أكد عضو المنسقية العامة لحركة الإصلاح الكردي في سوريا الدكتور عبد الوهاب أحمد بأن المرحلة الأولى من الحوار بين الأطراف الكردية في روج آفا؛ تمركزت حول البحث في إيجاد موقف سياسي مشترك، وأشاد بالدور الإيجابي الذي لعبه وما زال يلعبه القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي في إزالة العقبات وتخطيها.
جاء ذلك في حوارٍ أجراه آدار برس معه وكان الحوار على الشكل التالي:
ـ تستمر الليرة السورية في الانهيار بخاصة أن قانون قيصر سيُطبق اعتباراً من اليوم؛ برأيكم لمصلحة من سوف تصب هذه العقوبات؟
سيكون لقانون قيصر أثره السلبي سياسياً واستراتيجياً على الحكومة السورية، ومعيشياً على الشعب السوري، إلا أن المتضرر الأكبر من العقوبات التي تفرض على دول تحكمها أنظمة ديكتاتورية استبدادية شمولية هي شعوب هذه الدول مع الأسف، وتجربة العراق بعد حرب الخليج الثانية ماثلة أمامنا، والشعب السوري فيما لو لم تراعِ هذه العقوبات وضعه دون مستوى الفقر والبطالة التي وصل إليها بسبب الحرب المشتعلة منذ تسع سنوات، سيصبح مرة أخرى ضحية الاستبداد وإجرام نظامه، لا سيما وأننا بدأنا نلاحظ مفاعيل هذا القانون على الوضع المعيشي وانخفاض قيمة الليرة السورية قبل موعد تطبيقه بأيام، بمعنى آخر سيتأثر الوضع المعيشي للمواطنين بالدرجة الأولى.
ـ اُعتبرت المرحلة الأولى من الحوار الكردي – الكردي ناجحة كما أعلنت جهات رسمية كردية؛ هل ترون أجواء الحوار إيجابية بما يُشكل أرضية جيدة للبدء بالمرحلة الثانية؟
كانت المرحلة الأولى من الحوار بين المجلس الوطني الكردي وأحزاب الوحدة الوطنية الكردية تمركزت حول البحث في إيجاد موقف سياسي مشترك، وبالفعل تكللت هذه المرحلة بالنجاح بجهود الداعمين الدوليين الرئيسيين مثل أمريكا وفرنسا، وكذلك الدور الإيجابي الذي لعبه وما زال يلعبه القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، في إزالة العقبات وتخطيها بالتنسيق مع قيادة باشور كردستان. نعم نؤكد أنه ما زالت الأجواء إيجابية وتشكل أرضية جيدة للبدء في المرحلة الثانية وأعتقد أنها ستبدأ قريباً وفق جدول العمل المخطط له، ونتمنى أن تتكلل هذه المرحلة أيضاً بالنجاح من خلال الاتفاق على المسائل الإدارية والعسكرية والاقتصادية وفق المعايير التي تخدم مصلحة شعبنا في هذا الظرف العصيبة التي يمر بها، ونحن واثقون أن أي خطوة باتجاه وحدة الصف سيخفف الكثير من الأعباء علن كاهل الشعب، ويمهد لعودة آمنة للمهجرين واللاجئين الكرد في دول الجوار، ويشكل ثقلاً سياسياً موحداً في العملية السياسية للدفاع عن حقوق الشعب الكردي وقضيته العادلة.
ـ ما موقفكم من البيان الذي صدر عن مجموعة ممن يدّعون بأنهم من المعارضة السورية ورفضهم للتقارب الكردي؟
البيان الذي صدر مؤخراً باسم بعض الشخصيات من المعارضة السورية تحت مسمى “مواجهة الحوار الكردي – الكردي” يتجاهل حقيقة أن الشعب الكردي في سوريا لا يختزل وجوده ضمن كيانات سياسية، بل هو شعب يحمل كل مقومات العيش على أرضه التاريخية والذي كفلته العهود والمواثيق الدولية، كما أنه ينشد الشراكة الحقيقية في بلده سوريا ولا يطلب من أحد أن يتصدق عليه بالوطنية، ودفعه للتمسك بهويته السورية، على عكس هؤلاء الموقعين المنحدرين من أيديولوجيات وخنادق طائفية وعرقية الذي لم يبق من مفهوم الوطنية في قواميسهم إلا اسمها، وهم آخر من يجب التحدث عن هذه الثوابت كما ورد في بيانهم. هذا البيان لا يصب في خدمة وحدة المعارضة، وكذلك مصلحة الشعب السوري ووحدته، وهو يغذي الثقافة العنصرية والحقد ضد الشعب الكردي، ويزيد من الخلاف، ويخلق الفجوات من خلال تزكية نار الفتنة تحت غطاء ولباس جديد اسمه المعارضة.