روناهي/ الحسكة ـ تعددت الأزمات والأسباب كثيرة؛ هذا ما يحصل اليوم في مدينة الحسكة، فمن أزمة المياه إلى الكهرباء وصولاً إلى الخبز, وهو المادة الأساسية في حياة المواطن, حيث تفاقمت الأزمة في الآونة الأخيرة حتى وصلت إلى حدٍ لا يُطاق.
أصبح المواطن يحلم بالحصول على ما يكفيه أو ما دون من الخبز ليسد به حاجته اليومية, حيثُ وقع بفك التجار الذين يبيعون الخبز بأسعار لا تتناسب والحال هناك, ليهرب إلى جشع أصحاب الأفران الخاصة؛ والذين يمتنعون عن العمل وتوفير الخبز إلا برفع سعر الربطة والذي وصل إلى 500 ليرة سورية؛ الأمر الذي يؤرق كاهل المواطن ويُثقل همه.
علامات قيام الساعة بحسب بعض المواطنين
في استطلاع للرأي ومعرفة واقع الخبز في مدينة الحسكة؛ التقت صحيفتنا “روناهي” بالمواطن محمود خالدجلود من أهالي المدينة؛ والذي تحدّث عن الوضع قائلاً: “اليوم هو الرابع على التوالي الذي لا أحصل فيه على الخبز رغم قدومي يومياً إلى الفرن, أما المعتمدين؛ فلا نجد لديهم إجابة عند سؤالنا عن الخبز, ولا نعرف متى ستنتهي هذه الأزمة. نطالب ونتمنى من الجهات المعنيّة عبر صحيفتكم الوقوف على إيجاد حل جذري وسريع لهذه المشكلة؛ لأنهُ بدأت تراودني شكوك وتساؤلات, أليس ما يحصل هو من علامات يوم القيامة؟؟؟”.
سعي إدارة الأفران لتلافي مشكلة أزمة الخبز
وفي لقاء خاص مع الرئاسة المشتركة لمديرية الأفران في مقاطعة الحسكة منذر محمد الوكاع الذي تحدّث لصحيفتنا عن الأزمة الحاصلة؛ قائلاً: “من أهم مسبباتها الرئيسية هو قانون قيصر وفقدان الليرة السورية لقيمتها أمام الدولار؛ الأمر الذي أثّر سلباً على الأفران بشكل عام”. وأضاف: “إن ارتفاع سعر ربطة الخبز السياحي أدى إلى تفاقم الأزمة؛ لأن الاتجاه أصبح بشكل كبير على الأفران العامة, أيضاً الأفران الحجرية كانت قد رفعت التسعيرة المعترف عليها. وبالرغم من أن الخبز هو أرخص مادة تباع في مناطق شمال وشرق سوريا, إلا أن الأسباب التي ذُكرت آنفاً هي من أهم المسببات في الأزمة”.
وأوضح الرئيس المشترك أيضاً عن النقص الحاصل في مخصصات الطحين الموزعة على الأفران الموجودة في المدينة كافة. وعن سؤالنا عن جودة الخبز أكد الوكاع قائلاً: “هناك ثلاث مطاحن نستقدم منها الطحين وهي “مطحنة الحسكة، ومطحنة الهدى، ومطحنة الأصدقاء”, عندما يأتي الطحين من مطحنة الحسكة يكون الخبز ذو نوعية جيدة, أما باقي المطاحن المذكورة فتكون جودة الخبز سيئة. وللتصدي للفساد الحاصل؛ قمنا بمراقبة ومداهمة مطحنة الهدى من قبل خلية الأزمة، حيث وجدنا نوعية الحبوب التي يتم طحنها هي نوعية سيئة جداً وغير صالحة إلا للعلف”.
ونظراً لعدم وصول الخبز إلى المعتمدين أوضح منذر محمد الوكاع السبب قائلاً: “اضطررننا إلى توزيع الخبز على الأهالي المتجمهرين بشكل كبير أمام الفرن؛ ما أدى إلى عدم وصول الخبز إلى المعتمدين والتوزيع بشكل منظم”.
ومن الأسباب التي تقف وراء هذه الأزمة؛ أشار الرئيس المشترك لمديرية الأفران في مقاطعة الحسكة منذر محمد الوكاع عن بعض أعمال الشغب الفردية التي تحصل في بعض الأفران ومنها فرن غويران وقال: “يعتدي بعض الأفراد على الفرن ليتم الحصول على الخبز عنوة وبكميات ليست بقليلة”. وأضاف: “بعض العمال الموسميين يأخذون الخبز ليبيعوه خارج الفرن بأسعار مرتفعة. وبالتنسيق مع قوى الأمن الداخلي (الأسايش) استطعنا الوصول للتجار الذين ساهموا في تفاقم الأزمة؛ لمحاسبتهم وردع أطماعهم. وعن الحلول المقترحة لتلافي الأزمة تم التعامل مع خلية الأزمة في مقاطعة الحسكة على إلغاء جميع الموافقات التي مُنحت سابقاً, واقتصارها على موافقات لقوى الأمن الداخلي ( الأسايش) وعوائل الشهداء”.
الإداري في فرن آذار بالحسكة عبد الحميد شيخ موس تحدث عن أزمة الخبز في المدينة وسبل حلها موضحاً الإجراءات التي يتم العمل عليها للقضاء على هذه المشكلة بشكل نهائي, وأشار إلى التنسيق بين جميع الجهات المعنية للوصول لحلول ترضي الجميع, وقال في هذا الصدد: “نعمل على قدمٍ وساق لزيادة المخصصات وتوفير المادة بشكل يغطي الطلب المتزايد على الخبز في ظل الظروف الراهنة”.