استطاعت المرأة خلال ثورة روج آفا لعب دورها الطليعي في شتى المجالات، وتمكنت من ترك بصمة مميزة في الثورة من خلال تنظيمها, ولاتزال مستمرة في نضالها للحفاظ على مكتسبات الثورة والوصول إلى حريتها.
بعد اندلاع ثورة روج آفا استطاعت المرأة أن تلعب دورها الطليعي في الحياة بكل ثقة وإرادة، وأثبتت قدرتها العملية وجدارتها في حماية الوطن والمجتمع، وساهمت بنقل المجتمع نقلة نوعية نحو التطور والتقدم، من خلال مقاومتها لكافة الضغوطات الحياتية، التي كانت تُقيّدها وتهمش وجودها، وبعد تأسيس مؤسسات المرأة برزت بشكل أكبر في الإدارة وقيادة المجتمع، واستطاع مؤتمر ستار لإقليم الفرات بترسيخ دور المرأة في المجتمع، وساعدها على تنظيم نفسها في الحياة الاجتماعية والعملية، وتحرير فكرها ونفسها من خلال الدورات التدريبية التوعوية, كما ساهم مركز أبحاث الجنولوجيا بدوره بإعداد أبحاث خاصة بالمرأة وسعى لإيجاد الحلول المناسبة لها عبر علم الجنولوجيا ونشره في المجتمع.
وفي هذا السياق أكدت عضوة منسقية مؤتمر ستار روشن حاكم، وعضوة مركز أبحاث الجنولوجيا لإقليم الفرات فرزا ملا خليل لوكالة “JIN NEWS” بأن المرأة مستمرة بنضالها للوصول إلى حريتها.
مواصلة الكفاح بكل إرادة وعزيمة
وبصدد أعمال وفعاليات مؤتمر ستار لإقليم الفرات, أشارت عضوة منسقية مؤتمر ستار روشن حاكم قائلةً: “عُرفت ثورة 19 تموز بثورة المرأة، وبرزت المرأة من خلالها في كافة المجالات الاجتماعية، السياسية، الاقتصادية، الثقافية، وتميزت بكل كفاءة من خلال عملها الدؤوب ونضالها المستمر, بعد أن كان دورها مهمشاً أثناء سيطرة النظام السوري، وبالرغم من الحروب والتهديدات التي مرت بها مناطقنا إلا أن المرأة واصلت نضالها بكل إرادة وعزيمة وكان لها دوراً مهماً من خلال مشاركتها في حملة الباغوز ودحر مرتزقة داعش”.
ولعبت المرأة دوراً بارزاً هذا العام في جميع لجان مؤتمر ستار في جميع المناطق والأرياف، إذ أن مبدأ العمل يعتمد على أساس نظام الكومينات والمجالس، وتطورت المرأة بشكل فعال من الناحية العملية والتنظيمية، واستطاعت أن تطور ذاتها بعد التدريبات والاجتماعات التوعوية التي تلقتها، وأصبحت ذات إرادة حرة.
“حقد دفين اتجاه المرأة الطليعية في المجتمع”
وأفصحت روشن بأن مؤتمر ستار حمل على عاتقه تنظيم ودعم النساء في جميع المناطق، وساهم بتشجيعهن لتحرير أنفسهن وتنظيم حياتهن والانخراط في شتى مجالات الحياة، وفي المناطق العربية التي تحررت أخيراً كان هناك مساهمة لدعم المرأة وتعريفها على حقوقها القانونية وذاتها وتطويرها لتثبت دورها بكل فعالية في المجتمع.
وأكدت روشن على أن الدول المعادية للمرأة وعلى رأسها تركيا تستهدف المرأة في روج آفا بطرق غير أخلاقية للنيل من مكتسباتها وإنجازاتها, واستهدفت السياسية هفرين خلف التي سعت من أجل بناء سوريا ديمقراطية والتعايش المشترك بين الشعوب, بالإضافة إلى استهداف إدارية دار المرأة عائشة التي كانت تهدف لحل قضايا المجتمع, كما استهدفت الأم عقيدة المثال الحي للوطنية والروح الثورية, وفي الآونة الأخيرة استهدفت الطليعية زهرة بركل ورفيقاتها, وكل هذا دليل على حقدها الدفين اتجاه المرأة الطليعية في المجتمع، على حد تعبيرها.
وأفادت روشن بالقول: “سعت تركيا مراراً إقصائنا عن أهدافنا والنيل من إرادتنا, لكنها لن تتمكن من بلوغ مبتغاها, إذ أننا مستمرات في العمل وتصعيد النضال وفق مبادئ ونهج القائد أوجلان الذي أعطى أهمية بارزة للمرأة”.
وعاهدت عضوة منسقية مؤتمر ستار روشن حاكم في ختام حديثها بالاستمرار في النضال قُدماً على خطى الشهيدات زهرة وهفرين وكافة شهيدات الحرية لتحقيق أهدافهن، كما دعت كافة نساء العالم السير على نهج المرأة الحرة ورفض الجرائم الوحشية التي ترتكبها تركيا بحق المرأة والتضامن والاتحاد ضد هذه الجرائم.
“بعد الثورة تمكّنت المرأة من العمل في كافة المجالات”
وبدورها بينت العضوة في مركز أبحاث الجنولوجيا لإقليم الفرات فرزا ملا خليل, بأن علم الجنولوجيا أتاح للمرأة التعرف على جوهرها الحقيقي وتاريخها, ومن خلال ثورة روج آفا حققت المرأة الكثير من المكتسبات في العديد من المجالات كالتوعية والتدريب، التنظيم، وتابعت بالقول: “بعد افتتاح مركزنا قمنا بإعطاء تدريبات ودورات عن علم الجنولوجيا في المجالس والكومينات، المنازل، وسعينا للذهاب لكافة مناطق إقليم الفرات لنشر هذا العلم وتعريفه للمجتمع والمرأة”.
ونوهت فرزا بالقول: “ساهمنا على إجراء عدة أبحاث عن المرأة الكردية والعربية، وقمنا بإعداد أبحاث للتعرف على وضع المرأة في العائلة والمجتمع، ومن خلال اللقاء مع النساء تعرفنا على ظروفهن الحياتية عبر جميع المراحل التي مررن بها، وبعد إعداد الأبحاث عن وضع المرأة من ناحية العمل والتعليم، كان هناك نسبة قليلة جداً لدور المرأة في العمل والتعليم، نتيجة العادات والتقاليد وأحكامها الجائرة، وقد أثبتت دراساتنا أنه بعد ثورة 19 تموز تمكنت المرأة من العمل في كافة المجالات وأثبتت نفسها في المجتمع”.
وساهم مركز الجنولوجيا هذا العام بترسيخ عمله بشكل موسع ضمن المجتمع، وتناول أهم القضايا الاجتماعية الخاصة بالمرأة والمجتمع بشكل عام، وعقد ملتقاه الأول في 25أيلول عام 2020م ، وركز على ثلاثة محاور هامة وهي: “زواج القاصرات، التعصب الجنسوي، العنف ضد المرأة، وطرح سبل الحلول لتلك المحاور عبر علم الجنولوجيا”.
الوقوف معاً ضد الذهنيات الرجعيّة
ودعت العضوة في مركز أبحاث الجنولوجيا لإقليم الفرات فرزا ملا خليل كافة النساء في روج آفا للاتحاد معاً ومواصلة التدريبات الفكرية من أجل الوصول لمستوى متقدم من المعرفة، والوقوف ضد الذهنيات الرجعية التي تسعى دائماً إلى إقصاء دور المرأة في المجتمع.
والجدير بالذكر أن مركز أبحاث الجنولوجيا لإقليم الفرات بادر منذ افتتاحه في الثامن من آذار عام 2019م، بإقامة عدة دورات تدريبية للنساء الإداريات في المؤسسات، من أجل تطويرهن فكرياً وعلمياً من خلال علم الجنولوجيا، وأجرى عدة أبحاث عن وضع المرأة والعائلة بعد الحرب التركية الأخيرة على مناطق روج آفا وشمال شرق سوريا، وسياسة التغيير الديمغرافي، كما تناول وضع المرأة خلال أزمة كورونا، وأعد بحوثاً حول ظاهرة قتل النساء وأسباب انتشارها.