“خالقوا الأمل” يحكي قصة مقاومة العصر وأمل الأطفال النازحين في الشهباء بالعودة إلى عفرين بعد تحريرها، هذا الفيلم الذي يقوم كومين فلم روج آفا- عفرين على تصويره وبات هذا الفيلم في مراحله الأخيرة، ومن المتوقع أن يعرض هذا الفيلم في البداية للنازحين القاطنين في مخيمي برخدان وسردم في مقاطعة الشهباء.
كومين السينما كما كان يعرف في عفرين، عمل على توثيق غالبية الأحداث خلال العدوان التركي على مقاطعة عفرين، وبعد النزوح عمل أعضاء هذا الكومين على إعادة تنظيم أعضائه المتواجدين في الشهباء وجمع ما أمكن مع المعدات التقنية والأرشيف الذي تم تصويره في عفرين.
وجاءت فكرة هذا الفيلم الذي استلهم فكرته من عرض مسرحي لبعض الشبان الذين أعادوا تنظيم أنفسهم وتأليف مسرحيات للأطفال، تحكي قصة المقاومة وترسم البسمة على وجوه الأطفال وتزرع فيهم الأمل، وهنا يقول الرئيس المشترك لكومين السينما محي الدين أرسلان: “في عفرين كان هناك ترابط وثيق بين المسرح والسينما وباقي الفنون، وهنا لاحظنا البسمة التي زرعها أصدقائنا في المسرح على وجوه الأطفال، وبهذا قررانا أن نبدأ فيلم مقاومة العصر الذي كنا قد خططنا له منذ مدة بهذه المشاهدة وقصة استمرار المقاومة بشكل وطرق أخرى”.
ويشير محي الدين أرسلان إلى أن هذا الفيلم الذي اسموه “خالقوا الأمل” في مراحله الأخيرة وبقي هناك مشاهدة صغيرة عن الألغام التي تفتك بالأطفال والنساء في مقاطعة الشهباء، وهذه الألغام هي من مخلفات مرتزقة داعش في لوحة تعكس أن الشعب هرب من إرهاب تركيا ليقع فريسة مخلفات مرتزقة داعش.
وتشكل كومين سينما أو كومين فيلم روج آفا في عفرين منذ خمسة أعوام، وانحصرت أعماله في انتاج أفلام قصيرة عرضت في مهرجان ميتان المسرحي بعفرين، ومع بداية العام الجاري توجه أعضاء الكومين إلى مدينة حلب، وبالتحديد حي الشيخ مقصود الذي وصف بحي المقاومة لتصوير فيلم يستعرض فيه مقاومة الحي وكيفية صموده على مدار خمس سنوات متواصلة.
ويقول أرسلان: “مع بداية توجهنا إلى حلب، تعرضت عفرين للقصف التركي، وهنا وقعنا في حيرة من أمرنا، هل نستكمل عملنا هنا أو نعود لتوثيق العدوان التركي ومقاومة الشعب هناك بنظرة سينمائية”، وفي نهاية المطاف استكمل فريق الكومين المؤلف من خمسة أشخاص عملهم في تصوير فلم يجسد مقاومة حي الشيخ مقصود، وهو حالياً قيد المونتاج، ومن ثم توجه الفريق إلى مقاطعة عفرين لينضم إلى رفاقه هناك واستكمال توثيق العدوان التركي ومقاومة الشعب وكان الكومين يركز على وضع الشعب وكيفية معايشتهم للحرب والعدوان ومساندة المقاومة”.
وسيحاول كومين السينما انهاء تصوير فيلم “خالوا الأمل” خلال مدة أسبوعين وعرضه في المهرجانات السنيمائية المحلية والعالمية بهدف إيصال صوت شعوب عفرين إلى العالم وعرض إرهاب دولة الاحتلال التركي.
ويقوم كومين فيلم روج آفا- عفرين الآن بتنظيم دورة تدريبية لخمسة وعشرين شخصاً على أساليب التصوير السينمائي والإخراج وأخذ اللقطات وكتابة النصوص، إضافة لدورات أخرى يقوم بها اتحاد مثقفي عفرين حول أسلوب كتابة القصة والرواية، ويقول أرسلان: “إن الهدف من هذه الدورات التدريبية هو زيادة مهارة الأعضاء وتنظيم العمل بشكل احترافي، إضافة لتشكيل فريق عمل متكامل استعداداً للعودة إلى عفرين بعد التحرير والعمل على افتتاح مدرسة مخصصة للسينما”.