سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

خوديدا إلياس: تركيا والديمقراطي الكردستاني شريكان في مجازر شنكال

الدرباسية / نيرودا كرد –

أشار الرئيس المشترك للهيئة الإدارية في شنكال، خوديدا إلياس، إلى أن الإيزيديين لن ينسوا ما حدث من مجازر في شنكال إبان هجوم داعش في الثالث من آب عام 2014، واتهم الحزب الديمقراطي الكردستاني بشراكته لمرتزقة داعش في ارتكاب مجازر شنكال، ولفت إلى أن ما يتعرض له اليوم مُهجرو شنكال في مخيمات اللجوء؛ يأتي استكمالاً للمجازر التي ارتكبت بحق الإيزيديين في شنكال.
قبل عشر سنين، وبالتحديد في الثالث من آب عام 2014، هاجمت مرتزقة داعش شنكال، وارتكبت فيها مجازر مروعة، لا يمكن نسيانها، فقتلت الآلاف ودمرت سبل الحياة، وشردت عشرات الألوف، واختطفت آلاف النساء والأطفال والشيوخ، وكل ذلك جرى تحت أنظار الحزب الديمقراطي الكردستاني، وحكومة بغداد، اللذين فرا من أرض المعركة، وتركا الشنكاليين لمصيرهم، ومنذ ذلك الحين وفي كل عام يستقبل الإيزيديون الذكرى المؤلمة بمزيد من الأسى والألم والأمل، في محاسبة الجناة، والذين تورطوا في هدر دمائهم.
الشعب الإيزيدي لن ينسى ذلك اليوم المروع، وما تلاه من رحلة التهجير واللجوء، وتم إذلال الكثير منهم من الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي كان سبباً أساسياً من أسباب وقوع تلك المجزرة، فمع دخول داعش هربت قوات الديمقراطي الكردستاني، التي كانت في شنكال، وتركت المدنيين في شنكال لمصيرهم، وعدَّ الشنكاليون ما جرى شراكة لداعش في ارتكاب المجزرة.
الإيزيديون الشنكاليون يحملون مسؤولية المجازر للحزب الديمقراطي الكردستاني منذ الثالث من آب، وحتى طرد داعش، وهو من سلم رقاب أهالي شنكال لداعش، حيث لم يكن هناك أي نوع من أنواع الرد على مرتزقة داعش، بل تركوا أبناء شنكال دون أسلحة خفيفة للدفاع عن أنفسهم، وبإمكاننا تسمية كل ما حدث بخيانة الإيزيديين.
مجازر شنكال لن تمحى من الذاكرة 
وحول هذا الموضوع، التقت صحيفتنا الرئيس المشترك للهيئة الإدارية في شنكال، خوديدا إلياس: “بداية لا بد من الإشارة إلى أن يوم الثالث من آب عام 2014، لا يمكن أن ينساه الشعب الإيزيدي، ونحن نصفه باليوم الأسود، حيث تعرض الإيزيديون في شنكال، لأبشع مجزرة تم ارتكابها على مر التاريخ، وعلى الرغم من مرور عشر سنوات على المجازر، لكن حتى الآن لم تتم محاسبة الجناة، ومن يقف خلفهم”.
وحول استمرار استهداف إرادة  الأهالي في شنكال أضاف: “ومنذ ذلك الحين يتعرض شعبنا لمخططات تُحاك ضده من الأعداء، ضف إلى ذلك الحرب الخاصة التي يتعرض لها، وبالإضافة إلى الحالة النفسية التي حدثت بعد تلك المجازر، وما زال الإيزيديون يتعرضون للضغوطات النفسية أو الجسدية، من خلال تواجدهم في مخيمات اللجوء، حيث يمرون بظروف قاسية، وقلة المساعدات، وذلك كله يؤثر على الحالة النفسية والصحية لهم”.
وعن سياسة  العداء التي تنتهجها عائلة البرزاني تجاه الشنكاليين، تابع: إن “السياسات التي تتبعها عائلة البرزاني، زادت معاناة الشعب الإيزيدي، لتعاونها مع أعداء الكرد وداعش، لأن هذه العائلة تتخذ الخيانة سبيلا وحيدا لتحقيق مصالحها العائلية والحزبية الضيقة، ولا تفكر بمصالح الشعب الإيزيدي، ولكن في النهاية إرادة الشعوب ستنتصر، والعملاء والخونة سيحاسبهم الشعب الكردي، ولا بد للحق أن ينتصر على الطغاة، وعلى الذين يحاولون ارتكاب الإبادة بحق الشعب الكردي وشعوب كردستان”.
أردوغان الراعي والداعم لداعش، يتابع شعبان بهذا الصدد: “من دعم داعش في الهجوم على شنكال، هو أردوغان، فهو الذي قدم كل شيء لهم، لتحقيق مآربه التوسعية والاحتلالية، ويتعاون معه الحزب الديمقراطي الكردستاني، السياسة التركية في المنطقة معروفة للجميع، فهي تحاول احتلال الأراضي في سوريا والعراق ودول أخرى، لتحقيق حلمها العثماني القديم الجديد، وهذه السياسات قائمة على ارتكاب المجازر بحق الكرد، وكل شعوب المنطقة، فتركيا ارتكبت المجازر بحق الأرمن والآشوريين، وكذلك ترتكب المجازر بحق الشعب الكردي، والشعب الإيزيدي، ومع كل أسف كل ذلك يحدث أمام أنظار العالم، الذي يلتزم الصمت حيال ذلك، على الرغم من انتهاكات القوانين والمواثيق الدولية”.
أنقرة والديمقراطي الكردستاني يتحملان المسؤولية 
يؤكد احمد شعبان على مسؤولية تركيا والديمقراطي فيما جرى ويجري في شنكال : “السياسات التي تتبعها دولة الاحتلال التركي، وعائلة البرزاني، تتطابق في محاربة الكرد أينما كانوا، كلنا يعلم الدور التركي الكبير في إدخال داعش إلى حدودها وتزويدها الأسلحة لمهاجمة شنكال وكوباني، ولا تزال تركيا والمناطق المحتلة الملاذ الآمن لداعش وجبهة النصرة وغيرها من مجموعات المرتزقة”.
ولفت: “بعدما رأت تركيا إنها لم تحقق غاياتها عن طريق داعش والمجموعات المرتزقة، احتلت عفرين وكري سبي، وسري كانيه، وأصبح الإرهابيون يعيثون فساداً ودماراً في هذه المدن، تحت حجج واهية وعارية عن الصحة، وكلنا يعلم أن الهدف التركي هو احتلال تلك المدن، وهي تهاجم إقليم شمال وشرق سوريا، وباشور كردستان، لاحتلال المزيد من أراضي كردستان، وكل ذلك يتم بالتواطؤ مع الحزب الديمقراطي الكردستاني”.
وأردف: “لولا تخلي الحزب الديمقراطي الكردستاني عن شنكال وهروب عناصره، لما حدثت المجازر بحق الإيزيديين، حيث راح ضحية هجوم داعش سبعة آلاف شهيد، وهناك حتى الآن 2700 مفقود، لا نعلم عنهم شيئاً، هذا غير الدمار الهائل الذي طال كل شيء، الديمقراطي الكردستاني يدعي بأنه هو من حرر شنكال من داعش، وهذا غير صحيح، لأن من حرر شنكال قوات الدفاع الشعبي الكردستاني، والجميع يعلم هذه الحقيقة، وكل ما قدمه الحزب الديمقراطي الكردستاني هو مؤامرات ضد الإيزيديين، التي تهدف لتهجيرهم وإبادتهم،  تنفيذا لمخططات دولة الاحتلال التركي الاستعمارية”.
وأشار إلياس: “سلطات الحزب الديمقراطي الكردستاني، تحاول اليوم تكرار السيناريو الذي فرضته على شنكال قبل عشر سنوات، حيث تتوافق مع حكومة بغداد في فرض الحصار على شنكال، ويحاولون إفشال تجربة الإدارة الذاتية فيها، تلك الإدارة التي تعبر عن إرادة شعب شنكال في تحقيق الحرية والديمقراطية، وهناك اتفاق وقع عليه الديمقراطي الكردستاني وحكومة بغداد وبموافقة دولة الاحتلال التركي، لكسر إرادة الشنكاليين”.
واختتم، الرئيس المشترك للهيئة الإدارية في شنكال، خوديدا إلياس، حديثه: “على الرغم من المؤامرات التي تُحاك ضد شعب شنكال، ورغم المجازر التي ارتكبت بحقهم، إلا إن الشنكاليين اختاروا النضال والمقاومة لتحقيق أهدافهم في الحرية والديمقراطية وإدارة نفسهم بنفسهم”.