أشار نائب رئيس الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية حكمت حبيب إلى عدم تواجد أيّ ضامن حقيقي يلجم أطماع تركيا في مناطق شمال وشرق سوريا حتى الآن، منوهاً إلى أن الحوار مع الدولة التركية مشروط بانسحابها من جميع المناطق التي تحتلها في سوريا، وإبداء نية حسن الجوار.
عليها الانسحاب من المدن المحتلة بدون شروط
جاء ذلك في لقاء مع خبر 24 حيث تحدث بالقول: “هناك اتفاقيات عُقدت بين تركيا والولايات المتحدة من جانب، وبين روسيا وتركيا من جانب آخر. ولكن منذ تاريخ تلك الاتفاقيات المبرمة بين هذه الدول لم تلتزم تركيا بالتزاماتها بشكل كامل ضمن هذه الاتفاقيات وكانت سبباً في خرقها. والدولة التركية المحتلة تقصف المدنيين وتتجاوز الحدود وتحاول أيضاً احتلال مناطق أخرى من شمال وشرق سوريا كلما سنحت الفرصة لها، وتهدد المنطقة بين الفينة والأخرى، وهذا ما يؤكد أنها دولة مارقة لا تلتزم بالقوانين والمعاهدات الدولية، حتى لو كانت بينها وبين الدول، ولا يوجد ضامن حقيقي يمنعها من القيام بعمل عسكري على مناطق الإدارة الذاتية حتى اللحظة”.
وأوضح حبيب بقوله: “تركيا دولة محتلة للأراضي السورية، حيث تنتهك كل القوانين والأعراف الدولية، هي محتلة لعفرين وجرابلس، إعزاز، الباب، رأس العين/ سري كانيه، تل أبيض/ كري سبي، وعليها الانسحاب من تلك المناطق كما دخلت واحتلتها، فإذا انسحبت من هذه المناطق وكانت لديها نية حقيقة من أجل علاقة حسن الجوار والحوار فنحن مستعدون للحوار شرط أن تنسحب من هذه المناطق وتوقف اعتداءاتها على مناطق شمال وشرق سوريا”.
يجب تغليب لغة الحوار على لغة العسكرة
وحول الحوار مع الحكومة السورية تحدث حبيب قائلاً: “بالنسبة للنظام السوري وأي قوى في الداخل السوري مهما كنا مختلفين معها فنحن على استعداد للحوار معها، ونحن في مجلس سوريا الديمقراطية أطلقنا العديد من اللقاءات الحوارية سواءٌ كانت في عين عيسى أو في كوباني، ونعمل دائماً على تغليب لغة الحوار على الحسم العسكري. ولكن حتى اللحظة لا يوجد تقدم على هذين المستويين، إلا أنّ النظام السوري مُصِرٌّ على الحسم العسكري ولا زالت لديه ذهنية الدولة المركزية، وعدم قبول النظام الديمقراطي الذي ننشده في شمال شرق سوريا.”
وأشار حبيب إلى أنه لا توجد إرادة حرة لدى النظام السوري بسبب القيود الإيرانية والروسية، حيث أصبح ينفذ أجندة هذه الدول بعيداً عن مصالح الشعب السوري، وأكد: “ودائماً ندعو الحكومة السورية للتخلي عن أجندة هذه الدول، ويكون الحوار هو الحل الوحيد بين السوريين، ونحن بدورنا مستعدون للحوار، ولكن النظام إلى الآن متمسك بالنظام المركزي والحزب الواحد، ودائماً لا يرغب بأن يكون هناك حل ديمقراطي يتساوى فيه الجميع بالحقوق والواجبات”.
واختتم نائب رئيس الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية حكمت حبيت حديثه قائلاً: “التفاهم الكردي ـ الكردي خطوة إيجابية باتجاه التفاهم السوري ـ السوري، وهي خطوة هامة تجاه الحل الوطني؛ لأن الكرد شعب أساسي في شمال وشرق سوريا، وسوريا عموماً، فعندما يتم توحيد الصف الكردي تكون هذه خطوة لبداية توحيد صفوف السوريين وبالتالي إيجاد حل سياسي يرضي جميع الأطراف السورية بعد معاناة عشر سنوات من الحرب والدمار”.