سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

حوادث مشبوهة وخطف واغتصاب في عفرين

تحقيق/ رامان آزاد –

تستمر جرائم مرتزقة الاحتلال التركيّ في عفرين في ظلّ تعتيم إعلاميّ، وظروف التهديد بالقيام بأعمال انتقاميّة في حال الإعلان عنها أو تقديم الشكاوي حولها، رغم عدم جدوى الشكوى، فالقائمون على الأجهزة القضائيّة والأمنيّة هم المرتزقة أنفسهم.
شنقٌ مشبوهٌ
ذكر موقع “عفرين بوست” أنّه عُثر صباح الخميس 2/7/2020، على جثمان الشاب محمد مصطفى يوسف متوفياً، عبر الشنق بشجرة الجوز قرب نبعة القرية بجوار المنزل الذي يسكنه مع عائلته في قرية ميركان بناحية موباتا. والشاب محمد من مواليد 2002 وهو وحيد لوالديه، وتمّ تهجير العائلة من قريتها الأصليّة حج قاسمو من قبل مرتزقة “لواء سمرقند” التي استولت على منزلها، ولم تُعرف ظروفُ الحادث وفيما إذا كانت فعلاً جنائيّاً.
إلا أنّ منظمة حقوق الإنسان – عفرين ذكرت نقلاً عن مصادر من داخل عفرين أنّ التهجير من القرية حاج قاسمو تمّ إثر مضايقاتٍ لرفضِ العائلةِ إرسالَ ابنها للقتال في ليبيا.

 

خطفٌ واغتصابٌ
تشهد منطقة عفرين المحتلة حالات اغتصاب متكررة مع تجاهل سلطات الاحتلال لتلك الحالات، فالمجرم عنصر من فصائل المرتزقة الموالية لأنقرة، فتطوى القضية دون محاسبة ما يشجع على ارتكاب أمثالها.
أفادت مصادر من داخل عفرين لمواقع إعلاميّة ومنظمات حقوقيّة بأن عناصر من مرتزقة “السلطان مراد” ذهبوا مع مختار قرية “كوتانلي”، وطلبوا خطبة فتاة بالقرية بقصدِ الزواجِ، فكان الردُّ بالرفض، فهدد المرتزقة والدَ الفتاة وضربوه وأخذوا الفتاةَ عنوةً، لتعود الفتاة إلى منزل والدها بعد أيام وقد اغتصبها أربعة منهم.
هذا الحادث ليس وحيداً، بل إنّ جرائم الاغتصاب والزواج القسريّ للفتياتِ القصر والعنف الجنسيّ ضد المعتقلاتِ والمختطفاتِ زادت معدلاتها في ظلِ الاحتلال التركيّ للمنطقة عفرين، وتجري في سياقِ التضييقِ على الأهالي لدفعهم للخروج من المنطقة، فيما يتكتم الأهالي على الجرائم بسببِ التهديدِ بأعمال الانتقامِ والتعذيب والاختطاف عدا أسباب اجتماعيّة.
اختطاف ثلاث مسنين في عفرين على ذمة حادث قبل ثلاثة عقود
نشرت وكالة الأناضول الرسميّة في 4/7/2020 خبراً مفاده أنّ السلطات التركيّة اختطفت ثلاث مسنين بعد مداهمة منازلهم في مدينة عفرين، ووجهت إليه تهمة قتلِ ضابطٍ تركيّ قبل 30 عاماً. وفي تبرير للاختطاف قالت الوكالة إنّ المسنين الثلاثة، كانوا يعملون بالتهريب عبر الحدود، وفي 16/6/1990 بادروا حرس الحدود التركي بإطلاق النار خلال محاولة تسلل إلى الأراضي التركيّة عبر ولاية هاتاي (إسكندرون)، وأنّ الاشتباك أدى إلى إصابة ضابط تركيّ برتبة ملازم، فارق الحياة قبيل وصوله إلى المستشفى متأثراً بإصابته البليغة.
وتقول الوكالة إنّ أجهزة الأمن راجعت مؤخراً إفادات شهود العيان، وتمكّنت بعد تحقيقات مطوّلة من التعرف على هوية أحد المشتبه بهم وهو “صالح عثمان (59 عاماً) ورد اسمه في التحقيقات، وادّعت أن التحريات كشفت عن تواجد المشتبه به في ناحية راجو. ووصفت اعتقاله بالعملية الأمنيّة المحكمة، وزعمت اعتراف صالح بجريمة القتل المنسوبة إليه، وأنّه أفاد بأسماء شريكيه حسن عبد الله ومحمد المحمد.
وأكّد مركز توثيق الانتهاكات استناداً إلى مصادر وشهادات موثّقة زيفَ ادعاءات الوكالة والأجهزة الأمنيّة التركيّة، وأنَّ السيناريو الذي تمت روايته غير صحيح، فالمسنون الثلاث مدنيون لم يسبق أن شاركوا بأي اعتداءات أو قاموا بعمليات تهريب عبر الحدود، وأنّ اعتقالهم جزءٌ من حملةٍ تركية ممنهجة تطال أهالي عفرين ممن رفضوا التخلّي عن أرضهم ليتم إظهارهم في مقاطع إعلاميّة مفبركة للدعاية.
كما لم تُقدم وجد أيّ وثيقة أو شكوى للجهات السوريّة طيلة العقود الثلاثة الماضية تطالب باعتقال أحد من عفرين متورط بقتل أتراك، رغم أنّ التعاون والتنسيق الأمنيّ بين الجانبين السوري والتركيّ كان وثيقاً جداً، وظلّ التنسيق الأمني فعّالاً رغم انقطاع الاتصال الدبلوماسيّ باعتراف مسؤولي البلدين.
نقل موقع عفرين بوست أقدمت دورية من الاستخبارات التركيّة ومرتزقة “الشرطة العسكرية” في 30/6/2020 على اختطاف المواطن عبد الرحمن نعمان (برازي)، (35 عاماً) من قرية بوزيكيه، من منزله في محيط مؤسسة البريد بمدينة عفرين واقتادته إلى سجن ماراته، بذريعة الانتماء للقوات العسكريّة خلال فترة “الإدارة الذاتيّة” السابقة. وذكر الموقع أنّ عبد الرحمن اُعتقل مرتين في وقت سابق، ودفع في المرة الثانية 3100 ليرة تركية للإفراج عنه بسند كفالة.
ذكرت منظمة حقوق الإنسان في عفرين، أنّ دورية مشكلة من الاستخبارات التركيّة ومرتزقة “الشرطة المدنية” اقتحمت في 30/6/2020، منازل في قرية داركريه، واختطفت المواطنين: عماد حسين قادر (35 عاماً)، عبدو بن محمد عبد الله (35 عاماً)، محي الدين عليكو (50 عاماً)، جمال عمر عليكو (25 عاماً)، صبري أحمد محمد (40 عاماً)، واقتادتهم إلى مراكز الاعتقال التابعة لها.
تفجير سيارة بعبوة ناسفة

وافادت الأنباء في صبيحة 5/7/2020 انفجار عبوة ناسفة بسيارة في مدينة عفرين، وما أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخر، ولم تُعرف هوية القتيل وصفته، إن كان مرتزقاً أو مدنيّاً. وتم تداول خبر مفاده مقتل أربعة أشخاص كانوا بداخلها فيما بعد
نشر الفكر التكفيريّ وفصل عن العمل
المفارقة أنّه بالتوازي مع الانتهاكات لحقوق الإنسان والجرائم المرتكبة يسعى الاحتلال لبناء المساجد بتوجيهات من مؤسسة الشؤون الدينيّة والأوقاف، والغاية هي نشر أفكار التطرف والتشدد، وذلك بتعيين أئمة جدد أغلبهم ينتمون إلى هيئة تحرير الشام “جبهة النصرة سابقاً” وعزل الأئمة السابقين.
 ففي ناحية جندريسه تم تعيين عدد من الأئمة والخطباء وشملت مساجد: صلاح الدين الأيوبيّ، أبو بكر الصديق، الفرقان في يلانقوزة، مساجد قرى: كورا، بافلور، آغجلة، كفرصفرة، جلمة، حاجيلار، تل سللور، رفعتية، عبد الرحمن بن عوف. وفق توصية أمنيّة من مرتزقة لواء محمد الفاتح وبتحريض من المستوطنين تمّ تغيير إمام جامع قرية معملا أوشاغي بناحية راجو المنحدر وعيّن إمامٌ ذو سلفيّ تكفيريّ متشدد من هيئة تحرير الشام سابقاً “جبهة النصرة”.
يذكر أنّ إماماً تمّ تعيينه بتزكية من مصطفى مسلم رئيس جامعة الزهراء في غازي عينتاب، ألقي القبض عليه مداهمة الشرطة المدنية بحي الزيدية بمدينة عفرين، وكان ضمن مجموعة من أربعة رجال وأربع نساء من إدلب، وكان المنزل يُستخدم وكراً للدعارة. وتستمر كذلك عملية فصل العاملين في مختلف المؤسسات وشملت في الفترة الأخيرة عدداُ من المعلمين في مجال التربية والتعليم والمخاتير.
فيما تفتتح مدارس دينية للأطفال الصغار بحجّة الرعاية والاهتمام، وتقدّم الهدايا لهم لتشجيعهم على الاستمرار في تقبل الأفكار الدينيّة، علماً أنّ القائمين على إدارة المدارس أشخاص أُميون، ولكنهم حملة للأفكار المتطرفة المتشددة والتكفيريّة.
سرقات علنية
شهدت عفرين جملة من السرقات قام بها مستوطنين بتواطؤ مع المرتزقة المسلحين منها سرقة محولتين للكهرباء في قريتي (كفرشيلة، معراته).
في قرية ميدان إكبس بناحية راجو استولت مجموعة مرتزقة يقودها المدعو أبو هشام الشامي ومعاونه أبو سليم على محصول القمح وبقايا الزرع (التبن) بالنسبة للأهالي المهجرين قسراً- وفرضت نسبة 10% من المحصول على الأهالي في القرية بقوة السلاح. وفي قرى بلبله سرق المستوطنون محصول السماق قبل أوان نضوجه. 
إضرام النيران بالغابات
أضرمت النيران المفتعلة مجدداً في جبل هاوار قبيل منتصف الليل من يوم الإثنين 29/06/2020 واستمرت على مدى يومين وسبق أن أُضرمت النيران يوم الخميس 25/06/2020 واتسعت مساحتها وقضي على عشرات الهكتارات من أشجار السرو والصنوبر والبطم والبلوط، كما أنّ النيران في حريق سابقٍ شملت مساحات كبيرة من الغابات في قرى (حسن ديرا، خليلاك أوشاغي، قرة كول، وقوطان) والهدف القضاء على الثروة الحراجيّة والإتجار بالحطب وتصنيع الفحم.
قطع للأشجار وتجريف وبحث عن الآثار
تستمر عمليات الحفر وتجريف التربة في التلة الكائنة شرق قرية كورا بناحية راجو من قبل مرتزقة أحرار الشرقيّة بحثاً عن الآثار واللقى باستخدام آلياتٍ ثقيلة، وقد أطلقوا على التلة اسم “تلة الذهب” مستخدمين الآليات الثقيلة، وقطعوا أكثر من 400 من أشجار الكرز، وأكثر من عشرة أشجار من الزيتون ولا تزال عمليات الحفر مستمرة حتى تاريخه.
وتواصل مجموعة مرتزقة يقودها المدعو جمعة الجبلي أبو أحمد التابع لمرتزقة الجبهة الشامية، تجريف الأراضي في قرية أرنده بناحية شيه، بحثاً عن الآثار مستخدمين الآليات الثقيلة حتى تمت تسوية التلة مع الأرض، وألحقتِ الأضرار بنحو 500 شجرة زيتون، وفي الوقت نفسه فإنّ مجموعة أخرى من نفس الفصيل تنبش في منطقة “تلة بيري” قرب قرية كاخرة بعد موقع تلة زرافاكة.
وذكر موقع عفرين بوست أنّ مرتزقة الحمزة أقدموا على قطع عشرات أشجار الزيتون في حقل يقع في سهل قرية كفردل تحتاني بناحية جندريسه عائدة للمواطن عبد الرحمن ناصر. وقطع مرتزقة الجبهة الشاميّة ما تبقى من أشجار المواطن فاروق نجار في محيط قناة المياه بحي الأشرفية.
استيلاء على البيوت وبيع
وأصيب أربع مسلحون من مرتزقة لواء السلطان سليمان شاه (العمشات) بجروح خطيرة نُقلوا إلى مشفى المنار إثر اشتباك مسلح حول الاستيلاء على منزل المواطن الكرديّ” نهاد” في قرية كاخريه.
وأقدم مرتزقة “فرقة الحمزة” في 1/7/2020 على طرد المواطن الكرديّ “لقمان شيخو” من المنزل الذي يقطنه في قرية “ماراته واستولت عليه لتقوم بتوطين المستوطن المدعو “فياض” الذي يعمل إعلاميّاً لدى متزعم مرتزقة “الحمزة” المدعو “معتز عبد الله”. وفي اليوم نفسه أقدموا على طرد المواطن “أبو إبراهيم من المكوّن العربي” من المنزل الذي يقطنه منذ سبع سنوات، وأسكنت مكانه المستوطن المدعو “خالد عبد الله” شقيق متزعم المرتزقة في القرية.
ذكر موقع عفرين بوست أنّ مرتزقة الاحتلال التركيّ استولوا على عدد من المنازل تعود ملكيتها إلى مواطنين كرد مهجرين، في أحياء مختلفة من مدينة عفرين، وألزمت القاطنين بدفع بدل الإيجار الشهريّ، فيما تحولت المنازل الشاغرة إلى مقرات أو تسكن فيها المستوطنين، وتعود ملكية المنازل للمواطنين: (جهاد سمو – جيلو كردي – فوزي احمد سمو – محمود جوجو – عبدو قنبر – محمد قنبر- عزت عثمان)، في أيام مختلفة من يوليو الحالي، وجميع هؤلاء مهجرون خارج عفرين.
أقدم مرتزقة المنتصر بالله على بيع ستة منازل تعود لمهجري عفرين في المنطقة الكائنة على طريق الملعب البلدي، مقابل مبلغ 2500 دولار بواسطة السمسار المدعو “أبو علي” من أهالي إعزاز، والذي يقيم منذ فترة طويلة في المدينة، وتعود ملكية المنازل للمواطنين (محمد رشيد حمو، محمد خليل/كفردليه، محمد ناصر/كوكبة، ومنزل كان عيادة أطفال).
استولى مرتزقة جيش الإسلام على منزل أرملة كرديّة تُدعى “نظيفة” بحي الأشرفية، من قرية “حج قاسما”، وأهمل مرتزقة الشرطة العسكريّة شكواها
أقدم المدعو “ابو وليد” متزعم ميلشيا “المعتصم” على بيع منزلين بحي الأشرفية بمبلغ 650 دولار أمريكي لكلّ منزل، وبِيع الميليشيا منزل المواطن الكرديّ شيخ حمزة بمبلغ 700 دولار أمريكيّ، الكائن في محيط مدخل القوس. واستولى شقيق “جمال كبصو متزعم مرتزقة “الجبهة الشامية” على منزلين عائدين للمواطن الكرديّ عبد الرحمن أبو عبدو” من قرية ترميشا، رغم أنّه وجوده بالمدينة ويقيم بالإيجار بحي الزيدية.
فيما عثر على مجموعة مغلقة في الفيس بوك، باسم “سوق إدلب الكبير” خاصة بالإعلانات الخاصة ببيع البيوت والمنهوبات، ونشر مستوطن يُدعى “الشامي أبو سعيد” إعلاناً في المجموعة عرض خلاله بيع عدة منازل في عفرين بمبلغ 700 دولار أمريكي للمنزل الواحد.
في 4/1/2020 وجّهت 18 منظمة حقوقية ومدنيّة مهتمة بالشأن السوريّ والكرديّ رسالة إلى مسؤولين أوروبيين بشأن الانتهاكات التي تمارسها قوات الاحتلال التركيّ، ومرتزقتها في المناطق التي تحتلها في شمال سوريا. ودعت إلى “ممارسة الضغط على تركيا عبر الإجراءات القانونيّة لوقف عدوانها على المناطق التي تحتلها في سوريا، وتأمين العودة الآمنة للنازحين إلى ديارهم، وإنصاف المتضررين من ممارساتهم من خلال ملاحقة مرتكبي الجرائم وتقديمهم إلى العدالة ومعاقبتهم” ووجهت الرسالة إلى: ماريا بيتشيفونيتش بوريتش الأمين العام لمجلس أوروبا وروبرت راجنار سبانو رئيس المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان وممثلي مجلس أوروبا والمحكمة الأوربية لحقوق الإنسان