سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

دلال خليل تدعو النساء إلى فهم قيم الدين الصحيح بعيداً عن التطرف

تقرير/ نشتيمان ماردنلي –

روناهي/ قامشلو- يسعى مؤتمر المجتمع الإسلامي الديمقراطي من خلال إقامة الندوات إلى تعريف المرأة بقيم الدين الصحيح بعيداً عن التطرف داعياً إلى ضرورة وضع استراتيجية تدعم المرأة في تحديد حق المصير.
برعاية مؤتمر المجتمع الإسلامي الديمقراطي أقامت المؤسسة الدينية للمرأة المسلمة في قامشلو ندوة حوارية تعددت بمحاورها حيث تضمنت المواضيع الثقافية والاجتماعية التي تخص المجتمع وذلك بمشاركة نساء ممثلات عن المؤسسات الدينية والمجالس والمؤسسات التي تهتم بحقوق المرأة وذلك في حديقة القراءة في الحي الغربي بقامشلو.
حيث حضرت الندوة إداريات وعضوات لكل من: (المؤسسة الدينية للمرأة في كل من قامشلو ديرك، عامودا- تل تمر – جمعية السلام الإنسانية في قامشلو- مركز العقائد والأديان- مكتب المرأة في مجلس سوريا الديمقراطية – حزب السلام الديمقراطي الكردستاني- وقف المرأة الحرة في سوريا – منظمة سارا لمناهضة العنف ضد المرأة- مجلس المرأة السورية).
حقوق المرأة بين القانون والتشريع
تحاورت النساء الحاضرات في الندوة حول دور المرأة عبر التاريخ حيث أشيدت بدورها كرمز للعطاء والحنان والتضحية، أما اليوم وبحسب مفهوم الأمة الديمقراطية فأنه بدون المرأة لا يمكن للمجتمع أن يكون ديمقراطياً. ففي روج آفا نهضت المرأة ونفضت عن نفسها غبار العبودية والمفاهيم البالية التي فُرضت عليها من قبل المجتمع الذكوري، كما أنها أثبتت بأن لولا مشاركتها في كافة الميادين لما تقدّم المجتمع وازدهر، لذا يتطلب من المجتمع نفسه مباركة خطواتها ودعمها.
وبالنسبة لدور المرأة في المؤسسة الدينية والتي كانت سابقاً حكراً على الرجل فقد شاركت بنشر تعاليم التسامح الديني بعيداً عن النزاعات المتطرفة ودعت إلى المحبة والأخوة وتقبّل الآخر وبناء مجتمع أخلاقي والوصول إلى حياة سليمة متوازنة.
وخلال الندوة أشارت الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية أمينة عمر إلى أن هدف المرأة في أغلب المجتمعات هو كيفية حصولها على حقوقها سواءً أكان هذا المجتمع شرقياً أو غربياً لكن المرأة في شمال وشرق سوريا حققت خطوات متقدمة على صعيد نضالها من أجل نيل حقوقها, مبينةً أن قيادتها لثورة 19 تموز حققت لها منجزات كبيرة ساهمت في إحداث تغييرات كثيرة لإنصاف المرأة في المجتمع.
وتابعت بأن نظام الرئاسة المشتركة أيضاً فتح المجال أمام المرأة للمشاركة في صنع القرار على كافة المستويات، وسن قوانين خاصة بالمرأة تضمن حقوقها إلى جانب مشاركتها الواسعة في كافة مؤسسات الإدارة الذاتية والمدنية؛ الاجتماعية منها والاقتصادية والسياسية والعسكرية.
أهمية فهم قيم الدين الصحيح
وفي السياق ذاته بينت رئيسة مؤتمر المجتمع الإسلامي الديمقراطي دلال خليل لصحيفتنا روناهي أهمية هذه الندوات التي يقيمها المؤتمر للنساء قائلةً: “نحن مؤتمر المجتمع الإسلامي الديمقراطي دائماً نسعى إلى شرح أهمية فهم قيم الدين الإسلامي الصحيح, أيماناً منا بأن الحوار هو الطريق السلمي الصحيح لتفهم وفهم قيم كل الأديان ونشر الوعي بين كافة شرائح المجتمع من مختلف الأديان والمتعقدات كونه السبيل الأنسب لمعالجة القضايا العالقة”.
وأكدت بأن المؤتمر يساهم في تعميق الفكر الديمقراطي في القضايا المعقدة والمتشابكة وعلى وجه الخصوص المتعلقة بالمرأة ومكانتها في الأديان.
أما بالنسبة للندوات والمؤتمرات التي يقيمها المؤتمر الإسلامي الديمقراطي فأنها تهدف إلى تعريف النساء والمجتمع ككل بقيم الدين الصحيح، وكذلك لتعرف المرأة بأنها أساس المجتمع ولها الدور الأساس فيه، بحسب دلال.
وأضافت دلال بأنه في الأعوام الأخيرة حصلت الكثير من التغيرات في المنطقة ومنها ظهور بؤر الفساد (مرتزقة داعش) باسم الدين الذي أثر سلباً على الإسلام وقيمه، حيث انتهكت معالم الإسلام للحد الذي أدى إلى خشية أغلب المجتمعات الخارجية من الدين الإسلامي بعد الجرائم التي ارتكبتها من إبادة وتطهير عرقي وديني ضد المدنيين وخاصةً ضد المرأة التي كانت المتضررة الأكبر بعد الدين الإسلامي.
وشددت دلال بأن ذهنية مرتزقة داعش وسياساتهم الممنهجة اللاإنسانية لم تمارس على المسلمين فقط بل على الشعوب الأخرى من المسيحين والإيزيديين الذي أدت إلى تهجير واسع وعمليات خطف وقتل واغتصاب وإجبار على اعتناق دين آخر.
وذكرت أيضاً بأن مؤتمر المجتمع الإسلامي الديمقراطي يسعى للحد من الظاهرة التي يذهب ضحيتها المرأة والطفل اللذان يكونان المستهدف الأول في ممارساتهم الوحشية من خلال إقامة الندوات الحوارية والورشات التي تناقش فيها حقوق المرأة ورفض كل ما تقوم به مرتزقة داعش بحق النساء وحل القضايا المستعصية التي تواجهها من خلال مشاركة بعض المؤسسات المدنية والحقوقية للحد من العنف والتصدي له، لتعزيز مفهوم الحماية ضد العنف وكذلك دور المرأة في مكافحة الإرهاب والتطرف لتنفيذ بنود خطة العيش المشترك، وجعل هذه الآلية فعالة لضمان حقوق الإنسان أياً كان دينه أو عرقه أو مذهبه.
واختتمت رئيسة مؤتمر المجتمع الإسلامي الديمقراطي دلال خليل حديثها مناشدةً كافة النساء من كافة المجتمعات بتحقيق متطلبات المرحلة الراهنة والقادمة في رفض كافة أشكال الممارسات العنيفة التي تحصل باسم الدين، فالدين بريء من هذه الوحشية بحسب قولها، كما دعت كافة المنظمات والمؤسسات بوضع استراتيجية تدعم حق المرأة في تحديد مصيرها.