الحسكة/ محمد حمود – تحدث عضو المبادرة السورية لحرية القائد عبد الله أوجلان، المحامي حسن عبد الله، لصحيفتنا، عن رسالة القائد عبد الله أوجلان الأخيرة، وما تضمنته من إشارات، وما تطرق بها للدور، الذي يمكن أن يلعبه القائد عبد الله أوجلان، في تحقيق السلام بتركيا وعموم الشرق الأوسط.
يتواصل التفاعل مع الزيارة الأخيرة، التي أجراها نجل شقيق القائد عبد الله أوجلان، عمر أوجلان، معه في 23 تشرين الأول المنصرم، هذه الزيارة، التي جاءت بعد أربع سنوات ونصف، من آخر زيارة عائلية يعود تاريخها إلى الثالث من آذار عام 2020، في إطار سعي الفاشية التركية لاستدراك الأوضاع المتغيرة بشكل متسارع في الشرق الأوسط.
الرسالة تحمل دلالات ومعاني عديدة
في السياق، تحدث لصحيفتنا، عضو المبادرة السورية لحرية القائد عبد الله أوجلان، المحامي حسن عبد الله: “الزيارة من الحقوق الطبيعية التي حرم منها القائد عبد الله أوجلان، كسجين سياسي، وجاءت بعد أربع سنوات من آخر لقاء به، وتركيا الفاشية تقوم بانتهاكات تضاهي أعمال نظام الفصل العنصري بجنوب إفريقيا، بحق نيلسون مانديلا، الذي عزله عن العالم الخارجي، وعن وذويه ومحاميه أكثر من ٤٣ شهراً”.
وأكد: إن “لقاء البرلماني عمر أوجلان، القائد عبد الله أوجلان، في سجنه له أكثر من دلالة، فمن ناحية هو شخصية برلمانية، ومن ناحية أخرى ابن شقيق القائد عبد الله أوجلان، حيث أرادت تركيا إيهام العالم بحرية ذويه في هذا اللقاء، وهي رسالة سياسية حول إمكانية أن يلعب حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، دوره في هذه المرحلة القادمة”.
وأشار: إلى إن “رسائل القائد عبد الله أوجلان، التي حملها البرلماني عمر أوجلان، تحمل إشارات عديدة، وهي رسالة للرأي العام العالمي، وتأكيد على سريان نظام التعذيب والإبادة عليه بكل ما تعنيه الكلمة، وبالوقت نفسه كانت رسالة واضحة للمنظمات الحقوقية الدولية، والأوروبية، بالالتزام بواجباتها ومهامها التي أنشئت من أجلها، والقيام بواجباتها الحقوقية والأخلاقية، تجاه نظام الإبادة والتعذيب الممارس بحق القائد عبد الله أوجلان”.
وأضاف: “أما رسالته للرأي العام التركي، هي أن ظروف الحل ليست متوفرة في ظل نظام التعذيب والإبادة الممارس بحقه، وسلب حقوقه، وأن الحل يجب أن تكون له ظروفه وبيئته المناسبة، ولكن تركيا تفتقر إلى تلك الظروف، في ظل الانتهاكات الممنهجة التي تنتهجها بحق الشعب الكردستاني وبحقه”.
وأردف: “أكد القائد عبد الله أوجلان، بشكل لا لبس فيه، بأنه يملك القوة والإرادة لتحويل مسار العنف، إلى مشروع حل، وبالتالي برسالته هذه وضع حداً لأكاذيب تركيا وحربها الخاصة، حول عدم قدرة وإمكانية القائد عبد الله أوجلان على لعب أي دور للحل”.
القائد عبد الله أوجلان حطم القيود
ونوه: “الرسالة واضحة، من حيث أن القائد عبد الله أوجلان، يمتلك الإرادة على قيادة دفة الحل، بعكس تركيا التي تفتقد لتلك الإرادة، والرسالة الأهم كانت للشعب الكردستاني، حيث أثنى على نضال وصمود الشعب الكردي، وإصراره على كسر نظام التعذيب والإبادة، والمثابرة على نيل حقوقه، وهذا الثناء يحمل في طياته أسمى معاني التلاحم بينه وبين الشعب الكردي”.
وتطرق عبد الله، إلى الدور الذي يمكن أن يلعبه القائد عبد الله أوجلان، في إحلال السلام بتركيا: “القائد عبد الله أوجلان بيده مفتاح الحل لمشاكل تركيا، التي أوصلتها الحكومة الفاشية حكومة أردوغان وباخجلي إلى نفق مظلم لا أمل في نهايته، الأوجلانية تحمل في طياتها الأسباب والسبل في دمقرطة تركيا، وحل القضية الكردية، وهي مشروع متكامل سياسيا واجتماعيا وقانونيا وتاريخيا، وتحمل الآليات الكفيلة لتحقيق ذلك”.
وعن أبرز المكاسب التي سيحظى بها الكرد في تركيا، في مسار السلام، الذي يقوده القائد عبد الله أوجلان، قال عبد الله: “حالة التلاحم والتعاضد التي شكلتها الحالة الكردستانية مع القائد عبد الله أوجلان، بحد ذاتها من المكاسب المشرفة كردستانياً، وبالتالي تمخض هذه الحالة عن مشروع سلام من الأهداف، التي ينشدها الشعب الكردستاني، وتأكيد على معادلة لا مفر منها، وهي لا حل من دونه”.
وعن دفاع القائد عبد الله أوجلان، عن حقوق الكرد والشعوب المضطهدة من داخل زنزانته في إيمرالي، تحدث عبد الله: “الشيء الذي يدعو للفخر، هو تحويل القائد عبد الله أوجلان، بالرغم من نظام التعذيب والإبادة، زنزانته إلى مدرسة للحل، بخلاف ما كانت تأمله تركيا، حيث أصبحت هذه الزنزانة كالشمس التي تشع بنورها على البشرية جمعاء، وهذه هي القيادة الحقة”.
وبين: “القائد عبد الله أوجلان، بشخصيته الفريدة والقيادية والتاريخية، كسر قيود سجن إيمرالي فمنح العقول النيرة مفهوم الأوجلانية”.
وفي ختام حديثه شدد، عضو المبادرة السورية لحرية القائد عبد الله أوجلان، المحامي حسن عبد الله، على إن “القضية الكردية، والقضية الفلسطينية، محوران أساسيان لحل قضايا ومعضلات الشرق الأوسط، وبالتالي حل القضية الكردية، سينعكس بالإيجاب على الحالة الغير مستقرة، التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، لما لهذه القضية من جذور تاريخية وحالة من التشابك مع القضايا الأخرى”.