سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

حوادثُ عفرين لعبةُ استخباراتيّة

تقرير/ رامان آزاد –

جملةُ من الأحداثِ وقعت في عفرين في الأيامِ الأخيرة، تشكّلُ بمجموعِها سلسلةً للعبةِ استخباراتيّةٍ تهدفُ إلى إضفاءِ مزيدٍ من التشويشِ والضبابيّةِ على المشهدِ العام وتبرير متغير قادمٍ واستهدافِ الحقائقِ التي تدينُ الاحتلالَ ومرتزقته عبر التشكيكِ بالمعطياتِ الثابتةِ والترويج لأدلةٍ وهميّةٍ، ولينشغل الأهالي بمسائلَ ثانويةٍ على حسابِ القضيةِ الجوهريّةِ. إنّها لعبةُ الحربِ الخاصةِ التي تقودها الاستخباراتُ التركيّة.
اشتباكٌ واتفاقٌ وحلقةٌ مفقودةٌ
بعد الاشتباكاتِ التي وقعت في عفرين في ٢٨/٥/٢٠٢٠ وسيطرة مسلحي ريف دمشق على مقرَّ “الحمزة” اجتاح مواقع التواصل مقطع مصور لنساء معتقلات، وكذلك صورتان لفتاتين عاريتين. ومن ثم أُصدر بيان عن مهجري دمشق وريفها ذُكر في نهايته وجودُ نساءٍ عارياتٍ معتقلاتٍ، وسرعان ما تمَّ في اليوم التالي التوصلُ لاتفاقٍ بين طرفي الاشتباك، ولكنه الاتفاقَ لم يتضمن مصيرَ النساءِ المعتقلاتِ. ثم نُقل خبرُ تسليمِ النساءِ للشرطةِ العسكريّةِ ومن بعدها إعادتهن لفرقةِ الحمزة التي يُفترض أنّها أخلت مقراتِها بالمدينة، ووفقَ البيانِ الذي صدر باسمِ أهالي دمشق وريفها فالشروطُ تضمنت ثلاثة بنود رئيسة:
ــ إزالة كافة المقرات التابعة لفرقة الحمزة من مدينة عفرين.
ــ تسليم كافة المتورطين ومحاسبتهم أصولاً.
ــ توضيح سبب وجود نساء عاريات (المعتقلات) في مقرّ فرقةِ الحمزة.
أما نصُّ الاتفاقِ فقد تمحورُ حول مطلبين، وبقي مطلبُ توضيحِ سببِ وجودِ نساءٍ عارياتٍ خارجَ الاتفاق. ليبدو أنّه لم يعد يشكّلُ نقطةَ خلافٍ ليتمَّ مناقشته ويُذكر في نصِّ الاتفاقِ! وبذلك كان الحلقة المفقودة في القصة، وهل كانت كيديّة مفبركة؟
فخ الصور والكلمات
مع تداولِ خبرِ وجود نساء عاريات معتقلاتٍ لدى فرقة الحمزة اجتاحت مواقع التواصل صورتان لامرأتين عاريتين يُقال إنّهما من بين المعتقلات. وورد موضوع النساء العارياتِ في البيان الذي صدر باسم أهالي دمشق وريفها في الشمال المحرر، وهو بيانٌ مشكوكٌ فيه أيضاً.
لنتذكر أنّ كلَّ الصور التي تم تداولها سابقاً لنساء مختطفات في عفرين لا تشبه صورة المرأتين العاريتين، والمرجح أنَّ الصورَ مأخوذةٌ من مواقع أخرى، ربّما من فيلم، وقد قالت مصادر إنّ الصور مأخوذة من فيلمٍ إباحيّ أو أنّه منتجٌ سينمائيّ.
لا أحد يعلم كيف تسرّبت الصور إلى التداول، ما يرجّح أنّ المسألة متعمدةُ، والمطلوبُ إيقاع الأهالي بالفخِّ حتى إذا تمَ اعتمادُ الصورِ دليلاً للإدانة بارتكاب جرائم تمَّ إسقاط الأدلة بإثبات أنَّ الصورَ لا تتعلقُ بعفرين، وأنّها مجهولة المصدر. ولا يستبعد أنّ تكونَ هذه لعبةً استخباراتيّةً ولذلك يُحتملُ الكذبُ بكلِّ شيءٍ، فيما الصدقُ نادر جداً. 
لغزُ الجثمانُ
في ٧/٦/٢٠٢٠ تمَّ تداولُ صورة لفتاةٍ قتيلةٍ مرميةٍ في العراءِ قالوا إنّها تعود لإحدى المختطفات وهي الفتاةُ القاصرُ ملك خليل (16 عاماً) المختطفةِ من قبل مرتزقة تركيا يوم وقفة العيد 23/5/2020 وقيل إنّها كانت بين النساءِ المعتقلاتِ في سجن الحمزة، وانشغلت وسائل التواصل والإعلام بالخبر، وسادَ المشهدَ كثيرٌ من التناقضِ لتأكيدِ هويةِ الضحيةِ هل هي ملك أم فتاة قُتلت بقضيةِ شرفٍ أصولها من حلب. وتداول العامة خبر تسليمِ النساءِ المختطفاتِ للشرطةِ العسكريّة، ومن بينها المختطفة القاصر ملك.
نقل أنّ تحقيقات الأمن الجنائيّ في مدينة اعزاز أسفرت عن تحديد هوية الضحية وهي “بيان محمود باضت” من أهالي حي الكلاسة بمدينة حلب نازحة مقيمة في مخيم باب السلامة وهي مطلقة ولديها 3 أولاد. وأنّ خالها “خ ح” اعترف بقتلها بثلاثِ رصاصات بالاشتراك مع زوجته “م أ” بداعي جريمة الشرف.
اللعبة لم تنتهِ، فقد أُريد تبريرُ الجريمة بشكلٍ أوقح، بترويج أنّ الجثمانَ لا يعودُ للقاصر ملك، ووفقَ بيانِ منظمةِ حقوق الإنسان في عفرين الذي نشرته في 9/6/2020، فإنّها من خلال الرصد والمتابعة لمجريات الموضوع وتواصلها مع مصادر في الداخل أفادوا بأنّ مرتزقة فصيل النخبة التابع لفرقة السلطان مراد الموالي للاحتلال التركيّ وبتوجيهات مباشرة من الاستخبارات التركية يحاولون بشتى الوسائل الضغط على عائلة ملك نبيه خليل جمعة وبخاصة والديها وطلبوا من العائلة الكتمان على الخبر وعدم التواصل مع أحد بهذا الخصوص تحت طائلة الاختطاف والقتل، ومع انتشار خبر مقتل فتاة ملك نبيه خليل جمعة قام مسلحو الفصيل بإخبار عائلتها دون غيرها بمقتل الفتاة وأخذوها إلى مشفى أفرين (سابقاً) بمدينة عفرين للتعرف على جثة الفتاة المقتولة ولم تتعرف والدة ملك عليها فالجثة لفتاة أخرى، ولكن الأم المصدومة تدهورت صحتها وتسأل عن مصير ابنتها، رغم أن الصفحات الموالية للفصائل والاستخبارات التركيّة أكّدت وجود الجثة في مشفى إعزاز الوطنيّ وليس في مدينة عفرين وسرعان ما نفوا خبر مقتل ملك على لسان عائلتها. ويتابع بيان المنظمة بأنّ وضع عائلة الفتاة ملك بغاية الخطورة وهم ممنوعون من التواصل مع أقربائهم بالخارج ومهددون بالقتل.
ثمّة تناقضاتٍ في جملة الخبر بين الإثبات والنفي، والحقيقة والفبركة، ليكون خبر نفي مقتل ملك على لسان عائلة ملك نفسها نتيجة الضغوط وكتمان الخبر، ولكن هل يمكن إنكارُ جريمتي القتلِ والخطفِ؟ أليس الجثمان لفتاةٍ قتيلةٍ؟ أليست ملك مختطفة؟ هل يُرادُ بذلك تغطيةُ جريمةٍ أخرى؟ ففي الواقع هناك جريمتان اختطاف وقتل سواء وقعت الجريمتان على شخصٍ واحدٍ أم اثنين؟ واللعبة تستمر عبر جعل الجثمان لغزاً.
محاولةُ التلاعبِ بمشاعرِ الناسِ أو استفزازهم هي لعبةٌ استخباراتيّةٌ سخيفةٌ لا تنتقصُ من شناعةِ الجريمةِ، وقد وجدنا في مواقع التواصل أنهم نشروا صوراً قالوا إنها لمطلوبين من بينها فتاةً قالوا إنّها ملك خليل. ولنتصور قصة في منتهى الوضوحِ، وبالوقت نفسه ملغزة، فتاة قتيلةٌ مجهولةُ الهويةِ في العراءِ قرب مدينة إعزاز، وفتاة كرديّة مختطفة مطلوب الكشف عن مصيرها وضمان سلامتها وإعادتها إلى عائلتها.
لا عنصريّةَ في التعاطفِ الإنسانيّ
واقعاً، معظمُ حالاتِ التعاطفِ عنصريّةٌ ومذهبيّةٌ وطائفيّة، ولا ترقى أن تكون إنسانيّة، وبالتالي هي فاقدةُ المصداقيّةِ، لأنّ التعاطفَ في أصله شعورٌ إنسانيّ فطريّ نقي لا يقبلُ الأدلجةَ والتسييسَ.
انتشارُ الخبرِ أغضب الشارع الكرديّ عامة، ولكنه لم يحرّك ساكناً في باقي المكوّنات السوريّة، والسببُ أنّ التعاطفَ يخضعُ لمعاييرِ الاصطفافِ التفصيليّةِ (القومية والمناطقية والمذهبية والحزبية) وليس الإنسانيّة، والصحيحُ عدمُ وجودِ تعاطفٍ من أصله، بل هو موقف سياسيّ متلبسٌ بالتعاطفِ. ومثالنا انشغالُ الإعلام المحليّ وحديثه المطوّلِ عن الأمريكيّ جورج فلويد، منطلقاً للطعنِ بالسياسة الأمريكيّة، ولو كان الحادثُ في دولةٍ أخرى لكان الخبرُ عابراً وربما تمّ تجاهله… فهو لم يتوقف على عشراتِ الجرائمِ في عفرين، فالتغييب عادة قديمة وإن تحدث فهو حديث التخوين والعمالة…إلخ
موالو أردوغان مثل مدمني الحشيش يجترون الكلام وينفثون سموم أحقادهم، والحديثُ عن العلاقةِ بإدارةٍ ذاتيّةٍ مدنيّةٍ حتى لو ثبت فهو ليس بتهمةٍ، هي فكرةٌ خبيثةٌ زرعها المحتلُ التركيُّ وقد راقت للعصاباتِ لاختطافِ الناسِ وابتزازهم وفرض الإتاوات. هو مزيجٌ معقّدٌ من الحقد الأسود والجشع والانحطاطِ بكل معنى الكلمة.
هؤلاء المصابون بوهم “الثورةَ” يعتبرون كلّ قتلٍ في عفرين يسهمُ بنجاحِ “ثورتهم لإسقاطِ النظامِ”، وكلّ كرديّ انفصاليّ معادٍ لثورته، بل إنّ كثيرين باركوا القتل واحتفلوا به، ولم يعوا حتى اليوم أنّهم مجرد أدواتٍ في مخططٍ كبيرٍ، مصيرها الاستهلاك.
تبريرِ القتلِ صفاقةٌ وعهرِ وتوحّشِ، ومن حيثُ المبدأ فالجهةُ الخاطفةُ عصابةٌ لا شرعيّة لها مطلقاً، ولا يمكنُ تبريرُ الاختطاف حتى لو قامت به جهاتٌ قانونيّةٌ شرعيّةٌ. لأنّ ملك فتاة قاصر لم ترتكب أيّ جريمة بالاعتداء على أحد أو اغتصاب أرضَ أحدٍ أو سرقة أو الاستيلاء بالقوةِ على بيت أحدٍ، ولم تكن مستوطنة، بينما كلُّ من دخل إلى عفرين مع الدبابةِ التركيّة حاملاً للسلاحِ أو أعزل هو محتلٌ غاصبٌ لا شرعيّة له.
في إدلب خرج البعض متظاهراً متضامناً مع الضحية الأمريكيّ جورج فلويد، لو سُئل من خرج بالتظاهرة عن سبب خروجه وحمله للشعارات، سيتحدث بالشعاراتِ والاقتباساتِ الدينيّةِ عن الإنسانيّةِ ورفضِ الظلم والعنصريّةِ، وكلّ ذلك “كلام جميل” ولكن بفرضِ أنّ واشنطن قامت بفرضِ حظر جويّ على إدلب، أو عاملتهم كما فعلت مع الأفغان في الثمانينات، هل سيبقى شيءٌ من تلك الشعاراتِ.
بكلِّ الأحوالِ هناك فتاةٌ سوريّة قتيلةٌ ومرميةٌ في العراءِ، ورفض جريمةِ القتلِ ينبعُ من إنسانيتنا ولا شيءَ يمنعُ تعاطفنا الإنسانيّ مع الضحيةِ سواءٌ كانت ملك أم غيرها، كرديّة كانت أو عربيّة ويكفي أنّها سوريّة لأنّ تسييس المشاعر الإنسانيّة تبريرٌ مشروطٌ لجرائم القتلِ.
في سوريا عشراتُ آلافِ الحالاتِ تستحقُّ التضامنَ معها، اعتباراً من إدلب نفسها… وماذا عن عفرين والانتهاكاتِ بالجملةِ فيها على مدى أكثر من عامين، ورغم ذلك يقولون عنها منطقة محررة! وهل هي محررة تحتَ العلم التركيّ؟ هل محررة بخروج أهلها؟ محررة أم محتلة؟ من يحتلها؟ التضامنُ الإنسانيّ يجب أن يكونَ فعلاً إنسانيّاً لا يخضعُ لمعاييرَ استثنائيّة، بل هو مطلق لمجرد الإنسانيّة…
إرهابنا خير من تحريركم
كان العدوان على عفرين بعنوان تحريرها من “عناصر الإرهاب” وسلطة الأمر الواقع ورفع الظلم عن أهلها، وبعد احتلالها روّجوا لكذبةِ الأمنِ والاستقرار بالمنطقة واحتفلوا بالتحرير وأنّها إنجاز هامٍ لثورةِ إسقاطِ النظام، وقفزوا فوق حقيقة أنّ الثورة فاقدة لشرعيتها المكانيّة وهو الحد الأدنى للشرعيّة، فعفرين كانت خارجة عن سلطة النظام ولا وجود لمؤسساته فيها، والمنطقة التي عانت عقوداً من التهميشِ والتغييبِ والإهمالِ، كانت مؤسساتُ الدولة فيها أدنى من الفرعيّة ولا وزن لها.
لم يكن بالإمكان متابعة الحياة في عفرين دون مأسسة الوضع الخدميّ ذاتيّاً، وهذا هو المعنى الدقيق للإدارة الذاتيّة، فقد كانت حاجة ملحّة لتنظيم الحياة، وإلا فالبديل هو الفوضى وتكريس حالة البطالة العامة والنقص في الجانب الخدميّ، وقد عاشت عفرين أربع سنوات في ظل الإدارة الذاتيّة، وحتى الوحدات العسكريّة التي تشكلت فيها كانت ضرورة ملحة بسبب تواصل الاستهداف المسلح، في ظل حصار شبه كامل إلا من طريق وحيد يصلها بحلب، ولكنهم انتقلوا إلى فرضية أخرى مفادها أنّ الإدارة الذاتيّة كانت محاولة انفصال وتقسيم البلاد، وأنّها تمارس صلاحياتها في المنطقة كسلطة أمر وأنَّ الناس مغلوبون على أمرهم مظلومون، يعيشون ظروفاً صعبة تحت وطأة الإرهاب… ونشروا صوراً مفبركة محدودة لترويج لكذبة ترحيب الأهالي بهم وشكرهم على نيل الخلاص، وتحرير المنطقة.
احتفلوا في عفرين بخروج الإدارة الذاتيّة بكلّ هيئاتها ومؤسساتها والعاملين فيها وحاضنتها الشعبيّة ولم يبقَ في المنطقة إلا من أقعده العجز عن الخروج في تلك الأيام الصعبة من عوائل وعجائز وكبار السن، ولكن ومنذ اليوم الأول لإعلان الاحتلال باشروا بحملات مداهمات البيوت وملاحقةِ الناسِ بتهمةِ الانتماءِ أو العلاقةِ بالإدارة الذاتية، أي لاحقوا من ادّعوا أنّه رحّب بهم ومن سمّهم المظلومين وجاؤوا لنصرتهم وتحريرهم. وتبرير الاختطاف أو القتل بحجّة العلاقة مع الإدارة الذاتية يعني شرعنة استباحة عفرين. فهم يخرجون المسنين من بيوتهم ويقتلون أشخاصاً تجاوزوا الثمانين من عمرهم أو هم فعلاً أطفال… فما الاتهامُ الموجّه إليهم؟
بأخذ الفرضيّة على ظاهرها، بأنّ الإدارة الذاتيّة كانت تمارسُ الإرهاب، إلا أنّ المنطقة في الواقع كانت مستقرة في عهدها فانطلقت مشاريعُ الإعمار والبناء في وقتٍ كانت معظم المناطق السوريّة مستغرقة بالصراعِ المسلح، وكان الأمنُ مستتباً فلا تفجيراتٍ ولا اقتتالَ في الشوارع ولم تكن هناك سرقاتٍ ولا حالاتِ قتلٍ ولا اعتداءَ على البيوت ولا اختطافَ ولا فديات ولا قطع أو حرق للشجر ولا نبشَ وتجريفَ للأرضِ وسرقاتٍ للآثارِ بل كانتِ المنطقةُ مقصدَ النزوحِ من أبناء المناطق الساخنة، وهذا كله مع الأخذِ بعين الاعتبار ضعفِ المواردِ وإغلاقِ الطرقات وحالاتِ الاشتباكِ المسلح على تخومِ المنطقة، وكان المطلوبُ مزيدٌ من الخدمات وفرصِ العملِ، وأما بعد التحرير المزعوم فلا يكادُ يومٌ يمر دون انتهاكاتٍ أو حادث اشتباك أو تفجير أو خطف.
عِجلُ بني طوران
مع إفلاسِ المرتزقة من التبريرات راحوا يقولون إنّ عفرين شكّلت خطراً على الأمن القوميّ التركيّ وهي الكذبة التي روّج لها أردوغان لتبرير الحرب دون أدلة على ذلك، ولكن ما شأن السوريّ الثائر بالأمن القوميّ التركيّ؟ ولكن أليست فصائل المرتزقة في عفرين ورأس العين وتل أبيض موالية لأردوغان لدرجة العبادة الشخصية، فهل يمنعها ذلك من الاقتتال الفصائليّ؟
المسألة ببساطة أنّ هذه العناصر كائناتٌ حاقدة يتملكها الحقد ومصابة بالسُّعارِ، والحقدُ عندها عقيدةٌ، ولا يسعُها أن تفكرَ للحظةٍ عن الحقدِ، هم حاقدون وحسب، هو الحقدُ الأسود المقدّسُ، الذي أصبح عقيدةً وجعلوا منه زوراً جهاداً وطاعة لإلهٍ صنعوه في عقولهم مثل عجلِ بني إسرائيل، ولكنه عجل بني عثمان وطوران.