No Result
View All Result
المشاهدات 1
الإنكار والمنع؛ بل الإبادة الثقافية كانت سياسة ومنطق المستبدين في أرجاء كردستان، وعندما عجزوا عن الوقوف في وجه أصالة هذه الثقافة بكل اتجاهاتها وأقسامها وفروعها ما كان منهم إلا أن يزيدوا من همجيتهم ووحشيتهم، والاحتلال التركي لعفرين خير مثال على محاولات صهر وإنكار وتدمير الثقافة والفن والتراث الكردي، وكل أعمال المرتزقة دليل على سياستهم السوداء وفكرهم المظلم.
في مسعى إلى تعزيز الحراك الفني والثقافي، والتصدي لمحاولات العدوان التركي للقضاء على ثقافة وتراث الشعب الكردي في عفرين، تواصل الفرق الفنية في مقاطعة الشهباء عملها ونضالها من أجل حماية اللغة والثقافة والفن والتراث.
خلال سنوات ثورة روج آفا تم تشكيل العديد من الفرق الفنية والمؤسسات الثقافية وتم إقامة العديد من المهرجانات والفعاليات الفنية والثقافية.
وفي 20 كانون الثاني من هذا العام بدأ جيش الاحتلال التركي ومرتزقته هجوماً واسعاً على مقاطعة عفرين مستهدفين بالدرجة الأولى تاريخ وثقافة وتراث عفرين سعياً لإمحاء هوية المجتمع، ونتيجة هذه الهجمات اضطر أهالي عفرين في 18 آذار المنصرم للخروج إلى مناطق الشهباء.
وبعد الاحتلال التركي لمقاطعة عفرين عمل مع مرتزقته على تدمير الآثار بالإضافة إلى محو الثقافة “العفرينية” في محاولة منهم للقضاء على تاريخ أهالي عفرين الممتد لآلاف السنين. وبهدف التصدي لهذه المساعي والاعتداءات تعمل اليوم هيئة الثقافة والفن في ناحية تل رفعت في مناطق الشهباء بكل مساعيها للحفاظ على الثقافة والتراث.
ورغم قلة الإمكانيات المادية فإن هيئة الثقافة والفن في مقاطعة عفرين تعمل وبشكل يومي على تعزيز الحراك الفني والثقافي من خلال إعادة تنظيم الفرق الفنية في مختلف المجالات.
وتتبع للهيئة في الوقت الحالي ستة فرق فنية ثلاث منها للغناء وثلاث فرق للرقص الفلكلوري. وبسبب عدم وجود مركز لتدريب هذه الفرق فقد تم تخصيص غرفة لهم في مركز كومين ناحية تل رفعت، حيث تتناوب الفرق الفنية هناك لتلقي التدريبات والتمارين وإبداع وتأليف أغاني جديدة والتمرن على الرقصات الفلكلورية.
والفرق الموجودة هي فرقة جياي ميرا Çiyayê Mîra التي كانت تعمل في منطقة راجو سابقاً، إضافة إلى فرقتي الشباب والأطفال والتي تتلقى التدريبات في الوقت الحالي.
أما بالنسبة لفرق الرقص الفلكلوري فهناك فرقة لكبار السن باسم Kevne şopî، وتقدم الفرقة فقرات من الرقص الفلكلوري والشعبي في الفعاليات الثقافية التي تُقام بين الحين والآخر، وهناك فرق أخرى للأطفال والأشبال وفرقة خاصة بالمرأة الشابة وهذه الفرق تتلقى التدريبات استعداداً للمشاركة في الفعاليات.
وفي هذا السياق تحدث لوكالة هاوار الإداري في هيئة الثقافة والفن في ناحية تل رفعت ريزان بكر الذي نوه إلى أن الاحتلال التركي لعفرين استهدف الثقافة والتراث والتاريخ الكردي في عفرين، بهدف القضاء على وجود الشعب الكردي.
وأضاف: “كان لا بد أن يكون هناك صمود من قبلنا للحفاظ على التراث، فقمنا بالرغم من قلة الإمكانيات وعدم وجود مركز خاص بنا، بالاستمرار في عملنا لأجل حماية التراث من الزوال”.
ومن جهتها أشارت عضوة فرقة جياي ميرا Çiyayê Mîra للغناء، أفين بلال إلى أن الاحتلال التركي استهدف بالدرجة الأولى الثقافة والفن، وأضافت: “ما نفعله نحن اليوم هو الرد على تلك الانتهاكات وسنستمر في عملنا حتى نحرر عفرين لأن إيماننا وقوة إرادتنا تحثنا على العمل والنضال”.
No Result
View All Result