سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

خيانة الديمقراطي الكردستاني للكرد… باشور كردستان ـ1ـ

الدرباسية/ نيرودا كرد –

لم يعد خافيا على أحد، أن الحزب الديمقراطي الكردستاني أُسِّس لأداء دور سائق قطار الخيانة ضد الشعب الكردي، فلهذا الحزب تاريخ أسود وحاضر ماكر خبيث، ومستقبل لا شك أنه يكون منبوذا.
لم تقتصر خيانة الديمقراطي الكردستاني الشعب الكردي على جزء معين لكردستان، دون الأجزاء الأخرى، بل كان عراب هذه الخيانة في الأجزاء الأربعة لكردستان، سواء كان بالأصالة كما في باشور كردستان، أو بالنيابة عنه عن طريق الأذرع، الذي يدسها في أجزاء كردستان الثلاثة الأخرى. فدور هذا الحزب بات معروفا للقاصي والداني، خاصة فيما يخص باشور كردستان، فهو يحارب الكرد هناك بشتى الوسائل، وحوّل باشور باسم “الثورة” إلى مملكة لا يحكمها أحد غير (آل البيت)، في حين تتم محاربة أي صوت يدعو إلى تطبيق الحرية والديمقراطية في باشور كردستان.
أدوات وأساليب خيانة الديمقراطي الكردستاني 
تتعدد الأدوات، التي يستخدمها الحزب الديمقراطي الكردستاني، في أداء دوره الوظيفي المتمثل بخيانة الشعب الكردي، فتارة يستخدم هذا الحزب الأساليب القمعية عن طريق أجهزة الاستخبارات التابعة له، والتي تتوغل في مفاصل حياة شعب كردستان، محاولة منه السيطرة على الأمور؛ كي لا تخرج عن سيطرة هذا الحزب، كما أن كل صوت معارض يرتفع في وجه هذا الحزب يكون مصيره الاختفاء والسجن، كما حصل مع الزميل الصحفي سليمان أحمد، المحرر في وكالة “روج نيوز”، هذا فضلا عن حملات التصفية، التي يقوم بها عن طريق الاغتيالات، التي تطال معارضي سلطته المفروضة على الشعب.
وتارة أخرة، يتحول الديمقراطي الكردستاني بشكل أساسي إلى أداة في يد أعداء الشعب الكردي، وعلى رأسهم دولة الاحتلال التركي، سالكاً طريق الخيانة الذي أجاد السير فيه، لتنفيذ مخططات دولة الاحتلال التركي ضد الشعب الكردي.
لعل الواقع يُثبت بالدليل القاطع ما أوردناه آنفا، والواقع لا يقبل الشك ولا التأويل، حيث إن دولة الاحتلال التركي تتخذ من الحزب الديمقراطي الكردستاني، عكازا للاتكاء عليه في تنفيذ مخططاتها الاحتلالية ضد الشعب الكردي في باشور كردستان. بالسماح والرضا لدولة الاحتلال التركي ببناء المئات من القواعد العسكرية في أراضي باشور كردستان، التي تُسهل الهجمات، التي يشنها جيش الاحتلال التركي على جبال كردستان، مستهدفاً مقاتلي حركة التحرر الكردستانية.
وأبعد من ذلك، فإن الحزب الديمقراطي الكردستاني، يغض الطرف عن كل الانتهاكات والاحتلالات، التي تقوم بها دولة الاحتلال التركي، وأذرعها بحق شعب وأرض باشور كردستان، والتي مرت بمراحل عديدة، لن تكون آخرها ما يجري اليوم في محافظة دهوك.
من شاه إيران إلى أردوغان
 اتخذ الحزب الديمقراطي الكردستاني من المراهنة على القوى الخارجية، خيارا وحيدا في فرض هيمنته على السلطة في باشور كردستان؛ لأنه خير من ينفذ مخططات الأعداء للمحافظة على المصالح الحزبية والعائلية.
فجميعنا نذكر، اعتماد شاه إيران، محمد رضا بهلوي، على قيادات الحزب الديمقراطي الكردستاني، أثناء تصفية حساباته مع العراق، مع ما رافق ذلك من انتهاكات بحق الشعب الكردي في باشور كردستان، وعلى الرغم من ذلك بقي الديمقراطي الكردستاني محافظا على نهجه الخائن، والذي يتعارض مع مصالح الشعب الكردستاني.
ومن شاه إيران إلى أردوغان، لم يُحدث الديمقراطي الكردستاني أي تغيير في سياساته سوى استبدال المشغل، فمع انهيار نظام الشاه في إيران، انتقل الحزب الديمقراطي الكردستاني مهرولا إلى حضن دولة الاحتلال التركي، متعهدا بأن يكون الخادم المطيع لأوامرها كلها، وهذا الأمر الذي يستمر حتى يومنا هذا.
لم يقدم الحزب الديمقراطي الكردستاني الطاعة لسيده التركي خادماً مطيعاً فحسب، وإنما تعهد له بالتعاون مع الأذرع، التي تُنشئها دولة الاحتلال التركي في حربها على الشعب الكردي، وحركته التحررية، وقد ظهر ذلك جليا من خلال الهجمات، التي شنتها مرتزقة “داعش” بتوجيه من دولة الاحتلال التركي على أراضي باشور كردستان، والتي لم يُظهر الحزب الديمقراطي الكردستاني نية في مقاومته أو الوقوف في وجهه، بل سرعان ما أوعز لقواته العسكرية الانسحاب من المناطق، التي هاجمتها مرتزقة داعش؛ الأمر الذي أدى إلى حدوث ما حدث من مجازر بحق شعب كردستان، وخاصة بحق الشعب الإيزيدي في قضاء شنكال.
ومع انهيار ما سميت بالخلافة المزعومة لمرتزقة داعش في تلك المنطقة على يد مقاتلي حركة التحرر الكردستانية، وما رافقه ذلك من فشل لمخطط دولة الاحتلال التركي، والحزب الديمقراطي الكردستاني، قررت دولة الاحتلال التركي استئناف هذه السياسة الاحتلالية بنفسها، مستخدمة جيشها وطائراتها ومدافعها لاحتلال أراضٍ جديدة في باشور كردستان، وبتوافق وتعاون تام من الحزب الديمقراطي الكردستاني، كما في كل مرة، مشاركاً في جرائمها، وما يحدث في دهوك خير مثال على ذلك.
فالديمقراطي الكردستاني قدم كل الدعم والتسهيلات لجيش الاحتلال التركي، لتنفيذ مخططاته في تلك المنطقة، بدءًا من سحب قواته، وصولا إلى المشاركة في التخطيط لشن هجمات احتلالية جديدة، بحسب ما تشير العديد من التقارير الإعلامية، وذلك لإضفاء “الشرعية” على كل ما يقوم به جيش الاحتلال التركي.
وفي هذا الصدد، نشر مركز الأبحاث الاستراتيجية الكردستانية، تقريرا عن تخطيطٍ يتم التحضير له كقاعدة أساسية لشرعنة الهجوم المشترك لجيش الاحتلال التركي، وقوات الحزب الديمقراطي الكردستاني، ضد باشور كردستان وقوات الدفاع الشعبي، إلى جانب التطرق إلى الأحداث المفتعلة، التي سبقت الهجوم، والدعاية المضادة لتشويه صورة حزب العمال الكردستاني.
ويضيف التقرير، أن الحزب الديمقراطي الكردستاني، يحاول ضخ دعاية ضد حزب العمال الكردستاني، وفق خطة أعدّها جهاز “الباراستن”، بالتنسيق مع استخبارات الاحتلال التركي، من خلال اتهامهم حزب العمال الكردستاني “بافتعال الفوضى”، لا سيما الحرائق في عدد من مدن باشور كردستان، وخاصة في هولير ودهوك، ولإضفاء الشرعية على الهجمات التركية واحتلالها أجزاء واسعة من باشور كردستان.
ووفقاً للمعلومات، التي أوردتها وكالة فرات للأنباء، في أحد تقاريرها، فإن اجتماعاً عُقد في مكتب تمثيل كابلان في مدينة هولير 20 تموز المنصرم، واستمر مدة ثلاث ساعات، جمع قادة جهاز “الباراستن” (استخبارات PDK)، والاستخبارات التركية، وقد تم التوصل إلى ضرورة تنفيذ بعض الأعمال التخريبية والاغتيالات خلال الأيام القادمة، لخلق الفوضى ونشر الذعر بين المواطنين، واتهام وتحميل حركة التحرر الكردستانية مسؤولية تلك الأحداث وخاصة في محافظة دهوك.
ويضف التقرير أنه وقبل الاجتماع بما يقارب شهرين، حاولت دولة الاحتلال التركي والحزب الديمقراطي الكردستاني، تأجيج الرأي العام ضد حزب العمال الكردستاني، من خلال افتعال حريق سوق قيصري في مدينة هولير في الخامس من أيار المنصرم، وقد وجّه فيها الحزب الديمقراطي الكردستاني، عبر الدعاية المحرضة الاتهام لحزب العمال الكردستاني بالوقوف وراء الحريق.
الشعب في باشور يرفض الخيانة
على الجانب الآخر؛ فإن الواقع الذي يفرضه الحزب الديمقراطي الكردستاني، يُقابل برفض واستهجان من الشعب في باشور كردستان، فهذا الشعب دائما يعبر عن خيبة أمله من جراء هذه السياسات، التي لا تخدم سوى أعداء الشعب الكردي، فعموم الشعب في باشور كردستان يؤكدون أنه لا شيء يُحلل للحزب الديمقراطي الكردستاني، سفك دماء أبناء الشعب الكردي، كما أنه يؤكد دائما أن هذا الحزب لا يمثل آمال وتطلعات شعب باشور كردستان، وإنما كل ما يقوم به هو تنفيذ لما تُمليه عليه دولة الاحتلال التركي.
وأكثر من ذلك؛ فإن العديد من الأصوات ترتفع اليوم داخل القوات العسكرية التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني، ترفض السياسات، التي ينتهجها الحزب ضد الشعب الكردي، ونخص بالذكر ما يُسمى بـ”بيشمركين ديرين” الذين كانوا من مؤسسي الهيكلية الإدارية القائمة الآن في باشور كردستان، فإن هؤلاء يرون أن ما ذهب إليه الديمقراطي الكردستاني، بعد هيمنته على الحكم في باشور كردستان، يتناقض تماما مع تلك الأهداف، التي انضموا من أجلها إلى “البيشمركة” والنضال في سبيلها، ويرون ان هذا الحزب قد سرق “ثورتهم” ووجهها حسب مصالحه إلى مكان آخر تماماً، لا يُلبي تطلعات الشعب الكردي، وإنما يلبي التطلعات الحزبية والعائلية لهذه الجماعة.
فضلا عن ذلك، فقد شهدت ما تُسمى بقوات “بيشمركة روج” انشقاقات بالجملة من عناصرها، رفضا لتنفيذ أوامر الحزب الديمقراطي الكردستاني، التي تضعهم في مواجهة أخوتهم الكرد، وقد سلطت صحيفتنا “روناهي” الضوء على العديد من هذه الانشقاقات، حيث أظهرت للرأي العام الأسباب، التي دفعت هؤلاء العناصر للانشقاق عما يسمى” بيشمركة روج”، والتي في جوهرها تعود إلى تبعية الحزب الديمقراطي الكردستاني، ولدولة الاحتلال التركي على حساب الشعب الكردي ومكتسباته.