جل آغا/ أمل محمد – أوضحت الإدارية بدار المرأة في ناحية جل آغا “هدى علي”، أن دار المرأة تعمل وبكل شفافية على نشر الوعي بين فئات المجتمع، ومحاربة العادات والتقاليد المترسخة في المجتمع، والتي تؤثر بشكل سلبي على تطوره، منوهةً، على ازدياد ظاهرة الانتحار في ناحية جل آغا في الآونة الأخيرة.
تعدُّ دار المرأة أبرز المؤسسات التي تدافع عن المرأة وتصون حقوقها، وتقوم بنشر الوعي بين النساء، فتلجأ النساء إليها لتحصيل حقوقها، فقامت الجهات المعنية في الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا بسن وفرض قوانين خاصة بالمرأة.
دور دار المرأة في توعية النساء
وفي الصدد، تحدثت لصحيفتنا “روناهي” الإدارية في دار المرأة بناحية جل آغا التابعة لمقاطعة قامشلو “هدى علي“، عن دور دار المرأة في توعية النساء والعوائق والصعوبات، التي تواجه الدار: “اُفتتحت دار المرأة في ناحية جل آغا عام 2013، تلك الدار التي تعمل على توعية المرأة بحقوقها وتعريفها بالقوانين، التي تحفظ لها هذه الحقوق، والتي صدرت عام 2014”.
وتابعت: “كان عمل دار المرأة في البداية صعباً وشاقاً، لأنها بدأت في منطقة تسيطر عليها العادات والتقاليد الذكورية، وكانت المنطقة تسير وفق بعض العادات والأعراف التي كانت تحد من إمكانات المرأة وتقلل من شأنها”.
وأضافت: “وكان العائق الأكبر أمام دار المرأة هي المرأة ذاتها، حيث كانت رافضة التخلي عن المنزلة، التي رافقتها أعواماً طويلة، وكانت القيم التي ورثتها المنطقة منذ مئات السنين هي من تتحكم بحياة النساء”.
وأشارت، ولكن بالثبات والإصرار تمكنت دار المرأة بالتنسيق والتعاون مع مؤسسة مؤتمر ستار من تغيير واقع المرأة في المنطقة بنسبة 70%، فقد كانت دار المرأة تقوم بجولات وزيارات، حول آلية عمل الدار، فيما أصبحت النساء يتوافدن إلى الدار للمطالبة بحقوقهنَّ، والتحدث عن مشاكلهنَّ بغية إيجاد الحلول لها”.
بعض العادات والتقاليد التي تتحكم بمصير النساء
ويوجد في ناحية جل آغا الشعبان “الكردي والعربي”، والذي يعرف بنظامهما العشائري، حيث لكل شعب فكره وعاداته وتقاليده، والتي تتحكم في تقرير مصير النساء وبالذات الفتيات اليافعات والقاصرات مثل “زواج الحيار، وتعدد الزوجات وزواج البدائل”، وحول هذا الموضوع، أكدت هدى: “لقد كانت المنطقة قبل سن القوانين الخاصة بالمرأة تشهد كثيرا من الأعراف البالية، ومنها زواج الحيار والقاصرات، فكانت هاتان الظاهرتان من أسوء الظواهر، التي تفتك بالمجتمع”.
وتابعت: “ولكن مع إصدار القوانين الخاصة بالمرأة، انخفضت نسبة هذه الظاهرة بشكل ملحوظ، لكن، وعلى الرغم من سعي دار المرأة، لتوعية النساء والمجتمع بشكل عام، لا تزال هناك بعض العائلات ترغم الفتيات على الزواج بسن صغيرة، أو إجبارهنَّ على الزواج بأشخاص لا يرغبنَّ بهم”.
وبينت هدى، أن الضغط الممارس على الفتيات سواء فيما يتعلق بموضوع الزواج أو الدراسة وغيرها، يترك أثراً سلبياً على نفوس الفتيات وبالذات القاصرات، وهذا يزيد نسبة الانتحار، فقد شهدت ناحية جل آغا وخلال شهر واحد فقط ثلاث حالات انتحار: “لقد اقدمت فتاة بعمر 17 عاماً في جل آغا على قتل نفسها نتيجة بعض الظروف العائلية، وفي دير غصن التابعة للناحية أيضاً، أقدمت فتاة أخرى (17) عاماً على الانتحار بطلقة مسدس، والحالة الثالثة كانت في قرية خراب جار، حيث أقدمت امرأة متزوجة بقتل نفسها من خلال شربها للسم”.
وتابعت: “ولم يحدث كل ذلك عن عبث، بل نتيجة الضغط وقلة الوعي وبعض أساليب التعنيف على النساء، فعلى الرغم من جهود دار المرأة ومؤتمر ستار في نشر الوعي ما تزال هناك فتيات يتعرضنَّ للضغط النفسي والتعنيف، وهنا يكمن دور العائلة في فهم مدى خطورة هذا الأمر، وتقبل الحالة النفسية التي تمر بها الفتاة في هذا العمر الحساس”.
وفي الختام، أكدت الإدارية في دار المرأة بناحية جل آغا “هدى علي”، أنَّ آخر جريمة قتل شهدتها منطقة جل آغا وقراها كانت قبيل عام، حين تعرضت امرأة ستينية للقتل على يد زوجها في قرية ديرونا كفنك، فيما ازدادت ظاهرة الانتحار بين “الشابات والشبان”، في الآونة الأخيرة، منوهةً إلى ضرورة تكثيف الجهود بين العوائل والمؤسسات للحد منها.