لم يمر يومٌ وعفرين هانئةٌ هادئةٌ في ظل الاحتلال التركيّ ومرتزقته الذين يعيثون فيها فساداً، ولم تختلف خلال الأيام الماضية وتيرة الانتهاكات، وتضمنت كالعادة حالاتِ اختطافٍ وطلبِ الفديات ونقل المختطفين إلى تركيا وحرائق مفتعلة، ويأتي كلّ ذلك في إطار هدفٍ واحدٍ هو التضييق على الأهالي الأصلاء ودفعهم للخروج من المنطقة، ليكون المرتزقة أنفسهم هم وسيلةَ التهريبِ بمقابل مبالغ كبيرةٍ.
اختطاف ثلاث نساء
اختطف مرتزقة “جيش الإسلام”، يوم الجمعة 10/7/2020، الفتاتين الكُرديتيّن، “سيفين أحمد صادق إيبو” (20عاماً)، من قرية بركاشيه بناحية بلبله، و”نسرين وليد” (23عاماً) من قرية رمضانا بناحية جندريسه، بينما كانتا تسيران في الشارع بحال سبيلهما، وسلموهما للاستخبارات التركيّة. بتهمة محاولة زرع عبوات ناسفة في محيط مقرهم الكائن بمنطقة “دوار كاوا” بمدينة عفرين المحتلة.
وداهمتِ الاستخباراتُ التركيّة برفقة مرتزقة “الشرطة المدنيّة”، باليوم نفسه، منزل “سيفين إيبو” بحي الأشرفية، واعتقلت والدتها الأرملة “ملك”، وشقيقها الأصغر “محمد (15عاماً)، واعتدت عليهما بالعنفِ والضرب ووجّهت السباب والشتائم. كما اعتدوا على ابنتها الأخرى (لم يُعرف اسمها)، وألقي بهم بالشارع ليقوم الجيران باحتضانهم، واستولى المسلحون على المنزل وختموه بالشمع الأحمر.
في 10/7/2020 اختطف مرتزقة “فرقة السلطان مراد”، المواطن الكرديّ وليد (٣٠ عاماً) من قرية “خلنيره”، والمقيم بحي الزيديّة بمدينة عفرين، واقتيد إلى جهة غير معلومة، وما زال مصيره مجهولاً، ولم تُعرف التهمة الموجهة له، ويذكر أنّ وليد متزوج ولديه ثلاثة أولاد.
وأفادت مصادر محليّة من داخل عفرين أنّ المرتزقة أنفسهم، اختطفوا قبل نحو عشرين يوماً المواطن “محمد مدو” من أهالي قرية “حسن ديرا” التابعة لناحية “بلبله”، بمداهمة منزله الكائن بحي “الزيدية” بمدينة عفرين، وطالبوا ذويه بمبلغ (20) ألف دولار أمريكيّ كفدية ماليّة لإطلاق سراحه.
وهدّد مرتزقة “فرقة السلطان مراد” ثلاث عوائل كُرديّة بحي الزيدية بمدينة عفرين، بالخطف بحجّة الانتماء أو التعامل مع “الإدارة الذاتية” السابقة بينهم نساء إحداهن مسنة.
اختطاف 20 طالباً وطالبة كُرد في إعزاز
خطفت مرتزقة ما تسمى “أمن إعزاز” تابعة للاحتلال التركيّ 20 طالب وطالبة كُرد من عفرين المحتلة، لدى عودتهم من مدينة حلب، بعدما أنهوا تقديم الامتحانات الثانويّة والإعداديّة لدى النظام السوريّ. وتذرع المرتزقة الذين خطفوا الطلبة بأنّه لا يجوز تقديم الامتحانات في مناطق النظام السوريّ.
اختطاف وفدية
طالبَ مرتزقة “جيش النخبة” بفدية ماليّة مقدارها 3 ملايين ل.س للإفراج عن الشاب الكُرديّ “محمد علي مصطفى” من قرية درويش بناحية درويش، والذي اُختطف في 6/7/2020. وأكّدت المصادر أنَّ المرتزقة تواصلوا مع ذوي المختطف وطلبوا المبلغ.
اختطاف وتعذيب
تعرض الشاب الكردي “سليم سيدو رشو من أهالي قرية “حسن ديرا” بناحية بلبله بتاريخ ١٠/٧/٢٠٢٠ للضرب المبرح والعنيف وزج بالسجن بحجّة العثور على قطعة من السلاح في منزله من قبل المسؤول الأمني لمرتزقة “جيش الأحفاد” المدعو أبو سليمان، ما ألزمه الفراش مغمىً عليه، والسبب الحقيقي للتعذيب هو رفضه العمل بالسخرة. علماً أنّ بيوت القرية تم تفتيشها مراراً منذ احتلال المنطقة.
تهجير
أكثر من ثلاثين عائلة من قرية “ألكانا” بناحية شيه، تم دفعها للهجرة قسراً بعد مضايقات كبيرة من مرتزقة “السلطان سليمان شاه” (العمشات)، وطالتِ المضايقاتُ عوائل كرديّة بقرية جقلا، ويمنع المرتزقة العائلات الكرديّة المتبقية في قرى ناحية “شيه من الذهاب إلى مناطق النظام السوريّ، أو الإدارة الذاتيّة، فلا يبقى خيار إلا الانتقال إلى الأراضي التركيّة لتبدأ المساومة. ويُدفع مبلغ ١٠٠٠ دولار أمريكيّ عن كلّ شخص يُهجر من عفرين إلى تركيا عبر بوابة قرية حمام الحدودية بواسطة السيارات العسكريّة التابعة لقوات الاحتلال التركيّ، لسهولة مرورها عبر الحواجز الكثيرة المنتشرة على الطرقات.
تفجير
شهد حي الزيدية انفجاراً عنيفاً ناتجاً عن لغم أرضي، في أحراش الزيدية، وأدى إلى فقدان عدد من رؤوس الماشية، وجاء التفجير متزامناً مع الإعلان عن إخراج بعض المرتزقة من مدينة عفرين، لتكون إشارة إلى مساعي تعزيز حالة من الخوف والقلق لدى أهالي الحي.
حرق 8310 شجرة زيتون في شيراوا
في إحصاء لما أحرقه جيش الاحتلال التركي ومرتزقته، بلغ عدد الأشجار 8310 شجرة على الأقل من أشجار الزيتون العائدة ملكيتها لأكثر من أربعين مزارع كردي من أهالي ناحية شيراوا، في كل من قرى (برج القاص، براده وكالوتية).
أضرم جيش الاحتلال التركيّ ومرتزقته النيران مساء الإثنين 13/7/2020، بحقول وأشجار زيتون عائدة ملكيتها لأهالي قرية “صاغوناكه” بناحية شيراوا. ويأتي الحرق المتعمد في إطار مساعي القوات المحتلة الإضرار بالمزارعين الكُرد وأقواتهم.
كما أقدم مرتزقة السلطان مراد على إحراق الغابة الحراجيّة في قرية بعرافا بناحية شرا، للتغطية على جرائم قطع الأشجار الحراجيّة في تلك الغابة، ولم تتدخل ما تسمّى مديرية الدفاع المدني (فوج الإطفاء) لإطفاء الحريق إلا بعد أن التهمت النار مساحة كبيرة.
بيع الأملاك للمستوطنين
في ناحية جندريسه ينشط المدعو “محمد بطال” في بيع الشقق للمستوطنين، ويعمل مع الاحتلال التركي ويدعم وجودهم “يوم الإثنين 13/7/2020 باع محمد بطال شقة في شارع الـ 16 على بعد 100م من الفرن بجندريسه، لمرتزق من حلب، يعمل لدى مرتزقة “أحرار الشام”، بـ 9000 دولار أمريكيّ، مستغلاً عمله السابق متعهداً للبناء، إذ أنّه من بنى، واليوم يبيع للمستوطنين”. وحذّر ناشطون في عفرين من يعزز بيع الشقق للمستوطنين وجودهم بالمنطقة.
السجنُ المؤبد لشابٍ كُردي
أصدرت محكمة تركية حكماً على مواطن كُردي بالسجن المؤبد، رغم أنه اختطف من قبل المرتزقة، بسبب دفاعه عن عرضه.
وفي التفاصيل التي نقلها موقع عفرين بوست، أنّه في إحدى القرى بريف عفرين، اعتاد المرتزقة أن يترددوا إلى دار المختار الذي عيّنه المجلس المحلي بالناحية، وفي 18/3/2019، نزل عدد من مرتزقة “المنتصر بالله” في دار المختار، وبينهم المسلح (م.س) الذي كان كثير الزيارة لبيت المختار، وقد أبطن نوايا دنيئة. ونحو الساعة الثانية عشرة والنصف بعد منتصف الليل، صعد خلسة إلى السطح وتحت جنح الظلام، وتسلل إلى حيث تنام ابنة المختار وهي فتاة في العشرين من عمرها، فأفاقت على الحركة المريبة بالغرفة، وصرخت بأعلى صوتها، ليندفع شقيقها ويستطلع الأمر.
ومع وصوله هرب المرتزق (م.س) سريعاً واختفى من المشهد، كما هرع الوالدان إلى ابنتهما، وعلما بالأمر، ولكنهما كتما القصة عن الجيران الذين حضروا إلى الدار مع إطلاق الفتاة للصرخة، وأجاب الوالدان على سؤال الجيران بأنّ لصاً تسلل إلى بيتهم بقصدِ السرقة وأنّه هرب مع اكتشافِ أمره، وفي هذه الأثناء كان (م.س) قد ولى هارباً.
ورغم فداحة ما ارتكبه المرتزق من خيانة للضيافة، إلا أنّه عمد إلى إجراء انتقاميّ من العائلة بعد انكشاف أمره، فقد عاد المرتزقة إلى دار المختار بعد يومين واعتقلوا ابنه البالغ من العمر 28 عاماً، واقتادوه إلى مقرهم بالقرية، حيث تعرض للضرب والإهانة والتعذيب، نُقل بعدها إلى الأراضي التركيّة، وأودع السجن.
استمر التحقيق في السجن التركيّ مع ابن المختار تحت التعذيب والإساءة، وتجاهلت المحكمة حيثيات القضية وحقائقها، وأن التهمة مفبركة وكيدية، فاضطر الشاب للاعتراف بأنّه كان يتعامل مع “وحدات حماية الشعب” خوفاً على حياته، وبعد فترة قُدم للمحكمة التي أصدرت قراراً بالسجن المؤبد بحقه.
جثة محروقة
قالت مواقع موالية للاحتلال التركيّ وفصائل المرتزقة، أن المستوطنين عثروا صباح السبت 11/7/2020، على جثة أحد مسلحي مما يسمى “الشرطة الحرة في قرية “بازيان” بناحية “جندريسه، وتبين أن المسلح قُتل بطلقات نارية، وأحرقت جثته عقب قتله.
قرية تتحول إلى سجن
حوّل مرتزقة “لواء الوقاص” قرية آنقليه بناحية شيه إلى سجنٍ كبيرٍ لأهاليها الكرد الأصليين، وقيّدوا حركتهم خارج القرية، ومنع الدخول إليها والخروج منها إلا بإذن خطيّ منهم. ويدقق المرتزقة على حاجز بمدخل القرية البطاقات الشخصيّة للداخلين إلى القرية بذريعة حفظ الأمن، وتطلب ممن يود زيارة أحد أقربائه في القرية، توضيح سبب زيارته والعائلة المستضيفة وتمهلهم ساعتين فقط لإنهاء الزيارة والخروج من القرية.
كما طلب المرتزقة من أهالي القرية الأصليين الحصول على موافقات خطية في حال رغبوا زيارة أحد أقربائهم في القرى الأخرى خارج ناحية جندريسه، وصلاحية الأذونات الخطية أسبوع واحد فقط للبقاء خارج القرية.
37 بيت للدعارة في عفرين
نقل موقع عفرين بوست وفقاً لمعلومات أنّ الاحتلال يسهّل افتتاح بيوت الدعارة في عفرين، وأنّ هناك 37 بيت دعارة في عفرين، موزعة على النحو التالي: 10 بيوت بحي المحمودية، و20 بحي الأشرفية، و7 بحي الزيدية، وقد يكون العدد أكثر بكثير”. ومن يسيّر أمور بيوت الدعارة لدى الاحتلال التركي هو القيادي نضال البيانوني من مرتزقة “الجبهة الشامية” وهو من يُرغّب الجنود الأتراك بذلك أيضاً”. وأغلب من يعمل في هذه البيوت هنّ من المستوطنات والمستوطنين، والبعض حوّل هذا الأمر إلى مصدر للعيش بعد قطع تركيا الرواتب عنهم.
تهديدُ إمامٍ في المسجدِ
نقلاً عن منظمة حقوق الإنسان- عفرين، أنّه خلال خطبةِ يوم الجمعة 10/7/2020 في مسجد أسامة بن زيد، بحي المحموديّة في مدينة عفرين، اعترض بعض المستوطنين ممن كانوا في الجامع على الخطبة، وتهجموا على الخطيب (الشيخ أمين) من أهالي قرية قنطرة بناحية “موباتا. واتهم المستوطنون الشيخ الكُردي بالكفر، رغم أنّ مضمون الخطبة كان حول تعاليم الإسلام الحنيف في حُسن المعاملة والمساواة والرحمة بين الناس دون تفريقٍ بين العرق أو اللون أو القوميّة.
وضرب المعترضون طوقاً حول الجامع بانتظار خروج الخطيب من الجامع ليعتدوا عليه، إلا أنّ البعض تدخل وقاموا بتأمين سيارة للخطيب وإبعاده عن المكان، علماً أن خطب الجمعة تأتي جاهزة ومُعدة من قبل الوقف التركيّ في عفرين المُحتلة، وتصبُّ كلها في إطار تجميل الاحتلال وشرعنته.
سرقةُ الحجرِ
انتشرت في سفح الجبل ورشات بإشراف من قبل الاستخبارات التركيّة تعملً في مقالع الحجر بدءاً من الجبل المطل على قرية قيبار والمواقع الجبلية المنتشرة على مساحة جبل ليلون لإنتاج ما يلزم في بناء المستوطنات، وكذلك لنقل الأحجار الباقية إلى منطقة الباب حيث أنشئت منشرة ضخمة لقطعها وتجهيزها تُنقل بعد ذلك إلى الأراضي التركية وتُصدّر إلى دولة قطر، وقد وصلت أولى الشحنات إلى قطر بداية شهر حزيران 2020.
واستولى المستوطنون على المقلع بجانب ساحة المازوت بالتواطؤ مع قادة المرتزقة فصائل لقاء نسب مئويّة، ويقدّر قيمة الاستثمار في المقلع الواحد بنحو مليون دولار أمريكي وهي قيمة الآليات الثقيلة المستخدمة.
تقوم قوات الاحتلال التركيّ ببناء مقر عسكريّ أمنيّ تركيّ في جبل ليلون وإنشاء عدة مقرات عسكرية للمرتزقة المسيطرة على القرى في السلسلة الجبليّة الممتدة من قرية قيبار حتى إلى قرية غزاوية، وتعمل على تحويلها إلى منطقة عسكريّة وتمنع الأهالي من الاقتراب منها واستثمار أراضيهم الزراعيّة وحقول الزيتون وبساتين الفواكه المنتشرة.
وسبق أنّ خططت لبناء مستوطنة في المنطقة المذكورة باسم “القرية الشامية ” على أن تدعمها قطر، ولكن قلة عدد المكتتبين وضعف المساهمات الماليّة أوقف المشروع.
شاهد زور يجمّل الاحتلال بأدلة وهميّة
استكمالاً لعملية تجميل صورة مرتزقة سليمان شاه/ العمشات، ظهر فجأة المدعو بـ “أحمد عثمان” وهو طبيب، في بث مصور يرعد ويزبد ويتوعد المدعو “أبو عمشة” ويُظهر التعاطف مع الأهالي في قرية “كاخريه” وأنّه بصدد النزول إلى أنقرة لاتخاذ إجراء حاسم بحق “أبو عمشة” على خلفيّة قصة طرد الأهالي وإسكانهم الخيم. وبعد أيام قليلة ظهر المدعو أحمد عثمان مجدداً في بث مباشر ادّعى أنّه في قرية “كاخريه”، وقد التقى بوجهاء القرية والأهالي وصور الواقع كما هو، وقدم التسجيل المصور نفسه الذي روّجت له العمشات، كدليل لبراءتها، وادّعى أنه هو من قام بالتصوير، واعتذر من المدعو “أبو عمشة” لأنه أخطأ بحقه. وفي كلا التسجيلين لم يثبت المدعو “أحمد عثمان” مكان وجوده إلا بمجرد الادعاء، ليتبين معها أنها جزءٌ من مسرحية تجميل الانتهاكات المفضوحة، وأنه مجرد شاهد زور استند في حديثه على شهادات وهمية لم يذكر فيها أسماء ولم يأتِ بأدلة ثابتة، وكرر عدة مرات الاعتذار وأن له علاقة صداقة شخصية تربطه بالمدعو “أبو عمشة”.
إزالة حواجز
أزال الاحتلال التركيّ مجموعة حواجز المرتزقة من مدينة عفرين المحتلة، تحضيراً فيما يبدو لإخراج بعض مقراتهم خارج المدينة، وذلك عقب تصريح ما يسمى “رئيس الائتلاف”، المدعو “نصر الحريري”، في مسعى لتجميل صورة المرتزقة. وقال “الحريري” قبل يومين، إنّه سيُخرج المرتزقة خارج مدينتي عفرين و”سري كانيه، رغم تشكيك كثير من المراقبين بمصداقية المساعي. وأنّ تكون لعبة جديدة أسوأ.
ومن الحواجز التي أزيلت، بعض الحواجز من داخل عفرين وعلى المفارق المؤدية إليها، وحاجز مرتزقة “الجبهة الشامية” عند مطعم فين، وحاجز آخر عند بن “مم وزين”. وقامت مرتزقة “الشرطة العسكرية بسحب الأسلحة من المرتزقة دون مقاومة، ما يدل بوضوح إلى أنّ القرار تركيّ يهدف لتحسين صورة الاحتلال، التي تفضحها الانتهاكات المرتكبة.