No Result
View All Result
المشاهدات 0
روناهي / الرقة– بعد دحر مرتزقة داعش وطردهم من الرقة، أثبت أهالي منطقة الحزيمة أنَّ بإمكان المجتمع إدارة نفسه بنفسه، دون الحاجة إلى الأنظمة السلطوية التي تفرض نفوذها بذريعة خدمة و إدارة الشعوب.
حزيمة التي كانت من أكبر تجمعات المرتزقة في الريف الشمالي للرقة، اليوم أصبحت مثالاً يحتذى بها في تجسيد العيش المشترك والتعاون والإخاء في ما بين سكانها، حيث أنه بعد وصول قوات سوريا الديمقراطية إليها وتطهيرها من رجس المرتزقة منذ أكثر من عام ضمن حملة غضب الفرات، سارع أهالي حزيمة لإنشاء الكومينات والتي تعتبر جوهر الإدارة الذاتية بالنسبة إليهم خاصةً، وإلى المجتمع في شمال سوريا عامةً.
تطهرت بإرادة الشعب
تبعد حزيمة عن مركز مدينة الرقة 21كلم، ويبلغ عدد سكانها 11400نسمة، حيث يعمل غالبيتهم في الزراعة وتربية الماشية وتجارة المحاصيل الزراعية، وحالها كحال القرى الأخرى المحيطة بمدينة الرقة.
تأسس دار الشعب وتفعل اللجان فيه، والجدير بالذكر أن فلول المرتزقة كانوا لا يبعدون إلا بضع كيلو مترات عن حزيمة، لكن إرادة الشعب كانت أقوى من أن يردعها وجود أذناب الخارج على مقربة منهم، ولم تكن إلا أيام معدودة حتى حوصروا في الرقة المدينة.
أهمية دار الشعب فيها
تأسس دار الشعب في منطقة حزيمة في 15/6/2017م، وذلك بإشراف مجلس الرقة المدني والمتطوعين من أهالي حزيمة، حيث ابتدأوا بالتأسيس انطلاقاً من الركيزة الأساسية للمجتمع ألا وهي الكومينات.
ويذكر بأن اللجان التي تشكلت في دار الشعب مؤلفة من الرئاسة المشتركة، يشرفان على أعمال باقي اللجان.
ومن هذه اللجان: لجنة الخدمات والتي تقوم بجولات بين الأهالي للتحقق ما إذا كان لديهم أي مطالب خدمية، ويتم ذلك عن طريق رفع تقارير شهرية يتم إيصالها إلى المؤسسات الخدمية كالبلدية أو مؤسسة الكهرباء وغيرها.
لجنة الصلح عملٌ مثمر
أما لجنة الصلح فهي تعمل على حل مشاكل الأهالي، وبدايةً تتدخل لجنة الصلح في الكومين الذي حدثت فيه المشكلة، فإن تم التراضي بين الطرفين يتم توثيق ذلك بتكميل يرفع للجنة الصلح في دار الشعب، وإن لم يتم الاتفاق فيأتي دور لجنة الصلح في دار الشعب حيث تتولى حل القضية، وإلى الآن تم حل جميع القضايا دون اللجوء للمحكمة.
وبالنسبة للجنة المرأة فهي تعمل على حل النزاعات الزوجيَّة، والقضايا المتعلقة بالمرأة الشابة أيضاً، وتلعب اللجنة دورها في توعية النساء ومحاربة الذهنية الذكوريَّة.
تأمين متطلبات الفلاحين
كما تقوم لجنة الزراعة على إيصال أصوات الفلاحين الى الجهات المعنية، فكما أسلفنا إن أهالي الحزيمة والقرى المحيطة بها يعتمدون على الزراعة كوسيلة عيش أساسية، ومن هذه المطالب تأمين السماد، والبذار الخاص بالموسم الشتوي، وأن يكون تسديد ثمنها مؤجلاً، فلم يعد بمقدور الأهالي دفع ثمن احتياجاتهم الزراعية نقداً، بسبب الضرر الذي لحق بالمحاصيل الصيفية هذا العام، فالدودة الشوكية قد فتكت بمحصول القطن، مما أجبر مزارعي المنطقة على استنفاذ مدخراتهم المالية لمكافحة هذه الدودة، ولكن بائت كل المحاولات بالفشل، ليشهدوا بذلك أسوء عام زراعي على الإطلاق.
أما قنوات تصريف المياه فتحتاج إلى التعزيل، والآليات المطلوبة لهذا الغرض باهظة الثمن، وليس باستطاعة الأهالي تحمل هذه التكلفة، وقد طالبوا بآليات لتعزيل تلك القنوات.
No Result
View All Result