سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

روبار هبون… شعلة النضال وصرخة الحقيقة

آرين شنكالي –

كم هي عظيمة كلمة الشهيد وكم هو مبارك من يرتقي إلى عوالمها، إنها أسمى القيم وأعلى المناصب، غياب عن العين وحضور ووجود أبدي في القلوب وفي تاريخ الشعوب، انه القيمة العليا التي تتفق شعوب الأرض قاطبة على الوقوف في حضرتها بخشوع، ومن يحمل اسمها خالدُ مخلد، وشعاع نور، وللطريق إلى المجد شمعة ومنارة.
ريناس محمد أمين، والدته ناريمان ووالده يوسف، ابن قامشلو، شهيد الحقيقة وشعاع النور، الصديق والأخ والرفيق والابن البار، لم يكن أبدا شخصاً عادياً بل كتلة من النور والذكاء والنشاط والحيوية، وكم من مرة قرأت في عينيه اشراقة امل كانت تمدنا بالقوة والطموح والجد في العمل بكل اخلاص ومصداقية.
في يفاعته كان دائم النشاط وجذوة متقدة من الحيوية، وكان من أوائل من عملوا على حماية الأحياء السكنية، ليوفر الحماية والامن لأهله وجيرانه وأبناء بلدته،  في بدايات ثورة روج آفا، كان يعمل في النهار ويقوم بالحراسة ليلاً، وينتقد كل تقصير وإهمال وبخاصة لجيل الشباب الذين كانوا يتقاعسون عن أداء واجباتهم الوطنية والانسانية، ولعشقه للعمل المنظم والهادف انضم إلى الاعلام وعمل فيه لسنوات، وهنا تفتحت ملكاته الفكرية وتنور وتثقف أكثر، وكان مثال التفاني في العمل بروح الجماعة والفريق الواحد، ومراراً كان الصوت الناقد لكل ما من شانه الاضرار بالمصلحة العامة أو المساس بالمقدسات والاقلال من شأن العمل المنظم والهادف، وبشخصيته الريادية كان محط ثقة واحترام الجميع.
لم يكن لطموح روبار هبون من أفق أو حد يقف عنده، كثيراً ما كان يبدي رغبته بالانضمام إلى صفوف الكريلا، صانعي السلام وأبطال المقاومة، كان دائم الاعجاب بتلك القامات الباسقة والهامات الشامخة نحو السماء، وفي أول فرصة سنحت له لينضم إلى صفوف حركة التحرير الكردستانية  انضم إليها ليحقق حلمه الذي لازمه لسنوات.
حمل الشهيد ريناس اسم الشهيد روبار قامشلو، القيادي المعروف وكان وفياً للاسم ولقريبه الذي أقسم على الاخلاص والثأر له، ووفى بالعهد.
في صفوف المقاومة المسلحة كان نجم روبار هبون يعلو كل يوم، وكان خلال فترة وجيزة من القياديين الذين خططوا ونفذوا العديد من العمليات النوعية، ونال ثقة الجميع لما كان يبديه من قيم نضالية حقة تجسدت على أرض الواقع في عمليات بطولية قصمت ضهر الفاشي التركي وسجلت اسمه في قلوب رفاق نضاله.
كان روبار هبون من الشباب المناضلين والثوريين الذين جمعوا خصال المقاتلين الأبطال وناضل في يفاعته وشبابه، وكانت له بصمته المميزة في العمل الاعلامي، وأقلق العدو دائما بجرأته وشجاعته وتمسكه بمبادئه التي لم يتنازل عنها قط، بينما كان رفاقه من حوله يكنون له كل التقدير والاحترام وهو يجسد لهم حقيقة المقاتل الذي كان شعلة من النضال والحماسة وصرخة حق بوجه الباطل.
تحقق حلم البطل روبار بنيله الشهادة في مقاومة الغطرسة التركية، أقسم على الوفاء لروبار قامشلو ورفاقه العظماء وأوفى بالقسم، ففي السابع من آب 2019م. تصدى مع مجموعة من رفاقه لمحاولة تقدم جيش الاحتلال التركي في منطقة “آرموش” بخاكورك، وأفشلوا مخطط الجيش التركي وقتلوا تسعة من عناصره، وكبدوه خسائر فادحة، بينما ارتقى روبار هبون وثلاثة من رفاقه إلى مرتبة الشهادة.
تبقى منارة للنضال، ويبقى اسمك خالدا في القلوب والوجدان، ويبقى صوتك وكفاحك صرخة حق ومقاومة حتى النصر الأكيد.