في حوار له مع الصحفي نبيل ملحم ومع يالجين كوجك ذكر القائد عبد الله أوجلان “أنا لا أناضل في سبيل الكرد لأنني كردي الأصل بل لأني اشتراكي، وحسب ما أرى يجب على كل اشتراكي أن يكون في مقدمة المدافعين عن قضايا المظلومين” وقال أيضاً “سياستنا هي التحرر الإنساني العام تحرر الرجل والمرأة، تحرر المظلوم والمستعبد ، ففي مواجهة عولمة الظلم لابد من أممية إنسانية جديدة حتى لا ينفرد الظلم والاستغلال بالعزّل والأبرياء”. لذا؛ فإن اتهام أردوغان للعمال الكردستاني بالإرهاب باطل لأن من يحمل ويعتنق مثل هذه الأفكار لا يمكن اتهامه بالإرهاب، والإرهابي هو من فتح حدوده للدواعش للعبور إلى سوريا ويحتل أراضي الجوار، وينكر أي وجود للآخر في تركيا، ويعتمد أسلوب العنف والقتل والقهر للتعامل مع الأطراف المعارضة لحكومة دمشق فمن هو الإرهابي؟! لقد صدق الشاعر الكردي بيره ميرد حيث قال: “الدولة التركية كالآلة، لا تستطيع العمل في كردستان إذا لم تُدهن بدماء الشعب الكردي” وعليه فإننا لا نتجنى على الحقيقة إذا قلنا بأن التاريخ لم يشهد غازياً أشد وحشيّة من الطورانيين الأتراك، ولن يرى، بدليل ما فعل أسلاف أردوغان هولاكو وجنكيز خان وتيمور لنك بأبناء المنطقة من ويلات، وأحوال تُشيب لها الولدان، ومع ذلك الأتراك يفتخرون بهؤلاء، وإذا كان أردوغان يتحجج بأن تهمة الإرهاب تُلصق بالعمال الكردستاني صادرة عن الأمم المتحدة أيضاً، فإنا نقول مع احترامنا للمنظمة الدولية فهي تدار من قبل الدول العظمى التي لا يهمها سوى مصالحها وتركيا طبعاً دولة ذات شأن في المنطقة ولتلك الدول مصالح معها، وتمتلك حق الفيتو، ونتيجة ذلك فالمنظمة الدولية عاجزة عن إدانة تركيا عن جرائمها بحق شعوب تركيا، أو اتخاذ قرار حاسم بحق إسرائيل رغم ما فعلته وتفعله بغزة، وفي تركيا، التي تدّعي الديمقراطية والعلمانية حتى الأمس القريب كان بيع كاسيتات الأغاني الكردية ممنوعة في الأسواق، وأردوغان يصرُّ بأن الكرد أتراك الجبال، ولكن الشمس لا يمكن حجبها بالغربال؛ لأن الحقيقة والوجود الكردي واقع لا يمكِن نِكرانه، وحزب العمال الكردستاني لا يدافع عن الكرد فقط بل عن كافة شعوب تركيا (عرب – أرمن – سريان – لاز) ويتبنّى نهج الأمة الديمقراطية، ويضم في عضويته كافة الشعوب، وعلى أردوغان أن يُدرِك بأن الانفتاح على الداخل التركي هو الحل الوحيد للمشاكل التي تعاني منها تركيا، وإذا ظلَّ مُتمسكاً بعنجهيته وتصدير مشاكله للخارج؛ فإن شعوب تركيا وشعبنا الكردي لن تتخلى عن نضالها في سبيل تحقيق حقوقها المشروعة، من خلال حرب التحرير الشعبية الثورية التي انطلقت عام ١٩٨٤، وكما علمتنا التجارب وعبر التاريخ؛ فإن النصر والغلبة تكونان دوماً للشعوب ومنها الكرد رغم عنجهية الطورانيين الجُدد مصاصي الدماء، الذين لا تليق صفة الإرهاب إلا بهم وحدهم وليس بمن يدّعون.