سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

خطوة من المجلس الرياضي لتنظيم واقع رياضة الفروسية فهل تنجح؟

روناهي / قامشلو ـ

أعلن المجلس الرياضي بمقاطعة الجزيرة نيته لتشكيل لجنة الفروسية بالمقاطعة، بهدف تنظيم واقع رياضة الفروسية، ودفعها نحو الأفضل، ودعا المهتمين لحضور الاجتماع، الذي سيعقد بتاريخ20 /8/2024 لانتخاب وتعيين كوادر للجنة المكلفة بهذا الصدد، علماً أنه سابقا خطت الخطوة نفسها لكنها مرت دون جدوى. 
وبهذا الصدد، بدأ المجلس الرياضي بمقاطعة الجزيرة التوجه مجدداً نحو دعم رياضة الفروسية، وذلك بعد أن قام بتنظيم مهرجان شهداء السكيرية للخيول الأصيلة الأول، بالتعاون مع مجلس عوائل الشهداء في كركي لكي الجمعة الماضية.
وتعد رياضة سباقات الخيول والفروسية أكثر المجالات والرياضات، التي تضررت من الحرب السوريّة القائمة؛ لأن الخيول تحتاج عناية خاصة، كما أن المنطقة تعج بالمزارع والنوادي الخاصة لتربية الخيول، وتنتشر في مختلف المناطق مثل تل حميس، وتل كوجر، وتربه سبيه، ومناطق مختلفة في مقاطعة الجزيرة.
وفي شهر تموز عام 2021، ومن باب احتضان رياضة الفروسية من المجلس الرياضي بمقاطعة الجزيرة حصل اجتماع بمقر المجلس بمدينة قامشلو من ممثلين للمجلس مع المهتمين بهذه الرياضة، وجرى الاتفاق على إقامة سباق للخيول، ومحاولة ضم هذه الرياضة لخطط ورزنامة البطولات الرياضية التابعة إلى المجلس الرياضي، ولكن هذا الأمر لم يتحقق بالشكل المطلوب، وأصبحت تلك الرياضة تقام برعاية من جهات مختلفة مثل لجنة الشباب والرياضة في مجلس مقاطعة قامشلو، وبالتنسيق مع اتحاد الفروسية بالمقاطعة.
وتتنوع رياضة الفروسية بأنواع مختلفة منها: ‘”ترويض الخيول، وهي رياضة تهدف إلى تدريب الخيول على أداء بعض التمارين والحركات تحت سيطرة الفارس.
وقفز الحواجز، وهي رياضة تعتمد على قدرة الفارس والحصان على تجاوز مجموعة من الحواجز في أسرع وقت ممكن.
 وسباق الخيل: وهي رياضة تعتمد على سرعة الخيول في السباق.
محليّاً وخارجيّاً
وفي تصريح سابق لصحيفتنا “روناهي” لأحد أبرز مربي الخيول في مقاطعة الجزيرة من قرية “كرهوك”، وعضو اتحاد الفروسية في مقاطعة قامشلو “ضاهر الصالح”: منذ مئات السنين آباؤنا وأجدادنا كانوا يربون الخيول لأنها وسيلة نقل، ووسيلة حمل الأثقال، والأمتعة، عندما كنت طفلاً كنت أُلازم والدي وهو يرعى ويهتم بالخيل في الإسطبل، ومن خلال تربيتي للخيل منذ خمسة عقود لاحظت مدى العلاقة الوطيدة بيني وبين الفَرَس، فيصعب علي أن أعيش دون اقتناء الخيل، ولا أتذكر أني ابتعدت عن الخيول ولو ليوم واحد”.
وأتبع صالح: “نحن نشارك، ومنذ القديم في سباقات الخيول، التي تُنظم في سوريا ولا سيما سباقات السرعة في السابق، وقد اشتركنا في العديد من السباقات في مصر، والأردن وقطر، وقد فاز (تركي الصالح) بجواده بجائزة في المسابقة، التي نُظِمت في قطر’”.
وطالب الصالح الإدارة الذاتية وهيئة الشباب والرياضة في مقاطعة الجزيرة بضرورة الاهتمام أكثر برياضة الفروسية من خلال إعداد المضامير ولا سيما مضامير القدرة، والتحمل، والعمل على نشر ثقافة الرعاية، والاهتمام بتربية الخيول لأنها ثروة وطنية، ومن العادات والتقاليد القيّمة، التي ورثها أهل المنطقة منذ فجر التاريخ.
ويبلغ عدد هذه الخيول في مختلف مدن مقاطعة الجزيرة أكثر من 2000حصان حسب المعلومات، التي توفرت لنا، بحيث لا عدد رسمي لعدد الخيول حتى الآن، ومنها مُسجَّلة في المنظمة العالمية للخيول العربية الأصيلة (WAHO)، وذلك وفق الإحصائية، التي وصلتنا في العام 2021.
وبدأت منظمة (WAHO)، والتي يقع مقرها في بريطانيا، بتسجيل الخيول العربية في مطلع ثمانينات القرن الماضي بأخذ شهادات أصحاب المرابط مع عيّنات من دماء الخيل وشعرها.
وتتمثّل الأهداف الأساسية للمنظمة العالمية للجواد العربي في “الحفاظ وتحسين نقاء الدم للخيول العربية؛ لتعزيز المصلحة العامة في علم تربية الخيول العربية؛ ولتعزيز وتيسير اكتساب وتوزيع المعرفة في البلدان حول تاريخ ورعاية وعلاج وتربية الخيول العربية”.
مطالب ومعاناة
ويعاني مربّو الخيل في المنطقة من فقدان الأدوية الخاصة بها، إضافة إلى عدم وجود أطباء مختصين بعلاج الخيول، كما أن الحرب السورية وانقطاع الطرق أثّرا على ورود الأدوية والأعلاف الخاصة بالخيول إلى المنطقة.
ويبلغ عدد البلدان التي تُسجِّل خيولها في تعريف المنظمة العالمية للخيول العربية الأصيلة WAHO))، /69/ بلداً.
هذه لمحة مقتضبة عن هذه الرياضة التي سيحاول المجلس الرياضي بمقاطعة الجزيرة بضمها للرياضات الأخرى التي تقام بطولاتها تحت رعايته، وذلك في اجتماع ذكر في بداية التقرير سيعقد ضمن شهر آب الجاري، بينما السؤال الأهم حالياً هل ستكون القضية بتنظيم مسابقات للفروسية فقط؟ ولكن ماذا عن دعم هذه الرياضة والقائمين عليها، وكلامنا عن مربي الخيول الذين لديهم معاناة خاصة في ظل الأوضاع الحالية وارتفاع الأسعار للأدوية وكل شيء يتعلق بتربية هذه الخيول، التي باتت تنتشر بشكلٍ كبير في المنطقة، وتزيد سباقاتها كل سنة عن الأخرى، ناهيك أن هذه اللجنة في حال تشكلت هل ستكون قادرةً لتخطي المصاعب المذكورة بهذا المجال؟