على الرغم من الصعوبات والعوائق ووجودهم على خطوط التماس مع الاحتلال التركي إلا أنهم لم يتركوا زراعتهم، وفي خطوة لتفادي ارتفاع الأسعار زرع أحد المزارعين مساحة 50 دونم بالخضروات، ويوضح أن ارتفاع أسعار قطع الصيانة وهمجية الاحتلال التركي تؤثر على زراعته.
مع بدء الأزمة السورية ابتعد الكثير من الأهالي عن الزراعة نتيجة الاشتباكات التي كانت تدور رحاها في معظم المدن السورية، ومن بينها مدن شمال وشرق سوريا. ولكن؛ مع إعلان الإدارة الذاتية في الشمال السوري، وإيلاء الزراعة أهمية كبيرة من قبلها عادت الزراعة للمنطقة، وتم إدخال أنواع جديدة من المحاصيل الصيفية والشتوية، بالإضافة إلى أنواع جديدة من الأشجار المثمرة التي كان يُمنع زراعتها من قبل الحكومة السورية.
ويعتمد الكثير من أهالي القرى بشكل دائم على الزراعة كالقمح والشعير، والبساتين المنزلية كونها مصدر للرزق في فصل الصيف.
عانى الشمال السوري منذ ثورة 19 تموز من حصار من قبل القوى الإقليمية، بالإضافة إلى أنه كان ساحة للمعارك مع مرتزقة داعش لأكثر من خمسة أعوام، الأمر الذي دفع الإدارة بالتعاون مع المزارعين إلى إيجاد خطط محلية بديلة لكسر الحصار، وتأمين فرص العمل والمواد في المنطقة، حيث افتتحت المعامل، وأدخلت أنواع جديدة من الزراعة إلى المنطقة. ولكن؛ مع تطبيق قانون “قيصر” تأثرت مناطق شمال وشرق سوريا كغيرها من المناطق, بالإضافة إلى تدهور سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار، ولكسر والتقليل من تبعات قانون قيصر لجأ معظم أهالي القرى إلى الزراعات الصيفية.
ومن المناطق التي تكثر فيها هذه الزراعات ناحية تل تمر وبخاصة القرى الواقعة على خطوط التماس مع الاحتلال التركي، حيث لجأ الأهالي إلى زراعة الخضروات المنزلية للاعتماد على أنفسهم ولتفادي مشكلة ارتفاع الأسعار.
ورغم تعرض أهالي تلك القرى بشكلٍ مستمر لمشاكل كبيرة بسبب الانتهاكات التي يقوم بها الاحتلال التركي ومرتزقة ما يسمون “الجيش الوطني السوري”، نتيجة القصف العشوائي لقراهم والتي باتت تؤثر بشكلٍ كبير في حياتهم، إلا أنهم مستمرون في زراعتهم.
توجهت وكالة هاوار إلى قرية باب الخير الواقعة شمال ناحية تل تمر على طريق ناحية زركان/ أبو راسين في مقاطعة الحسكة، لمعرفة المزيد عن الزراعة الصيفية في ظل الهجمات التركية والظروف التي تمر بها المنطقة، والهدف منها والمشاكل التي يواجهونها.
خضر حج أيو، مزارع من القرية، قال لوكالة أنباء هاوار: “قمنا بزراعة الخضروات المنزلية بجميع أنواعها, إضافة إلى البطيخ الأحمر، وبلغت مساحتها 50 دونم بمساعدة من أشقائي”.
ونوه أيو إلى أنه مع ارتفاع الأسعار وعدم توازن الليرة السورية أمام الدولار, قرروا الاعتماد على أنفسهم بزارعة البساتين المنزلية, بهدف عدم استيراد الخضراوات من الأسواق.
مشاكل كبيرة بسبب ارتفاع أسعار القطع والصيانة
وبيّن أيو, أنهم يعتمدون في سقاية البستان على الآبار، وفي حال حدوث أية أعطال في المحركات، فإنها تسبب لهم مشاكل كبيرة، بسبب ارتفاع أسعار القطع, فأصبح سعر القطعة الواحدة أضعاف الأسعار القديمة, ويضيف: “القطعة التي كان سعرها ثلاث ليرات، أصبح سعرها 1000 ليرة، إضافة إلى عملية استخراج مضخة البئر وصيانتها تكلف أكثر من 500 ألف”.
همجية الاحتلال التركي ومرتزقته تؤثّر في زراعتهم
وأشار خضر أيو في حديثه إلى أنه “نتعرض للقصف بشكلٍ عشوائي، وشبه مستمر من قبل جيش الاحتلال التركي ومرتزقته لوجود قريتنا على خطوط التماس”.
ولفت أيو, أنه أثناء قيام المرتزقة بقصف القرية، يخرجون منها إلى القرى الأكثر أمانًا، ولذلك تبقى السباتين دون اعتناء لفترات، وهذا ما يؤثر في الإنتاج وفشل الزراعة، وتابع: “البساتين تحتاج للسقاية والرعاية اليومية وبسبب قصف الاحتلال التركي ومرتزقته للقرية وخروجنا من منازلنا تتأثر زراعتنا”.
سرقة أدت إلى خسارة أكثر من 60 مليون
وأشار خضر أيو, أنه مع وصول الفصائل المرتزقة إلى مشارف تل تمر واحتلالهم قرية الريحانية الواقعة غرب الناحية قاموا بالسيطرة على مشروعه وأراضيه الزراعية.
وأكد خضر أيو, أن المرتزقة قاموا بسرقة المولدات وآلياته الزراعية بالإضافة إلى سرقة 125 جوال من القمح و75 جوال من بذار الشعير، كما قاموا بحرق محاصيله الزراعية وتدمير المنازل الموجودة على المشروع.
ويقول خضر حج أيو، مزارع من قرية باب الخير، في نهاية اللقاء: “خسائري تزيد عن 60 مليون ليرة سورية”.