روناهي/ كركي لكي ـ تحتل زراعة القطن في إقليم الجزيرة مكانة مميزة لما لها من أهمية من نواحي عدة، فهي تدخل في صناعة الغزل والنسيج، والزيوت لكن هذا المحصول الاستراتيجي الهام قد يتعرض أحياناً لبعض الانتكاسات من خلال ظهور أمراض وآفات تصيبه، فتؤثر في إنتاجه، وجودته.
ولمعرفة المزيد عن الأمراض التي أصابت محصول القطن للموسم الزراعي الحالي؛ أفادنا رئيس لجنة الوقاية في مكتب زراعة كركي لكي جوان كركي لكي بقوله: “في الفترة الأخيرة بعد أن قمنا بجولة على مشاريع القطن في ريف كركي لكي، وتل كوجر تبين لنا من خلال متابعتنا الميدانية أن محصول القطن لموسم 2018 قد أصيب بعدة أمراض منها الجاسيد، والعناكب، وديدان اللوز”.
وذكر كركي لكي بأن النصيب الأكبر من الضرر الذي لحق بمحصول القطن هو من الديدان اللوزية الشوكية؛ مبيناً أن نسبة الإصابة تتفاوت من حقل لآخر ما بين 1% إلى ما يقارب 80 % في بعض الحقول، وأوضح أن يرقات هذه الحشرة تصيب القمم النامية والبراعم الزهرية والجوز، حيث تحفر فيها وتتغذى على محتوياتها.
وأشار جوان كركي لكي إلى أنه يمكن ملاحظة الإصابة بهذه اليرقات على حقل القطن المصاب في مراحل نموه الأولى، وذلك بذبول قمم النباتات، وأضاف: “أما بالنسبة للبراعم الزهرية، والجوز، فإن اليرقة تحدث فيها ثقوباً، وتتغذى على محتوياتها، كما تخرج من الثقوب إفرازات اليرقة إلى الخارج”.
ونوه إلى إن الإصابة تبدأ في أوائل شهر حزيران، وتستمر حتى جني المحصول، و أن الوجود الوبائي لديدان اللوز لهذا العام يعود لأسباب عدة؛ أهمها الحالة المناخية غير المستقرة لهذا الموسم ودخول بذور غير معقمة إلى المنطقة.
أساليب خاطئة للمكافحة
وأكد رئيس لجنة الوقاية في زراعة كركي لكي جوان كركي لكي أن المزارع استخدم جميع المبيدات الكيميائية المتواجدة في الصيدليات لمكافحة دودة اللوز، إلا أنه لم يستفد منها؛ بسبب رشه للمبيدات في مواعيد خاطئة، وعدم استخدام برامج علمية للرش، وكذلك عدم قيام المزارعين أصحاب الحقول المجاورة لبعضهما بالرش سويةً.
وأوضح كركي لكي: “من خلال الرصد، والمتابعة، تبين لنا أن هناك عشوائية في عملية المكافحة ظهرت من خلال لجوء المزارع إلى طرق بدائية غير علمية، والنتيجة كانت أن الآفة قد وصلت إلى المناعة على الرغم من قيام لجنة الوقاية بتوزيع بروشورات إرشادية توعوية للمزارعين عن كيفية اتباع الطرق المثلى للرش”.
المكافحة السليمة لدودة اللوز
وأشار جوان كركي لكي إلى أن مكافحة الآفات الزراعية لوحدها غير كافية إذا لم يرافقها الاهتمام بجميع العمليات الزراعية الأخرى من التحضير الجيد للأرض، والتسميد، والري المنتظم، والزراعة في المواعيد المناسبة؛ إضافةً إلى مكافحة الأدغال التي تعتبر عملية تنظيف الحقل منها في غاية الأهمية لما لها من دور في نشر الآفات.
وشدد إلى أن أهم طرق المكافحة لمرض ديدان اللوز هو وضع مصائد (فورمونية – غذائية – وضوئية)، وذلك للتنبؤ بمواعيد ظهورها، فهي طريقة فعالة للمكافحة، مشيراً أنه يمكن المكافحة أيضاً من خلال استخدام المتطفلات والمفترسات وبخاصة طفيل التريكو غراما.
وناشد رئيس لجنة الوقاية في زراعة كركي لكي المهندس جوان كركي لكي عبر صحيفتنا جميع المزارعين إلى مراجعة مكاتب الزراعة في المنطقة لأخذ التعليمات اللازمة وتعلم طرق الوقاية السليمة لأي مرض أو آفة تهدد محاصيلهم.