في مشاركة دور عدة في معرض الشهيد هركول للكتاب بنسخته الثامنة، من داخل روج آفا، وخارجها عربية منها، وأجنبية، عرضت كتباً مختلفة ومجلات تمحورت حول دراسات أدبية ونقدية وفكرية، وبمواضيع ثقافية وسياسية واجتماعية، وبأجناس متعددة كالقصة والشعر والرواية، بينما وصفت الأسعار بـ “المرتفعة جدا” وكان ضعف الاقتناء واضحا، بسبب غلاء أثمان الكتب والعزوف الذي تشهده “القراءة” محليا وعالميا وضعف القوة الشرائية للمواطن.
وبلغ عدد الكتب 143 ألف كتاب، وعدد دور النشر وصل إلى 57 دار نشر، والدور المشاركة في المعرض كانت من أجزاء كردستان الأربعة ومن الإمارات، والكويت، والعراق، وداخل سوريا وبلجيكا، وإيطاليا وإنكلترا، ومصر، ومن لبنان، كما كان هناك كتَّاب من تونس والمغرب، والجزائر شاركوا في المعرض.
دور النشر المحلية والخارجية
دور النشر المحلية المشاركة في المعرض هي: اتحاد الكتّاب الكرد في سوريا، واتحاد المثقفين بمقاطعة الجزيرة، واتحاد مثقفي روج آفاي كردستان (HRRK)، واتحاد الكتّاب الكردستاني سوريا، ومجلة شرمولا، ومجلة مزكين، ومجلة آفاق المرأة، وجنولوجي، ومركز الدراسات الاستراتيجية، ومكتبة رونا، والمكتب الإعلامي في الجبهة الثورية، وهيئة الثقافة بمقاطعة الجزيرة، وهيئة الثقافة في إقليم شمال وشرق سوريا، ومركز شوبدارين روجي للثقافة، والمجلس الاجتماعي الأرمني، ومكتبة نوبهار في كركي لكي، وأكاديمية المجتمع الديمقراطي، والجمعية الثقافية السريانية، ومركز الفرات، ومجلة الشرق الأوسط.
أما دور النشر الخارجية فهي: دار نقش، وبنداروك، ونوبهار، الليبرالية، وآلكا، والحوار، وعلاء الدين، ورسلان، ونور حوران، ومكتبة حسن عقل العصرية، ودار عقل، ودار كنعان، ودار ممدوح عدوان، وأوغاريت، وشركة المطبوعات، ودار التكوين، ودار ميزوبوتاميا، ومكتبة أمارا، ومكتبة مانيسا، ومكتبة الزهراء، ودار إسطنبولي، ودار الزمان، والتنوع الثقافي، ودار آرام، ومكتبة أماني، ودار ميسلون، ومكتبة أحمدي خاني، ودار دال، ودار آفا، ودار الخان، بالإضافة لمنظمة أسوس، وهناك دار آرام من باكور كردستان، لم تستطع المشاركة في المعرض، وذلك بسبب العوائق التي تعرضت لها على الحدود ومنع نقل الكتب.
الدعم الذي قدمته هيئة الثقافة لارتفاع أسعار الكتب
وتنوعت اللغات بالمعرض، وكانت المطبوعات باللغة الكردية بلهجاتها من (الكرمانجية والصورانية) واللغة العربية والسريانية والأرمنية والفرنسية والفارسية والإنجليزية والألمانية، والروسية، وتمَّ توزيع بطاقات للضيوف يوم السبت 19/10 بقيمة 2000 دولار /200 كوبون/ من هيئة الثقافة وتوزيعها قدر الإمكان للزائرين، بهدف اقتناء الكتب والتشجيع على القراءة.
المشرف على قسم مكتبة (بنداروك) “علي أبو زيد”، أوضح أنَّ المكتبة تضم سبعة أجنحة، وهي منشورات نقش ومكتبة بنداروك، ودار الخان، ودار الليبرالية، دار نوبهار، وأفيستا، ودارا والكتاب الكردي، قسم منها من داخل روج آفا وهناك مكتبة من دمشق ومن الكويت ومن باكور كردستان.
ويبلغ عدد الكتب في كل دار 700 عنوان، فيما يبلغ المجموع العام 4000 عنوان، كما تتراوح أسعار هذه الكتب بين 70 ألف ليرة سورية إلى 100 دولار أمريكي /أكثر من مليون ونصف المليون ليرة سورية للكتاب/، لأن أغلب هذه الكتب طبعات أصلية وغير منسوخة، وترتفع أسعارها في كل عام بسبب تكاليف أجور النقل والتوصيل إلى المعرض.
كما بيَّن أبو زيد، أنَّ الإقبال في هذا العام كان أكثر من سابقه، وبشكل خاص على الكتب المطبوعة باللغة الكردية.
تراجع كبير في الإقبال على شراء الكتب
ومن جانبه قال مدير (دار أوغاريت) “خالد محمود أمين” والوكيل لثلاثة عشر دار نشر سورية، وعربية: “إنَّ عدد الدور الذي يضمها جناحه ثلاثة عشر، وهي دار التكوين، ودار كنعان، علاء الدين، وعقل، ورسلان، والحوار، وحوران، ودار آرام، وممدوح عدوان، وإيلكا، ودار المعقدين العراقية، ودار العصرية لبنان، وشركة المطبوعات، ودار أوغاريت هي الراعي الأساسي لهذه الدور”.وتنوعت الكتب في هذه الدور لتشمل الدراسات الأدبية، والأبحاث العلمية في مجال الاقتصاد والإدارة المالية، وهناك كمية من الروايات، والفلسفة وميسيولوجيا (علم الأديان)، ودراسات أدبية
ونقدية، وغالبية هذه الكتب مترجمة من اللغات العالمية إلى اللغة العربية.
ووصل عدد الكتب في بعض الدور إلى 100 عنوان، والبعض 500، والبعض 200، وبعضها 70، وبلغ العدد الإجمالي لها قرابة 4000 عنوان.
وتقييماً للمعرض لهذه النسخة عن السابق بيَّن “أمين” أنَّ هناك تراجعاً كبيراً من ناحية الإقبال على المعرض، والعزوف عن الشراء، وذلك بسبب ارتفاع أسعار الكتب، نتيجة مصاريف الشحن والنقل ما ينعكس على القوة الشرائية، وأضاف أنهم قاموا بعمل حسم 50 % من أسعار الكتب، ولكن ما زال هناك تراجع في حركة الشراء واقتناء الكتب، وتتراوح أسعار الكتب بين خمسة، وخمسة عشر دولاراً، كما هناك موسوعات يصل سعرها إلى 525 دولاراً أمريكياً.
تهيئة أرضية مناسبة للمعرض لاستقطاب دور نشر خارجية
ونوَّه خالد أمين: “نحن نعدًّ تجاراً لأننا نبيع الكتب، ولكن بذات الوقت لدينا رسالة، والأمر الأهم أن الجميع يقرؤون كتبنا وإصداراتنا، ونحاول من خلال سبع سنوات من المشاركة في المعرض أن نوصل الكتاب الورقي لجميع شرائح المجتمع”.
وأشار إلى أنَّ المعرض بحاجة إلى أن يكون في صالة كبيرة أو مكان أكبر، وأن يكون المعرض أدق تنظيمياً، وذلك لتوسيع المشاركة الخارجية في المعرض وتبادل الثقافات من خلال استقطاب دور نشر خارجية أكبر، فهناك عدة دور نشر في العراق ولبنان ومصر والأردن كانوا يودون المشاركة في معرض الشهيد هركول ولكن الأرضية غير مناسبة أبداً، كما أنَّ الظروف الاقتصادية بسوريا عامةً وشمالها وشرق سوريا خاصةً تفرض الواقع السيء.
وتمنى أن القادم يكون أفضل من خلال تهيئة الظروف المؤهلة لجعل المعرض قادراً على استقطاب دور نشر أكثر، بالإضافة إلى العمل على الدعم من أجل بيع الكتب بأسعار تتناسب مع دخل المواطن، من أجل تقوية اقتناء الكتب وشراءها، أسوةً بباقي الدول.
ومن جهة أخرى قالت إدارية دار شلير للطباعة والنشر في قامشلو “فيدان محمد”: إنهم شاركوا في المعرض لهذا العام بـ 318 كتاباً باللغتين الكردية والعربية، وبأسعار تتراوح بين 25 إلى 200 ألف ليرة سورية بعد عمل حسومات من دار شلير. وتتنوع الكتب في دار شلير بين القصة والشعر والدراسات والروايات وكتب توثيقية وقواميس.
أسعار كتب مقبولة وضعف شراء غير متوقع
ولدار ميزوبوتاميا للنشر والترجمة وجود كبير في المعرض لكتبها المتعددة، ولعدة دور نشر فيها، وبيَّن مدير التسويق في دار ميزوبوتاميا “جوان سلو”: أنهم شاركوا في المرة الأولى في المعرض بثمانية وعشرين عنواناً، منها روايات مختلفة بين الأدب والدراسات بثلاثة كتب مترجمة من الفارسية إلى العربية، وثلاثة دور نشر من دمشق منها دار الزمان، ودار ميسلون، ودار دال، وتختلف الإصدارات ما بين الأدب والدراسات باللغتين الكردية والعربية.
وضمت دار ميسلون قرابة ثلاثين عنواناً، دار الزمان 500 عنوان، دار دال 100 عنوان، دار ميزوبوتاميا 28 عنواناً، بمختلف الكتب التي تنوعت بين الأدب والدراسات باللغتين الكردية والعربية والترجمات من باقي اللغات، إضافةً إلى الكتب المختصة بالسياسة والشعر والقصص والدراسات العليا.
تتراوح الأسعار بين 50 ألف ليرة سورية حتى 200 ألف ليرة، والكتب المتواجدة لدى دار ميزوبوتاميا جميعها أصيلة ومعروفة المصدر، وليست منسوخة كما بيَّن “سلو”، وبالرغم من أنَّ الأسعار ليست مرتفعة ومعقولة، إلا أن الإقبال عليها لهذا العام لم يكن متوقعاً حيث كان قليلاً جداً وقوة الشراء أيضاً ضعيفة.
وقال مدير تسويق مكتبة ميزوبوتاميا “جوان سلو” في ختام حديثه: “تمكنا من خلال مشاركتنا في معرض الشهيد هركول للكتاب من التواصل مع دور نشر محلية وخارجية، ونتمنى أن يكون التواصل على نطاق أوسع في العام القادم، كما نتمنى أن يكون هناك دعم أكثر للكتب المحلية والخارجية، حتى نستفيد أكثر من اقتناء وشراء الكتب وتنمية القراءة وتطويرها بشكل عام لدى أبناء مجتمعنا”.