دور المرأة الشابة في الميدان الرياضي… تعزيز وجودها وكسر الذهنية الرجعية

الشهباء/ فريدة عمر –

تسعى المرأة الشابة، في مقاطعة عفرين والشهباء، إلى تعزيز دورها على المجالات كافة، ولعل دورها البارز في الميدان الرياضي كلاعبة وإدارية، خطوة هامة وكسر للذهنية الرجعية بمختلف أشكالها. 

إن الركيزة الأساسية لبناء المجتمع هي البنية الفكرية والجسدية السليمة للفئة الشابة خاصةً، وكان دور المرأة الشابة خلال السنوات السابقة شبه معدوم بالمقارنة مع الرجل، حيث تم تهميش دورها في المجال الرياضي بشكلٍ عام، وواجهت الكثير من الصعوبات من المجتمع للوصول إلى طموحاتها الرياضية.

وبعد تأسيس هيئة الشباب والرياضة في الإدارة الذاتية الديمقراطية بإقليم شمال وشرق سوريا استطاعت تعزيز دور المرأة الشابة وتنمية قدراتها وصقل مواهبها، حيث أصبح للمرأة مشاركة واسعة في العديد من الفعاليات والبطولات الرياضية التي تنظمها الهيئة بمختلف أشكالها.

وضمن هذه الخطوات التي حققتها المرأة، فالمرأة الشابة في مقاطعة عفرين والشهباء، على الرغم من ظروف التهجير القسري وقلة الإمكانات، استطاعت أن تعيد تنظيمها وتجتمع المواهب الشابة مجدداً، لتتحدى بذلك ظروف التهجير وكافة السياسات التي تحاك ضدها وضد إرادة شعبها.

كسر النمطية والذهنية الرجعية 

وحول ذلك، التقت صحيفتنا “روناهي”، الناطقة باسم المرأة في هيئة الشباب والرياضة بمقاطعة عفرين والشهباء، “دنيا بكر” وأشارت في مستهل حديثها إلى أهمية ما حققته المرأة ضمن ثورة روج آفا: “كثيرة هي المكتسبات التي حققتها المرأة، مع انطلاقة ثورة روج آفا، والتي استطاعت من خلالها أن تنخرط المرأة في صفوف المجتمع، وأن تكسر النمطية والذهنية الرجعية، التي فرضت عليها عبر آلاف السنين من الأنظمة الاستبدادية، وأصبحت المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا على وجه الخصوص، مثالاً يحتذى به، واستطاعت أن تكون المساهمة والقيادية في التغيير الجذري للمشاكل التي خلقتها الذهنية الرجعية”.

وسلطت دنيا الضوء، على دور المرأة الشابة في الثورة وما حققته من خلالها: “دون أدنى شك، للمرأة الشابة الدور الأكبر، كما أن عليها المسؤولية الكبرى لمواكبة هذه التطورات والتغييرات، وتحقيق المكتسبات، لأنها تحمل هويتين أساسيتين في المجتمع، وهما المرأة والشبيبة، لذلك كان لها الدور الأهم لتكون قادرة على تعزيز دورها، وأن تشكل لنفسها مكانة هامة للانخراط في المجتمع وتنمية قدراتها ومواهبها على الأشكال كافة، وفي مختلف الميادين”.

تقوية التنظيم والنضال ضد سياسات الاحتلال 

ونوهت دنيا، إلى كيفية إعادة تنظيم دور المرأة الشابة بعد التهجير القسري من مدينة عفرين: “لنعود قليلاً إلى تنظيم الواقع الرياضي في مقاطعة عفرين قبل الاحتلال، كان دور المرأة واضحاً وبارزاً، لأن المرأة الشابة استطاعت بذلك أن تكسر كل القيود، وأن تنضم إلى كافة الرياضات المختلفة، وأن تشكل لنفسها فرقاً خاصة وتنظيمها الخاص، لكن وبعد الاحتلال، على الرغم من الصعوبات، التي واجهتنا في البداية لإعادة التنظيم والتشكيل، فقد كانت من الأعمال الرئيسية على جدول أعمالنا، لتنظيم المرأة الشابة في الفرق الرياضية، وإعادة تلك الروح التي كانت ما قبل الاحتلال، لأن هنالك الكثير من أساليب الحرب الخاصة، التي تعمل على استهداف الفئة الشابة على وجه الخصوص، والتي تستوجب تقوية تنظيمنا لكسر كافة سياسات الاحتلال”.

العمل لتحسين الرياضة النسوية 

وأوضحت دنيا، بأنهم يواجهون صعوبات عديدة نتيجة ما تمر به المنطقة: “ما تشهده مقاطعة الشهباء، من سياسات مستمرة وهجمات وحصار، يشكل تأثيراً سلبياً على عملنا أيضاً، لأن الفئة الشابة معرضة للوقوع في فخ مخططات الأنظمة المعادية، كما أن استمرار الحصار يتسبب بصعوبة في تأمين مستلزمات الرياضة، لذلك نعمل على تكثيف الدورات التدريبية والحملات التوعوية والزيارات للأهالي، وعلى الرغم مما نعيشه إلا أنه وبجهود من المجلس الرياضي وهيئة الشباب والرياضة واتحاد المرأة الشابة، نعمل على تحسين واقع المرأة والرياضة النسوية”.

واستكملت: “لدينا أربع فرق لكرة القدم وخمسة فرق لكرة الطائرة الخاصة بالمرأة الشابة، كما أن هنالك رياضات ومواهب فردية كالشطرنج والبينغ بونغ وغيرها، إلى جانب ذلك نعمل على تعزيز الدور المرأة الشابة لأن تكون لاعبة وإدارية في آن واحد، وعلى هذا الأساس انضمت المرأة الشابة لدورة التدريب على التحكيم، كما ويتم تنظيم مهرجان ودوري خاص بالسيدات في أوقات متفرقة خلال كل عام”.

وفي ختام حديثها، أكدت الناطقة باسم المرأة في هيئة الشباب والرياضة بمقاطعة عفرين والشهباء، “دنيا بكر”، بأنهم على الرغم من كل الصعوبات، مع بداية العام الجديد ستكون هنالك خطوات جيدة لتحسين الواقع: “طبعا لا تقتصر أعمالنا على انخراط المرأة الشابة ضمن الفرق فقط، بل على توعيتها وتدريبها فكرياً على كافة الجوانب، ومع بداية العام الجديد وخاصةً مع افتتاح المدارس، هنالك خطة مدروسة في إعادة الهيكلية، والعمل على تشكيل فرق أخرى حسب الإمكانات، وكلي ثقة بأن المرأة الشابة في أي مكان كان لها دور بارز، وبإرادتها وقدراتها ستغير الواقع، وستكون السباقة في تغيير الذهنيات الرجعية”.