مدقق طارق
خلف كل شهيد امرأة تمثل الوطن
الطبقة – الشهيد هو الشخص الذي قدم روحه فداءً ليصل بشعبه نحو الحرية، وهو المنارة التي تنير الدرب نحو النضال والتحرير. لذا ينال أعلى المراتب بشهادته هذه.
يستذكر أهالي لبنان وسورية ذكرى الشهداء الذين أعدمهم جمال باشا السفاح العثماني في السادس من أيار، حيث أقدم على قتل المثقفين العرب في كل من دمشق وبيرت والسبب أنهم طالبوا بحرية وطنهم وشعبهم أثناء سيطرة المحتل العثماني على المنطقة
وبمناسبة عيد الشهداء المصادف لـ 6 أيار؛ التقينا بوالدة الشهيد ابراهيم عامودا شمسة الحسن التي هنأت في بداية حديثها ذوي الشهداء بهذا اليوم العظيم وقالت: “أبارك لعائلة كل شهيد استشهاد ابنها؛ فلذة كبدها وثمرة قلبها؛ فالشهداء هم الذين رفعوا رؤوس الأمهات والآباء وأصبحوا فخراً لهم، وكانوا مثالاً لأخوانهم بالتضحية والبطولة ورموزاً للنضال والحرية
ونوهت شمسة إلى أنه وعلى الرغم من أن العيون سكبت الدموع يوم استشهاد ولدها إلا أنها فخورة بما حققه وأكدت على أنه لولا استشهاد ابنها ورفاقه من شهداء الحرية وسلوكهم الطريق النضالي لَمَا تحقق الأمن والسلام في المنطقة، ولبقي مرتزقة داعش مسيطرين على المنطقة ويسفكون الدماء. وشددت أيضاً على أن دماء ابنها ورفاقه قد روت تراب هذا البلد وهذه كانت ثمن حريتهم.
وعن إصرار ولدها ابراهيم عامودا للسير في الطريق النضالي ونيل الشهادة العظمى؛ قالت شمسة: “لقد أصر ولدي على الالتحاق بقوات سورية الديمقراطية في حربها على مرتزقة داعش على الرغم من أنه وحيد لأربع شقيقات وظل متمسكاً بهدفه حتى وصوله إلى هدفه المنشود
الشهيد إبراهيم كان قد قال لأمه عندما قرر الانضمام إلى قوات سورية الديمقراطية: “سأقاتل حتى أحرر مدينتي ونعود إليها”. وقبل تحرير مدينة الرقة بيوم واحد وصل نبأ استشهاد ابراهيم إلى ذويه بعد أن نال الشرف والكرامة لتصبح والدته والدة شهيد عاهدها بعدم العودة حتى تحرير مدينته التي زف شهيداً من أجلها
وأكدت شمسة على أنه يجب على كل من عاش مع الشهداء قبل نيلهم الشهادة أن يتحدث عن أخلاقهم وصفاتهم الحميدة وكلماتهم النيرة. واعتبرت شمسة أنَّ هذه المسؤولية تعتبر هامة ومن الواجب نقل كلماتهم ورسائلهم إلى الآخرين وتمريرها إلى الأجيال القادمة لتعرف قيمة الشهيد وما فعله من أجل أن ينعم شعبه بالأمن والسلام
وفي رسالة لأمهات الشهداء قالت شمسة: “خلف كل شهيد هناك امرأة تمثل الوطن
وفي الختام قالت شمسة الحسن: “شهادة ولدي زرعت في قلبي الكثير من الأمل عندما أرى وجوه الأطفال والنساء في الشوارع حيث الفرحة لا تفارق وجوههم حينها أتذكر أن شهادة ولدي ورفاقه كانت من أجل هذه الفرحة والابتسامة وبأنه قدم روحه من أجل هذا الشعب الذي عانى الويلات على يد مرتزقة داعش، فأشعر بأن ابني لا يزال حيَّاً بيننا
والجدير بالذكر أن الشهيد ابراهيم عامودا استشهد بالتزامن مع انتهاء حملة تحرير الرقة التي سطرت فيها قوات سورية الديمقراطية أسمى معاني التضحية والنضال