سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

رسائلٌ فنيّة وإرادةٌ قوميّة, لروح شهيد الحرية “باريش جاكان”

تقرير/ آلان محمد –


روناهي/ الحسكة: يُعتبر الفّن في جميع ثقافات العالم, ومع تنوعهِ, المرآةُ الحقيقيّة التي تصور الحالة الوجدانيّة لكلِّ شعبٍ بعينه, وتنفرد بإظهار الطابع الإنساني والتراثي الخاص بكلِّ حضّارة, كرسائل تعارف وسلام وتواصل ما بين الحضارات الأخرى, ولإظهار الهويّةَ  الحقيقيّة لتاريخ هذا الشعب, وتأثرهِ بالمكان والزمان, وما تعرَّض لهُ من ظلمٍ واستبداد, والفن هو السلاح الأقوى بعيداً عن أسلحةِ الدمار والفتك, وذخيرتهُ الإصرار والإرادة وحبّ الوطن.
  الجريمة النكراء تهزُّ ضمائر الشرفاء
استشهد “باريش جاكان”, في ريعان شبابهِ  ليلتحقَ بركبِ من سبقوه من شهداء الحريّة والكرامةِ, وذنبه الوحيد أنهُ كان يستمع للموسيقى الكرديّة, في أبشع صور الإجرام التي يندى لها جبين الإنسانيّة, ففي سلسلة الجرائم السابقة التي أرتكبها جيش الاحتلال التركي, حيث قامت فئة من الشباب الأتراك مؤخراً باستهداف الشاب باريش جاكان طعناً بالسكاكين, ممارساً هذا المحتل طبيعتهُ الفطريّة بالإجرام القديم الجديد, من خلال محاولاتهِ البائسة باستهداف القومية والشعب الكردي أينما ثَقِفَهُ, متمسكاً بنهجهِ القمعي والفاشي, الأمر الذي أدى إلى استنكار شريحةٍ كبيرةٍ من المجتمع التركي والعالمي على مختلف أطيافهم, كاشفاً تنمر أردوغان وزمرتهِ الإجراميّة حتى على الثقافةِ والفن الكردي, لطمس المشاعر الإنسانيّة عند الشعب الكردي الذي امتازَ بعاطفتهِ القومية والفنيّة.
خيمةٌ الاستذكار.. التمسك بالفنِ والثقافةِ الكرديّة
 ومن هذا المنطلق قامَ مجلس مقاطعة الحسكة, وبالتنسيق مع اتحاد الشبيبة ومركز الثقافة والفن في مقاطعة الحسكة, بإنشاء خيمةٍ تراثيّة, وإقامةِ فعالياتٍ متنوعة, قُدمت فيها الكثير من اللوحات الفنيّة, من غناءٍ وشعرٍ ورقصات فلكلوريّة, وفي هذا الصدد, التقت صحيفتنا “روناهي” مع, الإداريّة في مجلس مقاطعة الحسكة, “بسمة محمد”, حيثُ قالت: “أقمنا هذه الخيمة لعدة اعتباراتٍ أهمها: استذكاراً وإكباراً لروح الشهيد باريش ومن قبلهِ الشهيد قاسم, ولجميع شهداء الحرية والكرامة, وإيصال رسالةٍ مباشرةٍ للطاغية أردوغان, تحمل في فحواها إصرارنا على المضي في دعم ثقافتنا وتراثنا, وبأنه لن يستطيع بإجرامهِ وإرهابه وقتلهِ للشباب الكرد, أن يحدَّ من عزيمتنا, فكلنا باريش وعلى دربهِ سائرون”.
ونوهت بسمة محمد بأن هذه الخيمة ليست للاعتصام والاستنكار وحسب, إنما هي خيمةٌ ترفيهيّة تبين من خلالها, التمسك بالثقافة والفن والهوية الكردية، وللسير على نهج مسيرة باريش وشهداء المقاومة, وقد تمت هذه الفعالية بحضور العديد من اللجان التابعة لنواحي (الشدادي ـ الدرباسية ـ تل تمر ـ وزركان) لثراء الأغنية الكرديّة, وتم تقديم الكثير من اللوحات الغنائية, والشعر الكردي, والعزف على عدةِ آلاتٍ موسيقية, وفي ختام حديثها أضافت بسمة محمد, بأن الأدب الكردي, غنيٌ جداً ولهُ طابعٌ قديم, ولم تستطع أي قوةٍ على وجه الأرض وعلى مرِّ العصور, من طمس حضارة وتراث أي شعب, وستبقى الثقافة الكردية حيّة رغماً عن  أردوغان وفئتهِ الظلاميّة.