سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

جهاز كشف الكذب

اختراع جهاز لكشف الكذب أحدث ثورة علمية كبيرة في عالم الجريمة والتحقيق، يُعتقد أنّه يكشف الكاذب من الصادق، أي بمعنى آخر يميّز بين المُجرم الذي يدعي البراءة وبين البريء المتهم بالجُرم، ولكن هل هذا الجهاز يكشف الكاذب كما يقول البعض أم هناك بعض المآخذ عليه؟؟ البوليغراف – وهو الاسم العلمي للجهاز – اخترع سنة 1921 على يد (جون أوغستوس لارسون) الذي كان طالب طب في جامعة كاليفورنيا الذي آمن بأنّه يمكنك أن تعرف ما إذا كان الشخص يكذب من خلال تغير ضغط دمه، وقد استُخدم الجهاز في مراكز الشرطة والتحقيق منذ عام 1924، فمنذ اختراعه أثار جدلاً كبيراً حول مصداقية نتائجه وهل يمكن اعتماد هذه النتائج وتقرير مصير الأشخاص من خلالها؟
 طريقة عمل الجهاز
 يعمل هذا الجهاز عن طريق تسجيل ردّة فعل جسم الإنسان في نفس لحظة طرح السؤال الواحد عليه، فتقول النظرية أنه عندما يكذب الإنسان فإن الكذب يشكل قدراً مُعيَّناً من التوتر الذي بدوره يُحدث تغييرات لا إرادية في جسم الإنسان كردة فعل، وهنا تقوم أجهزة الاستشعار الموصولة من الجهاز إلى جسم الشخص بتسجيل ردود الفعل وهي مُعدل التنفس وضغط الدم، والنبض، والتَعرّق، وفي هذه الأثناء تقوم الأقلام بتسجيل المعلومات على شكل رَسم بياني. خلال عملية كشف الكذب يقوم المحقق بطرح عدد من الأسئلة المُعيَّنة التي تستفز المتهم مثل هل فكرت يوماً بارتكاب جريمة؟ لخلق نمط معين لكيفيّة تسجيل ردود الفعل عند الإجابة بشكل صحيح أو خاطئ، بعدها يُسأل السؤال المعني مباشرة مثل هل أنت الذي ارتكبت الجريمة؟ وتستغرق هذه العملية ساعتين من الأسئلة المتواصلة المباشرة وغير المباشرة للحصول على أدق النتائج.
 مصداقية الجهاز
 نتائج هذا الاختبار لا تؤخذ كدليل قاطع لإدانة المُتهم في المحكمة فيجب أن تدعم نتائج الاختبار بالعديد من الأدلة والشهادات الحسية والملموسة ليتم محاكمته بشكل عادل، وهذا الاختبار قد لا يعطي نتائجَ صحيحةً في بعض الحالات إذا كان الشخص الخاضع له يتحكم بردة فعله بشكل جيد جداً بحيث يصعب على الجهاز تسجيل أي تغير أثناء استجوابه، ومثال على ذلك القاتل (جاري ريد جواي) الذي اعترف بأنه قتل 46 امرأة عام 1987 ولكن عندما خضع لاختبار الكذب فشل الجهاز بكشفه، وكذلك ما حدث مع رجل آخر حيث كشف الاختبار عن كذبه واتضح في التحقيقات أنه بريء. ومازال العلماء يقومون بتطوير هذا الجهاز حتى يومنا هذا ليكون له مستقبلاً أكثر ثقة ونتائج أكثر دقّة.