أكد الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية رياض درار أنّ مجلس سوريا الديمقراطية بجناحيه السياسي والعسكري يعمل على تغيير الذهنية، ويناضل من أجل سوريا موحدة، وأشار إلى أنّ كل وثائقهم تؤكد على الخط الديمقراطي في العلاقات والقرارات التي ترى استحالة استمرارية منظومة الحكم الحالية في سوريا.
جاء ذلك في حوارٍ أجراه آدار برس معه وهو على الشكل التالي:
ـ قال المبعوث الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري مؤخراً أن روسيا لن تجد أي دعم دولي لإعادة الإعمار في سوريا طالما هي مستمرة في التحالف مع الأسد؛ كيف تقرؤون هذا التصريح؟
الدول ليست جمعيات خيرية، وأمريكا ودول الاتحاد الأوربي هي دول غنية ويُنتظر منها القيام بالسهم الأوفى بإعادة الأعمار، وهي لن تفعل ذلك بدون شروط سياسية، وشرطها السياسي هو إبعاد الأسد، وهي أيضاً لن تقدم الخدمة لروسيا المنافس السياسي. لذلك؛ تحملها مسؤولية التغير بحكم التكليف الذي جعلها تدير اللعبة السياسية في سوريا، فهي خفضت من مستوى جنيف وجعلت سوتشي وأستانا خطاً موازياً للحل، واستغلت ذلك من أجل تحالفات ضد الغرب مع إيران وتركيا، فعليها أن تتحمل المسؤولية. روسيا تملك أوراقاً للحل. لكنها؛ لن تكون ناجزة بدون توقيع أمريكي، التكليف لروسيا يتطلب التنفيذ، وإعادة الإعمار وعودة اللاجئين لن تكون قبل الحل السياسي، ويبدو أنه لا يزال بعيد المنال.
ـ أشار المبعوث الأمريكي إلى سوريا، في التاسع من أيار الجاري، إلى وجود مؤشرات على مرونة روسية بشأن مستقبل اللجنة الدستورية؛ ما ردكم على ذلك؟
بالتأكيد لروسيا رؤية قدمتها في الدستور، بما سمي بـ (الدستور الروسي)، وتم رفضه من قبل قوة معارضة، وتم التعديل عليه من قبل آخرين، والدستور يجب أن يكتبه السوريون. ولكن؛ لا بأس من الاهتداء بمعارف الآخرين وتجاربهم، والدستور الروسي، يمثل هذا النوع من إمكانية التوجه للعمل عليه لتطويره، المشكلة هي في النظام السوري الذي يملك تصورات حول الدستور مغايرة ورافضة حتى لتعديل الدستور 2012، وروسيا التي تملك كل التأثير على هذا الحكومة السورية؛ لا تقدم شيئاً لدفعها من أجل تغيير سياساتها، بل تمارس لعبة شد الحبل معها؛ من أجل المزيد من التحكم بقراراتها الاقتصادية والتنازل عن ثروات البلد ومواردها الاقتصادية لشركات روسية ولرجال أعمال روس، مع تسليمهم أبرز مفاتيح الاقتصاد، روسيا تناور في الحل، وهي في أغلب التصورات ستمارس دوراً كدور سوريا في لبنان من أجل إدارة الأزمة إلى حين. لذلك؛ كل التصريحات الأمريكية، بما فيها تصريح جيفري الأخير هي نوع من مد الحبل لروسيا في وقت الانشغال الأمريكي بقضايا أخرى.
ـ برأيكم إلى أي درجة؛ ساهم مجلس سوريا الديمقراطية في نسج علاقات التقارب والتوافق بين مختلف القوى المعارضة في الداخل والخارج لحل المعضلة السورية ديمقراطياً؟
نحن كمجلس سوريا الديمقراطية بجناحها السياسي والعسكري؛ نعمل على تغيير الذهنية، ونعمل من أجل سوريا موحدة، بل كل وثائقنا تؤكد على الخط الديمقراطي في العلاقات والقرارات التي ترى استحالة استمرارية منظومة الحكم الحالية في سوريا، فالحكومة السورية تعاني من أزمة بنيوية لا ينفع معها ترميم ولا محاولات إصلاح. وإنقاذ البلاد مهمة مرتهنة بأيدي وإرادة السوريين وقواهم الوطنية الديمقراطية التي تمتلك مشاريع حقيقية للحل وإمكانيات عملية تضمن حقوق جميع السوريين أفراداً وشعوب وعلى ذلك ننشط سياسياً.
وفي الجانب العسكري؛ نحن من خلال قوات سوريا الديمقراطية نواجه الإرهاب المتمثل بداعش، وبذلك نقدم خدمة لبلادنا تخفف ضغط التطرف على المستوى السياسي وعلى مستقبل سوريا، ومن خلال ذلك نبني الإدارة الذاتية التي ستكون مشروعاً لنظام جديد في سوريا نراه لا مركز ديمقراطياً في أحسن الأحوال.