في الذكرى الثانية لاستشهاد جينا أميني، تظل ذكراها حيّة في قلوب الملايين في كردستان وأحرار العالم. يستمر اسمها كرمز حي للمقاومة والتحدي في مواجهة القمع السياسي والاجتماعي الذي يُعاني منه الكثيرون في شرق كردستان وإيران. جينا أميني، الشابة الكردية البالغة من العمر 22 عامًا، لقيت حتفها في 16 سبتمبر 2022 بعد أن احتجزتها شرطة “الأخلاق” الإيرانية؛ بسبب ما اعتبروه انتهاكًا لقواعد الحجاب الإلزامي. أثارت شهادتها موجة من الغضب الشعبي الذي تجاوز الحدود الإيرانية، إذ أشعلت مشاعر الناس في جميع أنحاء العالم، وجعلت من جينا رمزًا للنضال من أجل الحرية والكرامة الإنسانية. الاحتجاجات التي اندلعت بعد استشهادها لم تقتصر على قضية حقوق المرأة أو رفض قواعد الحجاب القسري، بل شملت مطالب أعمق من بينها المطالب الوطنية الكردستانية إلى جانب العدالة الاجتماعية، الحرية السياسية، وإنهاء الظلم المتفشي في شرق كردستان وإيران، هذه الانتفاضة كانت تعبيرًا شاملاً عن الإحباط المتزايد من النظام السياسي والديني الإيراني، وتضمنت دعوات كردية إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والحرية والمساواة بين جميع المواطنين بغض النظر عن العرق، الجنس، أو الدين.
في كل عام، تعود ذكرى جينا أميني لتشعل شعلة النضال في قلوب الشعب الكردي، وتجدد الأمل في حق تقرير المصير لشعب كردستان والتغيير السياسي والاجتماعي في إيران. تحت شعار “المرأة، الحياة، الحرية”، الذي أصبح أيقونة لهذه الاحتجاجات، تحدى المتظاهرون السلطات الإيرانية، ورغم القمع الوحشي من قبل قوات الأمن، استمر النضال. تحولت الذكرى السنوية لاستشهاد جينا إلى مناسبة لإعادة إحياء مطالب الشعب الكردي وتذكير العالم بالقضايا التي يناضلون من أجلها. لم يكن هذا الشعار مجرد كلمات، بل كان رسالة قوية تعبّر عن تطلعات الشعب الكردي وأحرار إيران في مواجهة نظام طالما قمع الحريات الفردية والجماعية.
لم تقتصر ذكرى استشهاد جينا أميني على داخل كردستان وإيران، بل تجاوزت الحدود لتصبح قضية عالمية. شهدت العديد من المدن حول العالم مظاهرات تضامنية مع الشعب الإيراني والكردي، ما ساعد في تسليط الضوء على وضع حقوق الإنسان في شرق كردستان وإيران، وأثار انتقادات واسعة ضد النظام الإيراني في المحافل الدولية والسياسية. أصبح اسم جينا رمزًا عالميًا للمقاومة والنضال، وألهمت قصتها الكثيرين لمواصلة الكفاح ضد الظلم والاستبداد.
في هذه الذكرى الثانية، يبقى تأثير استشهاد جينا أميني راسخًا في القلوب وحاضرًا في النفوس، ويواصل إلهام جيل جديد من الكردستانيين والإيرانيين للمطالبة بالتغيير السياسي والاجتماعي المنشود. لم يكن استشهاد جينا مجرد حادثة عابرة، بل كان شرارة أطلقت موجة من المقاومة المتواصلة في سبيل الحرية والعدالة في مجتمع عانى طويلًا من القمع والاضطهاد. ورغم التحديات التي تواجه هذا الحراك، تظل ذكراها رمزًا للأمل في مستقبل تسوده الحرية والعدالة لشعب كردستان وأحرار إيران والعالم أجمع.