No Result
View All Result
المشاهدات 3
هيفيدار خالد –
قبل أكثر من أسبوعين كتبت مقالتي في صحيفتكم الموقرة، عن حادثة قتل النساء في العراق، وتطرقت فيها بشكلٍ خاص إلى حادثة قتل عارضة الأزياء “تارة فارس”، وكيف قامت عناصر مجهولة بقتلها في سيارتها وسط بغداد، لا أعلم بشكلٍ جيد العدد كم كان والذي نشر فيه المقال، إلا إنني أعلم بأنني تناولت فيها حادثة قتل النساء العراقيات والمتفاقمة بكثرة في ظل تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية، وسيطرة الميليشيات الطائفية والقوى الإيرانية على المشهد العراقي.
واليوم أيضاً سأكتب عن الموضوع ذاته “حادثة قتل النساء”، على الرغم من إنني أعاني صعوبة في الكتابة عن هذا الموضوع والذي طالما كتبت عنه في الصحيفة، إلا إنني أرى نفسي مكلفة بأن أكتب وأنقل ما تعانيه المرأة يومياً وبشكل ممنهج من جرائم القتل والعنف المتعمد بحقهن في المنطقة، البارحة كان الحدث في العراق واليوم في سوريا، وفي مدينة جرابلس المحتلة من قبل فصائل أردوغان المرتزقة التي لم تأخذ نصيبها من الإنسانية، الحادثة وقعت قبل أكثر من أسبوع في مدينة جرابس السورية المحتلة من قبل فصائل تركيا الهمجية.
حيث أقدم شاب يدعى بشار بسيس على قتل شقيقته على خلفية الشرف، الحادث الذي يعتبر من أبشع أنواع العنف والجرائم القذرة بحق الإنسانية، وفي مشهد يضم قمة الوحشية يقوم المدعي بشار بقتل شقيقته رشا بسيس تحت ذريعة الشرف والناموس، أي شرف هذا تتحدثون عنه أي إنسانية تمتلكونها في قلوبكم، بماذا نسمي هذا المشهد القذر؟!!!، لا نعلم فقط نعرف بأن العقول الخاوية من الإنسانية والكرامة تستطيع أن تقتل وتقول إنني حافظت على شرفي وأي شرف هذا؟ السؤال الذي طالما بحثنا عن الجواب له.
المغدورة رشا تم استغلالها من قبل مرتزقة درع الفرات وقاموا بفضحها، ليقوم شقيقها بقتلها بعدة طلقات وتصويرها ومن ثم نشر الفيديو على شبكة التواصل الاجتماعي، قُتِلت رشا بسيس بريئة لا ذنب لها إلا إنه ترك الجاني في الحياة يترنح في الأجواء وليس هناك من يحاسبه على فعلته الشنيعة، وكأن قدرها أن تموت وهي لا ذنب لها في هذه الحياة.
بالطبع تُرتكب يومياً العشرات من جرائم القتل بحق النساء وهن لا ذنب لهن، إلا إنها بشكلٍ عام تكون نتيجة ثقافة التمييز العنصري في المجتمع والتي تتخذ من دونية المرأة أساساً لها، ولم تكن مثل هذه الجرائم الأولى ولا الأخيرة، مازالت الذهنية الذكورية على رأس عملها سيكون هناك ظلم وجرائم وحوادث القتل والاغتصاب والانتحار بحق النساء، لذا على جميع النساء تطوير منظومة حماية يستطعن من خلالها حماية أنفسهن من الحوادث البشعة التي تُرتكب بحقهن.
الحماية والدفاع عن الذات من المتطلبات الأساسية والبنيوية بالنسبة للمرأة، ولصون قيمها الاجتماعية والأخلاقية في ظل الأوضاع التي تمرُّ بها المنطقة.
No Result
View All Result