No Result
View All Result
المشاهدات 0
تقرير/ صلاح إيبو –
في لقاء لصحيفتنا مع القائد العسكري في جيش الثوار دجوار إدلب حول ما يجري في إدلب هذه الأيام وما هو مصير المدينة، وما يمكن تحقيقه من أجل عودة عفرين أكد أن هدفهم الأساس هو تحرير مدينة إدلب من المرتزقة والاحتلال التركي، وهم يعِدون أهالي المنطقة بذلك، ويسعون إلى ذلك منذ مدة.
وأشار إلى أن المعارضة السورية فقدت جوهرها وباتت اليوم جناحاً عسكرياً لحزب العدالة والتنمية التركية ويمكن وصفها بحراس الحدود أو ما شابه ذلك، وأن عفرين ستتحرَّر قريباً من الاحتلال التركي الطوراني.
أستانة قسمت سوريا إلى مناطق عدة
وحول تعقيدات الأزمة السورية؛ حدثنا دجوار إدلب قائلاً: “اليوم لم نجد نفعاً من كل مقررات المؤتمرات التي لا تصب في مصلحة الشعب السوري، وفي مجملها كانت تصب بمصلحة الأمن القومي التركي وبعض الجهات الدولية والنظام السوري. وبالنسبة لأستانة، فالأطراف الضامنة لها هم روسيا وتركيا وإيران، وهذه الأطراف كانت ولا تزال تتهم قوات سوريا الديمقراطية بالتقسيم وما شابه من التهم، لكنها هي في الأساس تعمل على تأجيج هذه النظرية وتطبقها فعلاً، فتركيا هي منْ قسمت وسلمت المناطق المحررة إلى النظام وكان تقسيم الأدوار بين الروس والأتراك وإيران. والدول الضامنة الثلاث (تركيا، إيران وروسيا) كانت تعمل لصالح النظام السوري وكانت العدو الأول للثورة بحسب وجهة نظر جيش الثوار”.
وفيما يخص اتفاقية أستانة التي تشكل إدلب آخر نتائجها قال: “نقاط خفض التصعيد أو نقاط المراقبة هي لم تكن نقاط مراقبة أو خفض التصعيد، ولكن كانت بمثابة حماية نقاط النظام من أي هجوم محتمل من الفصائل العسكرية الإسلامية حتى المعتدلة، فقام النظام بسحب كلِّ قواته من مناطق التماس التي تمتد على مئات الكيلو مترات، فذهبت بها إلى الغوطة والرستن ودرعا والقنيطرة حتى أتمَّت السيطرة عليها وهُجر أهلها إلى إدلب والشمال السوري، ولم يبقَ معارضة في سوريا، بل أصبحت أحجار شطرنج بيد الدولة التركية وحليفتها قطر”.
وأردف دجوار إدلب حديثه بالقول: “إن المؤتمرات والاتفاقيات لم تخرج بجديد، فكل مؤتمر يعقد يأتي بمفاجآت وتجاوزات على حقوق السوريين، علماً أنَّ ما يجري متفق عليه مسبقاً في أستانة سراً أو علناً. رأينا كيف سلمت أرياف إدلب الشرقية وحلب الجنوبي ومطار أبي الظهور العسكري والاستراتيجي للنظام، وخسرت المعارضة ما يقارب 400 قرية وآلاف الشهداء ودمار مناطق بأكملها في سوريا، وكان ملف إدلب على رأس جدول أعمال مؤتمر أستانة الأخير. ولكن؛ تركيا الآن تتخبط بملف إدلب ولم تستطع إنجاز ما اتفق عليها، وهو حل هيئة تحرير الشام وتحجيم المعارضة، وكان جوهر الاتفاق هو ضمان عدم المواجهة مع النظام، والمقابل هو العمل على زيادة حدة الاقتتال بين تلك الفصائل”.
تركيا بين سندان المرتزقة ومطرقة النظام والروس
وفيما يخص صعوبة وفاء تركيا بوعودها حول جبهة النصرة قال دجوار إدلب: “ستصبح تركيا في مستنقع كبير بإدلب وستكون بين مطرقة الإرهابين وسندان الروس والنظام، أو ستنسحب من الاتفاق وتعطي الضوء الأخضر للنظام وروسيا لتسليمها ملف إدلب. وبالفعل قام النظام قبل أيام بحماية خواصره في ريف إدلب الجنوبي والشرقي والغربي وريف حلب الغربي ولكن لم يكن هناك عمل عسكري للنظام على إدلب والطيران يقصف المنطقة بشكلٍ مستمر”.
وتابع دجوار إدلب حديثه بالقول: “تركيا خدعت المعارضة وتخلَّت عن الثورة في جوهرها، وتعمل على تنفيذ أجنداتها ومخططاتها ووفق مصالحها لا مصالح الشعب السوري، وهنا يجب أن يتساءل السوريون ماذا قدمت تركيا لسوريا سوى الدمار والقتل والحقد والكراهية بين أبناء الشعب السوري؟! حيث كانت تعلن دائماً أنها الأب الروحي للثورة لكنها انكشفت ولم يعد كذبها خافياً على أحد، وكلُّ شيء بات مكشوفاً ولا نستبعد يوماً أن يظهر أردوغان في قاسيون مع بشار الأسد”.
تحرير عفرين ضرورة حتمية
وبخصوص ما يمكنه العمل من أجل تحرير عفرين أكد دجوار إدلب: “لن نتخلى عن عفرين مهما كلَّف ذلك من ثمن ولا يهم مع منْ أو كيف ننسِّق، ولكن المهم المضي في تحرير عفرين من الإرهاب والإجرام التركي ومرتزقته، وروسيا هي مَن قدَّمت التسهيلات لتركيا لاحتلال عفرين، وذلك بتنازل تركيا عن بعض المناطق وتسليمها للنظام مقابل عفرين، ونعِد أهلنا في عفرين أنَّها ستكون محررة قريباً من دنس الإرهاب والاحتلال التركي الطوراني”.
وفي نهاية حديثه وجَّه القائد العسكري في جيش الثوار دجوار إدلب نداءً إلى الشعب في إدلب وقال: “تركيا دولة احتلال وعلينا جميعاً أن ندرك هذه الحقيقة، وهي استغلت مشاعر الأهالي في إدلب وطيبة قلوبهم وضحكت على عقولهم، والآن أصبح كلُّ شيء واضحاً. وتركيا خانت دماء الشهداء السوريين وساهمت في الخراب والدمار الذي حلَّ بسوريا وهجَّرت الآلاف من أبناء الشعب السوري، ومع كل أسف صدَّقها هؤلاء المرتزقة الذين يرتكبون في عفرين جرائم بشعة يندى لها جبين البشرية. وعلينا أن نتوحَّد وننقذ إدلب من محرقة محتملة، والحل الوحيد المقاومة الشعبية ضد عدونا المشترك مهما كان، ويجب أن نحقق الأهداف التي نادينا من أجلها منذ ثمان سنوات”.
No Result
View All Result