بعد عدة أشهر من العمل الشاق، يستعد الأهالي في المناطق الريفية لموسم الحصاد، كما هو حال المزارعين والفلاحين، من حصاد الشعير والقمح إلى جني المحاصيل العطرية المتنوعة، ونهاية شهر أيار يكون عادةً، بداية موسم الحصاد، وتكثر الأعمال في هذا الشهر، والذي تبدأ فيه تباشير موسم الحصاد.
تتميز مناطق شمال وشرق سوريا، بكثرة الأراضي الزراعية، وبعد موسم زراعي ناجح ساهمت الأمطار في ذلك؛ يستعد المزارعون والأهالي في المناطق الريفية لحصاد الموسم الزراعي، بعد جهد وعناء على مدار عدة أشهر، فتكتظ الأراضي الزراعية بالعمال والفلاحين، الذين يعملون بكل جهد للحصول على غلة زراعية ترضي تعبهم وكدهم، ولا يقتصر الموسم الزراعي على محصول القمح فقط، بل يقوم الأهالي بزراعة كافة المحاصيل الزراعية، ومنها العدس والشعير والحنطة.
أعمال على مدار السنة
تجولت عدسة صحيفتنا “روناهي” في الأراضي الزراعية، والتقت عدداً من العمال والمزارعين، وهم على رأس أعمالهم، والذين تحدثوا من خلال صحيفتنا عن أعمالهم في موسم الحصاد، “يوسف حمكو” بدأ حديثه: “يبلغ عمل المزارعين، والعمال ذروته في شهر أيار، وهو نتاج عملنا على مدار عدة أشهر ماضية، لكل محصول وقت خاص به لجنيه، ففي البداية وقبل اصفرار القمح يتم جني الحنطة الخضراء وإنتاج الفريكة، يليها بأيام جني محصول الشعير والذي تشتهر به مناطقنا، ويليه حصاد المحاصيل العطرية مثل الكزبرة والكمون”.
وزاد حمكو: “هناك من زرع القمح، والآخر اكتفى بالشعير، ومنهم من زرع العدس، تتنوع المنتجات الزراعية، ولكن جميعها تحتاج لجهد وللكثير من العناء حتى موعد حصادها، ونتيجة التطور الحضاري حلت الآلات الزراعية مكان الأيدي العاملة، وبالرغم من ذلك إلا أن هناك من يزال يعتمد على اليد العاملة في جني بعض المحاصيل، ومنها محصول العدس”.
الأرض مصدر خير ومستودع الرزق
ومن جهتها بينت “فريدة عزو“، والتي تساعد زوجها في جني محصول البصل والبيقية في حقلها، وحدثتنا: “إنه موعد حصاد المنتجات الشتوية، التي زرعناها قبيل أشهر من اليوم، والتي كلفتنا الكثير من العناء، عدا التكاليف المادية للحصول على نتائج جيدة، هنا في الريف الجميع يعمل الرجال والنساء، ويكثر العمل الزراعي في هذه الأشهر”.
وأضافت فريدة: “نضجت المحاصيل، وشارف الموسم على بداية حصاده، نأتي إلى الحقول مع بزوغ الفجر، ونعمل تحت أشعة الشمس اللاهبة دون توقف، عدا دقائق معدودة نمنح فيها أنفسنا القليل من الراحة لنعمل حتى مغيب الشمس، نقتات على خيرات الأرض وهذا مصدر رزق غالبية سكان الريف، حيث أن العمل واجب علينا، فالأرض معطاء ويجب أن نعمل بها حتى نستحق العيش فيها”.
هذا، وقد بدأ موسم الحصاد في شمال وشرق سوريا، قبيل شهر، وحسب المعنيين فإنَّ المحاصيل، التي تم جنيها جيدة بالمقارنة مع الأعوام الفائتة، وفي السياق ذاته فقد جهزت هيئة الزراعة والري لشمال وشرق سوريا 28 مركزاً لاستلام القمح من المزارعين، فيما حددت سعر شراء محصول القمح بمبلغ 43سنتاً لكل كيلو غرام، و35 سنتاً لمحصول الشعير.