روناهي/ قامشلو ـ وأخيراً بعد طول غياب عادت المستديرة للحياة، ولكن خلف الأبواب، أبواب موصدة، والسبب كورونا التي حصدت أكثر من320 ألف من الأرواح، والإصابات تقترب من عتبة الخمسة مليون، وأول دوري عالمي كبير بدء بالاستكمال كان البوندسليغا، الدوري الألماني والذي شهد مباراة هامة جمعت بوروسيا دورتموند وشالكه، بما يسمى بـ “ديربي الرور”.
وأخيراً دارت عجلات الدوري الألماني البوندسليغا من جديد، بإقامة ستة مباريات ولعل العنوان الأبرز كان “ديربي الرور” ولكن الأمر المحزن كان بإقامة اللقاء بدون جمهور، بالفعل غياب الجمهور أفقد اللقاء نكهته، وليتم متابعة المباراة على شاشة التلفزة وعبر النت، ولكن الفرحة تمت بعودة الروح للعبة كرة القدم، بحيث الجميع بات ينتظر انطلاق دوريات “أيطاليا ـ إسبانيا ـ إنكلترة”.
وتمكن بوروسيا دورتموند من دك حصون شالكه، في ديربي الرور، برباعية والذي احتضنه ملعب سيجنال إيدونا بارك، في إطار منافسات الجولة 26 من الدوري الألماني.
الديربي جاء في اليوم الأول لعودة البوندسليغا التي توقفت نحو شهرين؛ بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد.
جائحة كورونا غيرت الكرة العالمية لا محالة وكان منظر أليم جداً الملاعب تقام فيها المباريات بدون جمهور، وحتى انتقد الكثيرين عن عملية منع الاحتفال الجماعي بالهدف ووجوب أخذ مسافة أمان، بحيث كانت الانتقادات تقول هناك احتكاك بين اللاعبين في ميدان الملعب فلماذا يمنع الاحتفال بالهدف؟.
من جانبه أكد المحلل الكروي خالد بيومي أن عودة الدوري الألماني بعد فترة التوقف لانتشار فيروس كورونا المستجد تعد درساً للعالم كله في ظل الجمود الذي أحاط بالساحرة المستديرة.
وقال بيومي عبر برنامج (القاهرة الآن) بقناة (الحدث) إن أهم الملاحظات على عودة الدوري الألماني تتمثل في الالتزام بين المدربين وعدم التلامس بين اللاعبين قدر الإمكان ووجود بروتوكول طبي.
بينما احتفت صحف ألمانيا، التي صدرت يوم الأحد المنصرم، بانطلاق منافسات الجولة الـ26 من البوندسليغا، بإقامة 6 مباريات، أهمها ديربي الرور بين بوروسيا دورتموند وشالكه.
وخرجت صحيفة “Bild am Sonntag” بعنوان “إثارة البوندسليغا مرة أخرى”، في إشارة لعودة المباريات والأهداف والنتائج المثيرة من جديد بعد توقف دام نحو شهرين بسبب جائحة كورونا.
بينما حمل غلاف صحيفة “Frankfurter Allgemeine” عنوان “مباراة الأشباح”، إذ اشارت لخوض كافة مباريات البوندسليغا خلف الأبواب المغلقة، دون حضور جماهيري، ضمن الإجراءات الاحترازية لتفادي انتقال العدوى بين المشجعين.
أما صحيفة “Kolner Stadt-Anzeiger” فجاءت بعنوان “حفل دورتموند”، حيث اهتمت بنجاح أسود الفيستيفال في اكتساح شالكه برباعية نظيفة بالديربي، الذي أظهر عدم تأثر كتيبة المدرب السويسري لوسيان فافر بالغياب الطويل عن الملاعب.
لما سمي بديربي “الرور”؟
هو ديربي كرة قدم من أشهر الديربيات في كرة القدم الألمانية، بين نادي شالكه ونادي بوروسيا دورتموند. وقد سمى الديربي باسم ديربي الرور نسبة إلى نهر الرور، الذي يفصل مدينة دورتموند وهي معقل نادي بوروسيا دورتموند، ومدينة غلزنكيرشن حيث معقل نادي شالكه، حيث تبدع المدينتان عن بعضها البعض حوالي 15 كلم. دائما يشار إلى هذا الديربي باسم ديربي النهر، على الرغم من وجود عدة أندية أخرى في منطقة حوض الرور، في حين أن أي مباراة غير هذه المباراة بين فرق منطقة حوض الرور (على سبيل المثال نادي بوخوم، نادي دويسبورغ أو روت فايس إيسن) تعرف باسم ديربي النهر الصغير.
من أسباب العداوة بين الفريقين
الشائع بين الناس أن سبب العداوة بين الفريقين، هو حب الزعيم النازي أدولف هتلر لنادي شالكه الملقب بـ الأزرق الملكي، وإعدامه لبعض من العاملين بنادي بوروسيا دورتموند، وعزل رئيسه خلال فترة حكمه بعد اتهام بتوزيع منشورات ضده داخل أروقة النادي، وهي شائعة خاطئة حيث يرجع سبب العداوة إلى الجيرة وقرب الفريقان من بعضهم البعض، وعمل أهل المدينتين في مناجم الفحم خلق عدائية كبيرة بينهم. وقد قام نادي شالكه بنفى علاقته بأدولف هتلر بعدما أصدر بياناً يبرر أسباب تفوقه خلال تلك الفترة كانت بسبب إتباعه لأسلوب لعب جديد على كرة القدم حينها، وهي التمريرات القصيرة. لكن كثيرين من الشعب الألماني لم يصدقوا بيان شالكه وأصروا على علاقة الدكتاتور بنادي شالكه.
أن ديربي “الرور” لهذا الموسم سوف يخلد في التاريخ لأنه جاء في ظل انتشار فيروس كورونا وأقيم بدون جمهور وقد نشبه الوضع الحالي بالربيع بدون زهور، فالجمهور فاكهة الملاعب وزهورها ودونهم بالفعل المتعة غائبة لا محالة وتتوجه الأنظار لانطلاق باقي الدوريات الكبرى المذكورة ضمن سياق التقرير وعلى الأقل تعود السهرات في المنازل أمام شاشة التلفزة لمشاهدة المباريات وخاصةً كلاسيكو الأرض بين ريال مدريد وبرشلونة.