ هذه الاتفاقية كانت بداية التشتت للشعب الكردي على أرضه كردستان لتقسم إلى أربعة أجزاء، حيث مارست الأنظمة الحاكمة في سوريا جميع الأساليب الوحشية وشتى أنواع الظلم والحرمان ضد الكرد، وطمس الهوية الكردية والإنكار والإبادة وطبقوا سياسة التعريب واعتبروا الشعب الكردي شعباً دخيلاً (أجانب) وحرموهم من حقوقهم الطبيعية في الحياة، وفي هذه المرحلة الحرجة تأسس حزب الاتحاد الديمقراطي في 20 أيلول 2003 تحت شعار “نحو سوريا تعددية ديمقراطية”.
– استطاع حزب الاتحاد الديمقراطي خلال سنوات قليلة من تأسيسه ترك بصمة له على الصعيدين الداخلي والخارجي، كيف تُقيّمون ذلك؟
حزب الاتحاد الديمقراطي هو حزب ثوري جماهيري، وله الدورٌ البارز على الصعيد التنظيمي والسياسي في روج آفا، ويسعى لحل القضية الكردية، وقضية جميع شعوب المنطقة من كرد وعرب وسريان وبناء سوريا تعددية ديمقراطية لا مركزية. وعلى هذا الأساس استطاع الحزب ترك بصمة على الصعيد الداخلي لإيمانهم القوي بالتعايش المشترك وأخوّة الشعوب والأمة الديمقراطية التي تبناها المفكر والفيلسوف عبد الله أوجلان، هذه الفلسفة تعتبر عدو الأنظمة الحاكمة المستبدة في منطقة الشرق الأوسط، فكانت لتجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية في مناطق شمال وشرق سوريا صدى إيجابياً على الصعيدين الداخلي والدولي.
– ما موقف حزب الاتحاد الديمقراطي من التهديدات التركية لشمال وشرق سوريا؟
تسعى دولة الاحتلال التركي من وراء هذه التهديدات القضاء على المشروع الديمقراطي للإدارة الذاتية الديمقراطية، وترفض وجود أي كيان ديمقراطي في المنطقة، فمشروع تركيا في شمال وشرق سوريا هو مشروع احتلالي كمحاولة لتكرار سيناريو عفرين. نحن حزب سياسي بالدرجة الأولى ونضع مصالح الشعب نصب أعيننا ونعمل من أجل الحفاظ على أمنه واستقراره، ولولا القراءة الصحيحة لسياستنا؛ لكانت مناطقنا مدمرة بالكامل أو محتلة. إننا نتفاوض ونحاور ولكننا لا نساوم على حقوق شعبنا، وهو مصدر قوتنا وثباتنا ، فنحن نملك حق الدفاع المشروع عن الذات والشعب والأرض.
– ما هي رؤية حزبكم حول الاتفاق على الآلية الأمنية للحدود، وقضية عودة اللاجئين السوريين؟
إن الاتفاق حول أمن الحدود مع الدولة التركية المحتلة هو انتصار لجميع شعوب شمال وشرق سوريا وتم وفق إرادتنا ولم نساوم على شيء، وتم تجنب المنطقة من حرب مدمرة وكارثية على الجميع، إذاً هذا انتصار سياسي كبير لنا فقط. أما بالنسبة لقضية عودة اللاجئين السوريين فهم جزء من الشعب السوري، وأمرهم يهمنا ونحن نرحب بعودتهم إلى ديارهم ومناطقهم الأصلية. ولكن؛ نرفض أن يتم توطين هؤلاء اللاجئين من خلال بناء مخيمات لهم على الحدود رفضاً للتغيير الديمغرافي، وتغيير التركيبة السكانية؛ لأننا أمام كارثة تاريخية جديدة فالدولة التركية المحتلة كانت تحاول من خلال إقامة ما تسمى بالمنطقة الآمنة إجراء تغيير ديمغرافي وتعريب المنطقة، وهذا أمر لا أخلاقي ومعارض للقيم الإنسانية ومبادئ حقوق الإنسان.
– كيف تنظرون إلى ممارسات وانتهاكات الدولة التركية في عفرين؟
ما حدث في عفرين من انتهاكات وممارسات وحشية وتغيير ديموغرافي؛ كانت تحت ذرائع واهية تلجأ إليها الدولة التركية المحتلة بأن هناك تهديداً لأمنها القومي من قِبل حزب الاتحاد الديمقراطي الذي لم يشكل أي تهديد للحدود التركية. عفرين لن نتخلى عنها وسنناضل ونقاتل على جميع الجبهات السياسية والعسكرية من أجل تحرير عفرين وعودة السكان الأصليين إليها، ونرفض كل الممارسات التركية على أرض عفرين وشعبها.
ـ هل لتوحيد الصف الكردي دور في حلّ الأزمة السورية؟
بالطبع توحيد الصف الكردي هو بالدرجة الأولى في مصلحة حل الأزمة السورية، ونحن في حزب الاتحاد الديمقراطي أعربنا عن أهمية وحدة الصف الكردي في توحيد جميع شعوب المنطقة من كرد وعرب وسريان وغيرهم، فالمشروع الديمقراطي الذي نتبناه يدافع عن حقوق الأقليات والأطياف والأديان كافة، ودعوة المؤتمر الوطني الكردستاني لجميع شعوب المنطقة هو بداية لحلّ الأزمة السورية وضمان للوجود الكردي، فوجود شرائح المجتمع كافة؛ يضمن حقوق الشعب الكردي، ويرسخ مفهوم الإدارة الذاتية الديمقراطية وأخوّة الشعوب والتعايش المشترك بين أبناء وشعوب المنطقة كافة.