الفروقات البيولوجية بين جسد المرأة والرجل معروفة ولكن الغير معروف هو أن الرجل يجعل من تلك الفروقات ذهنية سلطوية واستبدادية ويربط ما بين خشونة أعضاء جسده ومفهوم القوة، بمعنى يدّعي بأن عضلاته هي مكمن القوة ومن خلالها يمارس سلطته في المجتمع بأنه الأقوى والأمثل وليس هناك أية امرأة باستطاعتها التغلب على تلك القوة وكأن الحياة ساحة لقوى المصارعة الأقوى هو الذي يتحكم. سلطوية الرجل جاءت من هذا التفكير المحدود الذي يقارن قوة الجسد بالسلطة عدا ذلك فأن المجتمع الذي نعيش فيه جعله يمارس تلك السلطة منذ بداية ولادته وذلك بالتفريق بين الذكر والأنثى سواء بالتعامل أو بالملبس أو المأكل حتى برسم مستقبلهم. الذهنية الذكورية جعلت من مجتمعنا مجتمعاً ذكورياً فليس للمرأة أية حقوق، كل ما عليها فعله هو تربية الأطفال والاعتناء بهم والحفاظ على نظافة البيت إضافة إلى الوجبات المنزلية الأخرى بمعنى حُصرت المرأة ضمن الحدود المنزلية فقط لا تتعداه. أما الرجل فأنه حر طليق باستطاعته فعل ما يحلو له ليس هناك قوة تردعه وفكره هو الأصح بما أنه الأقوى، طبعاً هذه هي نظرة المجتمع له لذا فأنه يتفاخر بنفسه على أنه العنصر الأهم والأولي في المجتمع ولا يوجد غيره والمرأة موجودة فقط شكلياً.
لنعد إلى المقارنة ما بين الرجولة والسلطة، فالسلطة هي التحكم بكل شيء على أنك شخص بمثابة رئيس ويجب تنفيذ أوامرك دون معارضة من أي شخص طبعاً هذا الشيء يخلق الملكية أي أن تنظر إلى ما هو موجود على أنه ملك لك تتصرف به كيفما تشاء، طبعاً هذا الشيء نجده بشكل عام عند الرجل فأنه ينظر إلى المرأة على أنها ملك له، يجب ألا يتقرب منها أي أحد هو مالكها لذا من حقه التعامل معها حتى وأن كانت معاملة العبيد كونه حر ولا أحد يعترض طريقه.
أما بالنسبة للرجولة حسب الفكر الذكوري فأنه يتدخل ضمن الإطار نفسه، رجولتك هي سلطتك لا غير، علماً أن الرجولة أو الرجل كشخص هو كائن بشري مثله مثل المرأة شريكان في المجتمع، الرجل يساند المرأة والمرأة تسانده، الرجل يحميها والمرأة تفعل المثل، الرجل يقوي من ذاته والعكس بالعكس.
بالمختصر الرجل والمرأة جانبان مهمان في المجتمع يجب ألا ننسى ذلك فكما يوجد موجب وسالب وحر وبرد هناك الرجل والمرأة ولكل منهما دور في المجتمع يجب التشارك سوياً لبناء مجتمع أخلاقي ديمقراطي لا مجتمعاً ذكورياً يعتقد بأن الجنس الذكري فقط موجود، لذا نصيحتي لك أيها الرجل هو أن تكون رجلاً للمرأة لا أن تكون سلطة عليها، فهي أيضاً مثلك تماماً ربما لا تمتلك القوة العضلية مثلك لكن فكرها وقوة تحليلها تفوق فكرك، حتى بصمودها وقوتها فأكبر مثال على ذلك المرأة العاملة التي تعمل خارج المنزل وداخله وبذلك تكون قد أدت عملين وليس عملاً واحداً كما تفعله أنت، فالفروقات البيولوجية كما دونتها آنفاً ليست إلا فروقات جسدية ليس لها ارتباط بالسطلة النابعة من فكرك الرجولي الذكوري البحت.