سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

رحيل زافون… صاحب “مقبرة الكتب المنسيّة”

 إعداد/ هيلين علي –

توفي الكاتب الروائي الشهير كارلوس زافون، عن عمر ناهز 56 عامًا، وذلك أثناء وجوده في لوس أنجلوس, بعد صراعه مع مرض السرطان الذي أودى بحياته.
ونعت الصحافة الإسبانية على خبر رحيله في التاسع عشرة من حزيران، قائلة أن إرث كارلوس زافون الأدبي لن يذهب إلى النسيان, وإن المقبرة التي شغلته في معظم رواياته ستحفظ بجثمان الكاتب, أما رواياته فستحتفظ بها ملايين البيوت, وتظل حية في أذهان القرّاء.
كارلوس زافون، كاتب وروائي إسباني ولد في برشلونة عام 1964م، استقر في لوس أنجلوس – الولايات المتحدة منذ 1994م، حصدت روايته “ظل الريح” والتي صدرت عام 2001م، عدة جوائز دولية، وبيع منها ملايين النسخ حول العالم. وكانت هذه الرواية هي الأولى من مجموعة ضمت أربع روايات بعنوان “مقبرة الكتب المنسية”, حيث تُرجمتْ أعمال زافون إلى أكثر من أربعين لغة.
نشأ زافون في شقة ببرشلونة بالقرب من كنيسة ساغرادا فاميليا. وأثر تصميمها غير التقليدي المبتكر للغاية في روايته وأصبحت الكنيسة جزءاً منها، وامتلأت كتاباته بمخلوقات أسطورية مثل التنانين.
درس زافون تكنولوجيا المعلومات وكان شغوفا بالسينما، وحظيت سيناريوهات الأفلام التي كتبها بتقدير كبير، على الرغم من أنه صنع اسمه ككاتب روائي.
استطاع “زافون” تكوين عالم أدبي أصبح أحد الظواهر العظيمة للحروف المعاصرة في القارات الخمس، حصد العديد من الجوائز في مختلف أنحاء العالم كما نال حماس القرّاء وإشادة النقاد بأعماله الأدبية، واستطاعت رواية “ظل الرياح” أن تحصد جوائز في جميع أنحاء العالم.
في إسبانيا حصل على جائزة مؤسسة خوسيه مانويل لارا عن الكتاب الأكثر مبيعًا، وجائزة La Vanguardia القراء، وجائزة الأنصار.
وفي الولايات المتحدة حصل على جائزة الأصوات الأصلية، وجائزة Gumshoe، ومكتبة نيويورك العامة كتاب تذكر، وكتاب BookSense العام (ذكر الشرف)، وجائزة باري، جائزة جوزيف بيث وديفيس كيد للخيال، أما في فرنسا فقد حصل على جائزة ليفر دي بوشي 2006م،  وجائزة أفضل كتاب أجنبي، وجائزة دو سكريب، وسباق ميشيليت، وجائزة القديس إميليون.
وفي هولندا، حصل على جائزة القراء، وفي النرويج حصل على وسام بيورنسون للجدارة الأدبية، أما في كندا فقد حصل على جائزة كندا / كيبيك لبيع الكتب.
ونعى رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز، الكاتب الراحل وأعرب عن تعازيه لأسرته في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر, وقال: “تركنا أحد أكثر المؤلفين الإسبان شهرة وإثارة للإعجاب، زافون كان روائياً بارزاً في عصرنا، وقد أسهم بشكل كبير في الأدب المعاصر”.
كما نعت من جانبها دار النشر الإسبانية “بلانيتا”, الناشر لأعمال الراحل كارلوس زافون: “اليوم يوم حزين للغاية لفريق (بلانيتا) بأكمله الذي عرفه وعمل معه زهاء 20 عاماً، بنيت خلالها صداقة تجاوزت حدود المهنة”.
وتابع بيان الناشر الإسباني: “إن وفاة زافون هو فقدان أحد أفضل الروائيين المعاصرين في العالم”. واقتبس سطراً من رواية الراحل “ظل الريح”: “كل كتاب وكل مجلد تراه هنا، له روح، روح من كتب، ومن قرأ، ومن عاش، ومن حلم بها”.