رداءة الخبز والطحين بعامودا وأفران تحت المراقبة

استطلاع/ إيفا ابراهيم –

روناهي/ قامشلو ـ تعاني أغلب مناطق إقليم الجزيرة من رداءة نوعية الخبز الذي تنتجه الأفران الآلية والنصف آلية ومنها ناحية عامودا، والخبز يعتبر المادة الأساسية للغذاء على مائدة كل منزل؛ ولمعرفة الأسباب التي تؤدي إلى رداءة الخبز زارت صحيفتنا الفرن الآلي في عامودا، وأجرينا استطلاعاً لآراء المواطنين والمسؤولين عن هذه المادة الهامة والضرورية كما في تقريرنا التالي:

ينبغي الوقوف بجديَّة على تحسين الخبز

حول نوعية الخبز وجودته؛ حدثنا المواطن أنور نبو قائلاً: «الخبر هو المادة الغذائية الأساسية التي نتناولها على موائدنا، وفي الحقيقة إن الخبز الذي نشتريه من المخبز الآلي لا يصلح للأكل كلياً، لكننا نضطر لشرائه كونه الغذاء الرئيس من ناحية، ومن ناحية أخرى الخبز في الأفران الخاصة سعره مرتفع جداً، وشراؤه يومياً لا يتناسب مع أصحاب الدخل المحدود، وعندما يكون الخبز جيداً فلماذا نشتري الخبز المدعوم؟، لذلك نطالب الجهات المعنية بالوقوف بجدية على ضرورة تحسين نوعية الخبز ونظافته من حيث اللون والطعم وقابليته للتخزين لساعات».
وفي السياق ذاته؛ عبر المواطن رودي محمد عن رأيه بالقول: «عندما يكون الخبز ساخناً يكون مقبولاً نوعاً ما، ولكن وخلال ساعات قليلة تتغير مواصفاته حتى لونه، وبالمجمل؛ الخبز سيء من حيث الطعم واللون، وبخاصة في الورديات الليلية التي توزع على المعتمدين، ونحن في فصل الصيف ودرجات الحرارة المرتفعة تؤثر على جودته، نطالب الجهات المختصة بمتابعة أمور الأفران كالبلدية والتموين ومراقبة آلية عمل الأفران، ونطالب بتحسين نوعية الخبز الذي نشتريه من الفرن الآلي؛ لأن معظم الناس من ذوي الدخل المحدود لا يستطيعون شراء الخبز المدعوم».

«لا بدّ من توزيع الخبز بعد الاستلام فوراً»

خلال جولتنا في الفرن الآلي بناحية عامودا لاحظنا أن نوعية الخبز جيدة نوعاً ما في وردية الصباح، وكان قد اشتكى أحد المواطنين على الخبز في وردية المساء؛ لذا التقينا بالعديد من العمال والمسؤولين عن الفرن.

في البداية؛ حدثنا المشرف على وردية الصباح بسام حسين قائلاً: «العمل في الفرن يتم على ورديتين الأولى تبدأ من الساعة التاسعة مساءً، ويتم العمل على تحضير العجين الذي يحتاج إلى ساعة ليتخمر، ومن ثم يبدأ الفرن بالعمل في العاشرة مساءً، ومخصصاتنا من الطحين هي (11) طناً يومياً. ولكن؛ يختلف نوع الطحين من فرنٍ لآخر ولهذا السبب نحصل كل يوم على نوعية مختلفة الطعم أو الشكل بحسب جودة الطحين الوارد إلينا، ففي بداية خروج الرغيف من بيت النار يكون في أحسن حال من النواحي كافة، لكن بعد وضعه في الأكياس وتوزيعه يصبح في أسوأ حالٍ وغير قابلٍ للأكل. والسبب الرئيس في ذلك عند استلام المعتمدين الخبز من الفرن يترك الخبز لساعات طويلة مكدساً ولا يتم توزيعه بعد الاستلام مباشرةً، ليتم إخراجه من الأكياس وتبريده لفترة معينة من الزمن، وبالتالي تخزينه ليكون قابلاً للاستهلاك، وارتفاع درجات الحرارة وبقائه في الأكياس لمدة طويلة يؤدي إلى تراجع جودة الخبز».
أضاف حسين قائلاً: «نعاني كثيراً من ناحية الكهرباء التي هي الأساس في عمل الفرن، ونعتمد حالياً على المولدات الكهربائية، وفي الكثير من الأحيان تتعطل المولدات فنواجه صعوبات كبيرة، وأولها أن العجين يبقى لفترات طويلة فيتخمر لدرجة كبيرة وهذا يؤثر على جودة ونوعية الخبز، أما بالنسبة لتوزيع الخبز؛ فهو لا يعطى إلا بموجب ورقة مصدقة من مجلس ناحية عامودا».
واختتم المشرف على وردية الصباح في فرن عامودا الآلي بسام حسين حديثه بالقول: «بعد الشكاوى التي تلقتها إدارة التموين حول رداءة الرغيف من قبل المواطنين، قامت الضابطة التموينية بجولة داخل الفرن، وتم مقارنة الخبز داخل الفرن مع الخبز الذي يتم توزيعه، وتوصلوا إلى أنَّ رداءة الخبز في الغالب هو بسبب سوء تخزينه عند المعتمدين بالدرجة الأولى».
ومن ثم تحدث إلينا العامل في لجنة مراقبة الفرن رضوان قائلاً: «نوعية الخبز مقبولة نوعاً ما، ففي بعض الأيام يكون الخبر ذا جودة عالية، وفي أيام أخرى يكون سيئاً، والسبب الرئيس هو الطحين، وارتفاع درجات الحرارة أيضاً يُؤثِّر سلباً على جودته».

«ندعو المواطنين للتعاون معنا وإخبارنا بأية خروقات»

والتقينا كذلك بالعضو في مجلس ناحية عامودا والمسؤول في لجنة الاقتصاد محمد جولي؛ فحدثنا قائلاً: «عندما كلفنا كلجنة اقتصاد بمتابعة عمل الفرن الآلي، في البداية تلقينا شكاوى من المواطنين حول سوء نوعية الخبز وعدم صلاحيته للاستهلاك، وقمنا على الفور بزيارة الفرن الآلي للوقوف على عمل الفرن والتأكد من الشكوى. ولاحظنا عدة أمور ومنها التنظيم داخل الفرن، حيث كانت الفوضى في كل مكان، ومن ناحية بيع الخبز للمواطنين قررنا توزيع الخبز على الكومينات والمعتمدين في القرى بموجب ورقة مصدقة من مجلس الناحية، لوقف الفوضى الحاصلة، وأصبحنا ننسق العمل وبشكلٍ يومي مع الفرن الآلي ومع بقية الأفران الأخرى».
وتابع جولي بالقول: «تتم متابعة الأفران من قبلنا بشكل يومي لنصل إلى جودة خبز ممتازة، لكن المشكلة الأساسية التي تعترضنا هي مادة الطحين، لأنها تفتقد للنشاء علاوة على نقص البروتينات فيه، وهذا يؤدي إلى تكسير الرغيف بعد تخزينه لساعات، وبدورنا نطالب إدارة المطاحن بمراقبة الطحين والوقوف عليه أثناء طحن القمح وكيفية حفظه في المستودعات.
أما ما يخص المعتمدين أصدرنا تعميماً يمنع ترك الخبز الذي يتم استلامه لساعات طويلة عندهم، وإلا سيتم اتخاذ الإجراءات بحقهم وفصلهم نهائياً ومخالفتهم بمبالغ مالية، كما طلبنا من الجهات المعنية سلالاً لوضع الخبز بداخلها وليتم توزيعها على المعتمدين، وإلى الآن لم نتلق أيَّ ردٍ بهذا الخصوص».
واختتم محمد جولي حديثه قائلاً: «نحن كلجنة اقتصاد في عامودا نقوم بمراقبة الأفران كافة، وندعو المواطنين للتعاون معنا وإخبارنا بأي خروقات في هذا المجال، ونعمل ليلاً نهاراً لتحسين جودة الخبز ووصوله إلى الأهالي بأحسن حال».