قبل نحو أسبوع شهِدت مدينة زولينغن الألمانية هجوماً إرهابياً نفذه لاجئٌ سوري من مدينة دير الزور السوريّة، كان قد وصل قبل عامين إلى ألمانيا، حيث أقدم الإرهابي على طعن روّادَ حفل غنائي بالسكين، وأسفر الهجوم عن مقتل ثلاثة مواطنين ألمان وإصابة ستة آخرين بينهم إصابات خطيرة.
بعد ساعات من تنفيذ العملية تبنَّى تنظيمُ داعش الإرهابي في مدينة زولينغن في غرب ألمانيا الهجومَ، وقيل إنه نُفِّذَ انتقاماً للمسلمين في فلسطين وكلّ مكان، الأمر الذي فتح الطريق أمام نقاشات جديدة في البلاد ودول الاتحاد الأوروبي وضرورة تغيير السياسات تجاه اللاجئين وطُرق استقبالهم وأساليب ترحيل اللاجئين الخطِرين على المجتمع الأوروبي، وصنفت السلطات العملية بالاعتداء الإرهابي.
الأمر الذي أثار مخاوف بين صفوف جميع اللاجئين السوريين والأفغان، بعد تنفيذ العملية الإرهابية وخاصةً في المدن الألمانية القريبة من مكان الجريمة التي ارتُكبت بحق الشعب الألماني.
حيث أُلغي عدداً من الحفلات التي كان مخططاً لها في الولاية، كما استدعت رفعَ حالة التأهب الأمني في شمال الراين ويستفاليا ورفع مستوى الانتشار الأمني في كامل أنحاء ألمانيا، وزادت الضغوطات على الحكومة الألمانية لاستخلاص العِبر وللتصرف بعد الاعتداء الإرهابي، وصرّح مسؤولون ألمان بأنه سيتم تشكيل وحدة عمل مشتركة من الحكومة الفيدرالية والسلطات المحلية لمناقشة وتحديد خطوات لتسريع ترحيل اللاجئين المرفوضة طلباتهم؛ لأن الخطرَ بات يُحيط بالجميع، ويمكن في أي لحظة أن تقعَ هجمات إرهابية.
الرسائل التي تُفهم من هذا الهجوم، هو أن خطر تنظيم داعش الإرهابي مازال قائماً في كافة أصقاع العالم، والكل يستفيد من هجمات وعمليات هذا التنظيم الإرهابي وعلى رأسهم الدولة التركية التي حوّلت تركيا إلى معبر لعبور الجماعات الإرهابية لسنوات إلى بعض الدول العربية والقارة الأوروبية خدمةً لتطبيق أجنداتها التوسعية في المنطقة وبدعمٍ مباشر من قوى إقليمية ودولية لها مصالح مع أنقرة.
ومن خلال متابعة المشهد العام اليوم، فالعملية التي نفذت في ألمانيا لم تكُن الأولى ولن تكون الأخيرة، في حال عدم اتباع استراتيجية حقيقية واضحة ومدروسة لمواجهة هذا الخطر المحدق بالإنسانية، على المجتمع الدولي وخاصةً دول الاتحاد الأوروبي دعم جهود محاربة تنظيم داعش الإرهابي وخاصةً قوت سوريا الديمقراطية التي كسرت شوكة داعش ومازالت تحارب بكل عزم الخطرَ الذي يهدد الإنسانية.
والعمل من أجل تفكيك مخيم الهول في شمال وشرق سوريا الذي يوصف دائماً من قبل الإدارة الذاتية والمجتمع الدولي بالقنبلة الموقوتة التي تهدد المنطقة برمتها وعلى الدول الأوروبية استعادة رعاياها، وتقديم الدعم الكامل للقضاء على كافة منابع الإرهاب وتصعيد النضال من أجل تجفيف المنابع التي يستمد منها دعمه كالنظام التركي الذي يُصعّد هجماتِه ضد سكان المنطقة ليفتحَ المجال أمام انتشار نشاط داعش وعملياته الإرهابية، حماية الأمن الأوروبي تمر من دعم القوات التي تحارب داعش على الأرض وهي قوات سوريا الديمقراطية التي أثبتت جدارتها مراراً وتكراراً في العديد من الساحات.