سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

“خَزَّافُ المَقْبرةِ”

مروان خورشيد _

“إليكِ وأنتِ تنتحرين”
لمْ أُعِدَّ جسدي لِلحُبِّ بَعْدُ
تقولُها ولا يدي أطلقْتُها يوماً
إلَّا تلويحةَ وَفاءٍ لِلغائِبِ البعيدِ
خَصْري تركتُهُ لِمواسِمِ الرَّقصِ
في السَّنةِ الجَديدةِ..
أو خبَّأْتُهُ في بحرٍ
لِكانونٍ ثانٍ جديدٍ
عُمُري غَفْوةٌ بينَ انتِباهتَيْنِ
واحدةٌ في الحديثِ
و ُخرى بعدَ السَّريرِ
قصيدتي ارتِباكُ الوقتِ
بينَ صَلاتَيْنِ
ليسَتْ لحظةَ المآذِنِ
وهيَ تُناديْ عُشَّاقي
كيْ يَصِلوا لي
أنا جُرحٌ طويلٌ
قِطعةُ روحٍ مُحطَّمةٌ
أُغنِّي؛ ولكنْ لا لِأسمعَ غِنائي
أكتُبُ… ولكنْ
لا لِأكونَ قارِئةَ قصيدتي
تقولُ:
كنْتُكَ، يومَ سلَّمْتَ روحَكَ لِجسدِها
آخرَ سنةٍ منَ القَرْنِ العِشرينَ
وعِشْتَ بأرواحٍ كثيرةٍ
لمْ تُحِبَّكَ
نِساءٌ مرَّتْ فوقَ عِظامِكَ
المُتكسِّرةِ
لمْ تُنجِبْكَ النِّساءُ بَعْدُ
أعرِفُ أنَّكَ تجلَّيْتَ فيَّ
كتِلاوةِ سورةِ الإخلاصِ
أحَدٌ.. أحَدْ
لمْ تلدْكَ نِساءُ الكونِ بَعْدُ
لنْ تُولَدَ مرَّةً أُخرى
لنْ تُنجِبْكَ امرأةٌ مِثلي
شديدةُ الماءِ
تقولُ: كنْتُكَ، شُبْهَانِ
شُبهٌ يومَ اغتصبَكَ النَّشيدُ
وشُبهٌ أنَّني لمْ أعُدْ مِثلَكَ
أرغَبُ أنْ أطيرَ
أعرِفُ أنَّني الهمزةُ الضَّائِعةُ
بينَ الخَطيئةِ والعِفَّةِ
كما تقولُ أحلامُكَ المُتأخِّرةُ
أو كما أترُكُ أحلامي دوماً
لِخزَّافِ المَقْبرةِ
تقولُ: مُتْ أيُّها الشَّاعرُ
بكُلِّ عافِيَتِكَ
فالحُبُّ لا يأتي مرَّتَيْنِ