سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

حرفيو وصناعيو حلب يستأنفون أعمالهم من جديد

وكالة هاوار/ حلب ـ استأنف 71 حرفياً وصناعياً مزاولة أعمالهم في حي الشيخ مقصود بمدينة حلب، بعدما شهدت الاستقرار، والتي بدورها تجدد دوران عجلة الاقتصاد لخلق فرص عمل للأيدي العاطلة عن العمل، وبالتالي النهوض بالوضع المعيشي في أغلب أحياء حلب.
المدينة التي عرفت بالعاصمة الاقتصادية لسورية، بعد مرور ثماني سنوات من الحروب الطاحنة بين أطراف الصراع ذاق أهاليها نصيبهم من تلك النزاعات، هناك من خسر عائلته ومن خسر أبناءه في الحرب، وهناك من خسر مصانعه وعمله كالتجار وأصحاب رؤوس الأموال، حتى أجبروا على النزوح، وبعضهم الآخر رفض ترك رزقه.
حي الشيخ مقصود كباقي أحياء مدينة حلب كان يشتهر بمصانع ومعامل للصناعات الحرفية واليدوية المتنوعة، إلى أن اشتدت المعارك فيه وتراجعت الصناعة والتجارة فيه. ومع عودة الأمان والاستقرار إليه، عاد ما يقارب الـ 71 حرفياً وصناعياً، قادمين من مختلف المناطق السورية، وبحسب إحصائية بلدية الشعب، يتواجد في الحي 12 حرفياً من قبل، ومع العودة يصبح إجمالي العدد 83 حرفياً وصناعياً.
فيما يخص المهن التي توافدت إلى الحي فأغلبها ورشات صناعة الألبسة التي تشكل 47% من مجموع الحرفيين العائدين، أما بقية الحِرف، فهي عبارة عن ورشات تصنيع من «نجار الموبيليا، معامل المنظفات ومعامل غذائية لصناعة مقبلات الأطفال إلى جانب عدد من ورشات التفصيل والأمبلاج والتطريز، بالإضافة إلى أعمال ثقيلة كورشات لمواد البناء (مكبس البلوك) وأخرى للبطاريات، والعديد من العاملين في ميكانيك السيارات.
ويقدر عدد العاملين في تلك الحِرف بأكثر من 5 آلاف عامل من أبناء حي الشيخ مقصود وأحياء حلب عامة، وأشار إداريون من بلدية الشعب إلى أن رفع المستوى المعيشي مرتبط بدخل الفرد الذي يزداد بوجود العمل وينقص بافتقاده، إلى جانب ذلك؛ فإن الناتج المحلي عندما يصرف في سوقه تكون الأسعار أرخص لتفادي أجرة النقل والجمارك إلى جانب احتكار التجار، ويحقق في الوقت نفسه اكتفاء ذاتياً من بعض الأمور الفرعية كعدم استيراد الملابس، بل تصنيعها محلياً.
الإدارية في لجنة العقود التابعة لبلدية الشعب زينب جرناس أفادت بأن البلدية تعمل على تسهيل كافة الإجراءات المتخذة لعودة الصناعيين والحرفيين، إلى جانب تأمين مكان العمل ومنح التراخيص، وبالإضافة إلى منح لا مانع لمزاولة المهنة لأصحاب الورشات والحرفيين، ومساعدتهم بشتى الوسائل المتوفرة لدى البلدية لاستقطاب عدد أكثر منهم وتشجيعهم.
وأضافت: «سابقاً كان الحي يفتقر لعدد كبير من المحلات، مما أدى لزيادة سعر المنتجات والسلع، أما في الوقت الحالي ومع عودة أصحاب محلات الألبسة والأغذية وافتتاحهم لمحلاتهم وعودة البسطات انخفضت أسعار البضائع».
وناشدت زينب جرناس في نهاية حديثها جميع أصحاب الحِرف للعودة إلى الحي.