سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

دُور المرأة في الحسكة… ضمان لدعم حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين

الحسكة/ آية محمد –

أشارت منسقية دور المرأة في الحسكة “لمياء محمد” إلى أن دار المرأة في مدينة الحسكة لعبت دوراً مهما في حل قضايا النساء والمجتمع، والعمل على توعيتهم، وتعريف النساء بحقوقهن، وذلك من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين وتحقيق العدالة الاجتماعية.
إن تحييد دور المرأة وتهميشها واستغلال قدراتها بشكل يفوق طاقاتها واستنزافها يقود لضياع المجتمعات وتشتتها، وهدم الأسر، وبما أننا نعيش في مجتمع شرقي تسوده عادات وتقاليد شرقية تفرض قيوداً وشروطاً على المرأة، ونظراً لأهمية دور المرأة وإيمان المجتمع القوي بقدارتها، وبروز دورها الفعال في مجالات الحياة كلها، تم افتتاح دار للمرأة في مدينة الحسكة، منذ اندلاع ثورة 19 تموز (ثورة المرأة).
وتعمل في هذه الدار نساء من شعوب المنطقة، فيتم فيها رعاية المرأة وتوعيتها والاهتمام بشؤونها وحل مشاكلها، حتى تحصل على حقوقها في المجتمع فضلاً عن تحقيق المساواة والعدالة والاجتماعية، وذلك كما نصت عليها قوانين الإدارة الذاتية الديمقراطية والعقد الاجتماعي في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا.
الهدف من التأسيس
لمعرفة المزيد من التفاصيل حول عمل دار المرأة في مدينة الحسكة؛ أجرت صحيفتنا “روناهي” لقاءً مع منسقية دور المرأة في الحسكة “لمياء محمد”: “مع ازدياد حالات العنف ضد النساء، تسعى دار المرأة للقضاء على ظواهر العنف الممارس بحقها، وإيجاد الحلول المناسبة من خلال تكثيف الدورات التوعوية للنساء والرجال معاً في سبيل الحد من ظاهرة العنف الأسري، حيث يوجد في الحسكة 12 مركزاً تابعة للدور ضمنها مخيما (واشوكاني، سري كانيه)، وكان آخر دار للمرأة تم افتتاحها هو دار المرأة في مركدة عام 2023م”.
مصدر ثقة
شكلت دار المرأة مصدر ثقة للنساء والشعوب في المنطقة، فهدفها مناهضة العنف الممارس بحق المرأة، وتقديم الحلول ومساعدتها في الحصول على حقوقها، وعلى هذا الأساس تلجأ النساء إليها دون تردد.
وعن القضايا، التي ترد لدار المرأة أكدت لمياء: “إن أبرز الحالات، التي ترد إلينا والتي تكثر في المجتمع هي تعدد الزوجات وزواج القاصرات، وزواج الحَيَار أو البدل، وجميع هذه الشكاوى نقوم بحلها والإصلاح بين الطرفين سواءً كان الخلاف من الأزواج، أو أي خلاف آخر”.
وبينت لمياء أن الخلافات والشكاوى الواردة لدار المرأة تحل من خلال عقد مجموعة من الجلسات، حيث يتم استدعاء الأطراف، التي قدمت الدعوة والمدعى عليها، وبالتنسيق مع النيابة العامة تعقد جلسات صلح بين الطرفين وذلك حسب نوع الدعوة المقدمة.
أما الدعاوى الجزائية تتحول إلى النيابة العامة مثل الضرب والعنف، وتعدد الزوجات وزواج القصر، والدعاوى المدنية تتحول إلى ديوان العدالة لأنه لا يوجد طلاق في دار المرأة.
وأشارت المتحدثة: “ولدينا قانون يتعلق بحق المرأة وكان في البداية قانون المرأة والآن أصبح قانون الأسرة ويضم حقوق جميع أفراد الأسرة”.
تنظيم فعاليات
وعن الفعاليات التي تنظمها دار المرأة: “هناك فعاليات تنظمها دار المرأة للحد من ظاهرة العنف بأشكاله كافة عن طريق إعطاء دورات تدريبية لكلا الجنسين وزيارة العوائل في منازلهم، وزيارة المراكز والمؤسسات المدنية والعسكرية والتنسيق معها من أجل إعطاء محاضرات خاصة عن العنف وتعريف المرأة بحقوقها”.
وأضافت: “لدينا لجان عدالة في البلدات التابعة لمدينة الحسكة وهي 22 بلدة، الهدف منها نشر الوعي بين المجتمع وحل الدعاوى المتعلقة بالمرأة”.
الصعوبات والتحديات
وعن الصعوبات والتحديات التي واجهت عملهن، أوضحت لمياء: “في البداية عند فتح دور المرأة كنا نعاني من السلطة الذكورية وعادات وتقاليد المجتمع البالية، فالمرأة كانت مضطهدة ومحرومة من حقوقها الطبيعية؛ لأن طبيعة مجتمعنا شرقي ذكوري بذهنيته وتظل المرأة معنفة وخاصة في المناطق الجنوبية، ورغم كل الصعوبات التي واجهت دور المرأة في البداية إلا أن المجتمع أصبح يتقبل دور المرأة، نساء ورجالاً حيث وصلوا إلى قناعة أن حرية المرأة هي حرية المجتمع”.
إحصائية المشاكل والقضايا الواردة لدار المرأة
وعن إحصائيات دار المرأة والمشاكل والقضايا الواردة إليها؛ قالت لمياء: “تختلف الإحصائيات في كل عام والقضايا والشكاوى التي سجلت جلها من الخلافات الزوجية، والتي تصل إلى قرابة 200 دعوة في الشهر، و1500 دعوة في السنة”.
وأكملت: “نلاحظ ازدياد حالات الخلافات الزوجية في المنطقة، وذلك نتيجة الحرب المستمرة ووسائل التواصل الافتراضي، والابتزاز الالكتروني، والخيانة الزوجية، وجميع هذه الأسباب أدت إلى زيادة الخلافات الزوجية، حيث ترد الدعاوى إلى دار المرأة من أجل وضع الحلول المناسبة لها وتفادي التبعيات التي من شأنها أن تتلف النسيج المجتمعي”.
أهمية دور المرأة للشعب السرياني
وذكرت منسقية دور المرأة في الحسكة “لمياء محمد” في ختام حديثها: “ومع ثورة 19 تموز، بدأت النساء السريانيات لأول مرة بتأسيس دار لهن، ويجدن الحلول لمشاكلهن إلى حد ما من خلال الكنائس والرهبان، حيث أسس دار للمرأة في الحسكة عام 2019، ودار للمرأة في قامشلو عام 2019”. ويذكر، تم تأسيس 21 داراً للمرأة في مقاطعة الجزيرة وهي كالآتي: في 20 أذار 2011 في قامشلو، في عام 2011 في عامودا، وفي عام 2012 في تربه سبيه، في الأول من كانون الثاني 2012 في ديرك، وفي آب 2012 في جل آغا، وفي 2013 في رميلان، وفي 15 كانون الثاني 2012 في كركي لكي (توحدت مآوي النساء في رميلان وكركي لكي في عام 2018)، وفي عام 2017 في تل براك، وفي عام 2011 في الحسكة (حي الصالحية)، وفي الأول من كانون الثاني 2014 في الحسكة تل حجر (توحدت مآوي النساء في الصالحية وتل حجر في عام 2018)، وفي عام 2011 في تل تمر، وفي عام 2016 في الشدادي، وفي عام 2017 في الهول، في الأول من كانون الثاني 2019 في مخيم العريشة، وفي عام 2020 في مخيم سري كانيه وفي مخيم واشوكاني، وفي 19 كانون الثاني 2022 في مخيم نوروز، وفي 2023 في مركدة.