من يقرأ فلسفة القائد عبد الله أوجلان حول الحياة الحرة يتأثر بها، وكل فرد يعكسها في الواقع بطريقته الخاصة. والشاعر حميد الرجب، من مدينة الهول، من بين أولئك الذين يعكسون هذا الفكر من خلال أشعار تتغنى بالشهادة والشهداء وحرية المرأة.
يمتلك الإنسان الكثير من الامكانات، ولكنه في كثير من الأحيان يكون بحاجة إلى محفّز له حتى يخطو خطواته الأولى، ومع المثابرة والدوام والتغلب على التحديات يصل إلى المرام. والشاعر حميد يوسف الرجب، هو من أولئك الأشخاص الذين قاسوا الحياة وتعلموا منها حتى استطاعوا تأليف الأشعار.
سيرته الذاتية
ولد حميد يوسف الرجب عام 1952، لعائلة متمسكة بثقافتها العربية من عشيرة الخواتنة في مدينة الهول جنوب مدينة الحسكة على الحدود السورية العراقية في مقاطعة الجزيرة.
وفي الوقت الذي كانت فيه المنطقة تعاني ندرة في المدارس، لم يحصل حميد على فرصة للذهاب إلى المدرسة كأي طفل، وحُرم من هذا الحق، ولكنه كان يمتلك فصاحة في اللسان مثل أي عربي متمسك بأصالة الآباء والأجداد.
الحياة مدرسة، يتعلم منها الفرد سواء كان أمياً أو متعلماً، الكثير من العبر والدروس، وحميد أيضاً تعلم الكثير منها وتأثر بها، ولذلك عندما كان في 14 من عمره، بدأ بحفظ الأشعار وزاد اهتمامه بالشعر، ومع بلوغه سن العشرين في عام 1972 بدأ بتأليف أولى الأبيات الشعرية رغم أنه كان أمياً.
رويداً رويداً، بدأ إلمام الرجب بالشعر يكبر، مع تخزينه للعبر التي يأخذها من الواقع في ذاكرته. ومع ذلك، كانت تواجهه مشكلة تكمن في عدم معرفته بالقراءة والكتابة، مما شكل عائقاً أمام تطوره.
وجاء التشجيع والدفع المعنوي من أصدقائه الذين ساعدوه على تعلم الأبجدية قراءة وكتابةً، وبذلك بات بإمكانه أن يكتب الأبيات الشعرية التي كان يؤلفها؛ لأن الكتابة على الورق كفيلة بحفظ ما ينطق به الشاعر.
ولكن شاءت الأقدار ألا يتابع حميد الرجب، كتابة الأشعار، مع انشغاله بالأمور الحياتية لتأمين لقمة العيش، ولذلك ابتعد عشرات الأعوام عن تأليف الأشعار.
وتأثر الشاعر حميد الرجب، بحملة تحرير مدينة الهول على يد قوات سوريا الديمقراطية يوم 13 تشرين الثاني عام 2015، وما رافق ذلك من عملية إعادة الحياة إلى المدينة التي كان داعش يحتلها وحوّلها إلى جحيم على سكانها.
وما إن بدأ الشعب بتنظيم نفسه والانخراط في مؤسسات الإدارة الذاتية والقوات العسكرية والأمنية في المنطقة للدفاع عنها وخدمتها وإعادة بنائها، حتى تلقى حميد الرجب دعوة للمشاركة في إحدى الفعاليات التي أقيمت في المدينة، ومن هناك، عاد إليه الحنين إلى الشعر، فبدأ مجدداً بتأليف الأبيات الشعرية.
تأليف الشعر
ومع مرور الوقت وتعرّف حميد الرجب على فكر وفلسفة القائد عبد لله أوجلان، بدأ يحاول عكس ما يفهمه على شكل أشعار يلقيها في المناسبات. وألّف حميد الرجب، أشعاراً عن المقاتلين أثناء التحاقهم بجبهات القتال للدفاع عن المنطقة، وعن الشهداء وقصصهم وكذلك مقاتلي الكريلا.
كما يؤلف حميد الرجب، الأشعار عن القائد عبد الله أوجلان وفلسفته وخصوصاً حرية المرأة، حيث يعكس فكر القائد على شكل كلمات ينقلها إلى المجتمع بطريقته الشعرية.
ومن أشعاره “أم الشهيد”، “المرأة، الحياة، الحرية”.
وأكد “حميد الرجب”، في ختام حديثه: “إن القائد عبد الله أوجلان يشجع جميع أفراد المجتمع على القيام بأدوارهم كما ينبغي. وانطلاقاً من ذلك، فهو يقوم بما يقع على عاتقه”.