يتضمّن كتاب “الحكاية التاريخية لتنشيط الشباب واليافعين” للباحث والمسرحي زهير بن تردايت دراسات نظرية وحكايات تاريخية وملاحم دوّنها الكاتب بغية وضعها على ذمة منشطي الشباب والأطفال للاستفادة منها في تنشيط مؤسساتهم، وكذلك الفنانين والباحثين كي يطّلعوا على محطات هامة خاضها مقاومون تونسيون ضد الفرنسيين.
واحتوت الحكايات على أشعار خطّها الشاعر الجيلاني المخ، مرفقة بصور لمواقع المعارك وثّقها مروان عثامنة و”حكايات من بطولات” خطّها الحكواتي كمال العلاوي وأخرى عن “الجرجار” كتبها الحكواتي بشير المناعي و”حكاية الحاجوجة” التي خطّها يوسف البقلوطي، وكذلك دراسة حول “استثمار فن الحكاية التاريخية” أنجزها متفقد عام الشباب خليفة العزني، ودراسة أخرى تطبيقية أنجزتها أستاذة تنشيط الطفولة نجاح الهواش.
وخضع الكتاب للمراجعة التاريخية من قبل الدكتور الحسين بوحبيل والمراجعة اللغوية من طرف الأستاذ العروسي حدوق، وقدمه الدكتور محمد مسعود إدريس قائلاً “تفتقد مكتبتنا اليوم إلى مراجع تعليميّة في المسرح ومراجع تساعد المدرّسين على تقديم مادة جاهزة ومفيدة”.
الابتعاد عن الإطالة في الجوانب النظرية
ويُضيف الدكتور إدريس في كلمته التقديمية للكتاب “ابتعدت هذه الدراسة القيّمة عن الإطالة في الجوانب النظرية التي لا تفيد في الغرض، وركّزت أكثر على جانب تقديم المادة التي تفيد في الجانب العملي، أي الحكايات والسير الذاتية النضالية، وهي في مجموعها مع المقدّمة البحثيّة تكفي لتكون سنداً لدروس أساتذة المسرح وتنشيط الطفولة والشباب في هذا الباب”. وتكمن أهمية كتاب “الحكاية التاريخية لتنشيط الشباب واليافعين”، وفق مؤلفه زهير بن تردايت، في الإفادة التربويّة والحسّ الوطنيّ والإفادة التعليميّة والبيداغوجيّة من خلال التمارين ومجمل الحكايات والسير الذاتيّة للمناضلين، والتي تشكّل تجارب فريدة ونوعيّة وأجزاء حيّة من تاريخ تونس، ويتقبلها الأطفال من خلال الحكايات بسهولة ويتفاعل خيالهم مع أطوارها.
وقال بن تردايت إن هذه المسارات والشهادات على الأحداث هي التي نحتت تاريخ تونس، “بل هي تاريخ تونس الميداني وبه تمّ بناء القرارات الكبرى”، مؤكداً أن إدراك الأطفال لهذه الحقائق هو الهدف من تعليم التاريخ ومن تربية الحس الوطني.
ويعتبر هذا الكتاب الذي صدر في غلاف محمل برسم إبداعي للفنان حمادي الكرمي وفي إخراج أنجزه عمر هاماني، إضافة هامة للمكتبة التونسية تدعو الشباب إلى التعلق بالوطن وتوفّر للمنشطين فرصة التجديد والإضافة.
ونذكر أن كتاب “الحكاية التاريخية لتنشيط الشباب واليافعين”، صدر أخيراً عن “دار المنوال للنشر”، وهو كتاب متحصل على دعم صندوق التشجيع على الإبداع الأدبي والفني الذي أنشأته وزارة الثقافة التونسية.
أما الفنان زهير بن تردايت، فهو أستاذ جامعي في العلوم الثقافية مختص في المسرح وفنون العرض، أخرج 17 مسرحية محترفة موجهة للأطفال. ويُعتبر هذا المؤلَّف الثالث في رصيده بعد كتاب “الألعاب الدرامية” الذي نشر سنة 2001م وكتابه الثاني الذي صدر سنة 2015م، تحت عنوان مسرح الطفل: أسرار الكتابة وخفايا الإخراج”.