سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

جمال الفلكلور بروح التراث… الأزياء السريانية الآشورية البابلية

قامشلو/ دعاء يوسف ـ

تتنوع الأزياء التراثية السريانية – الآشورية بألوانها وتصاميمها الزاهية، وقد حافظ الشعب السرياني على هذه الأزياء التي يعدّها جزءاً من تراثه، وخاصةً النساء التي تغنت بارتدائها معبرةً عن ذاتها في إقليم شمال وشرق سوريا.
في الكثير من الفعاليات والمناسبات الاجتماعية التي تُقيمها الإدارة الذاتية تجد الشعب السرياني يتغنى بتراثه وثقافته المميزة، من خلال مشاركته في الدبكات الشعبية، التي ترقص على الأنغام السريانية المُحملة بكلمات المقاومة، وبلغته الفريدة.
أشهر الأزياء الفلكلورية
تختلف الأزياء التراثية السريانية بحسب المناطق التي يتواجدون فيها، والألبسة التقليدية اليوم تتكون عادةً من ثوبٍ طويل له أكمام، وهناك قطع أخرى من الألبسة تختلف في وجودها من طبقة أو شريحة إلى أخرى، وهي تُلبس على الثوب وكذلك لباس الرأس يختلف من شريحة لأخرى، ولايزال تأثير الأزياء القديمة في الألبسة التقليدية في عموم بث نهرين متواجداً.
تميزت الأزياء الآشورية بوجود مجموعة من الشرائط والشراشيب التي كانت تدل على الزينة وطريقة ارتدائها وإلى المركز الاجتماعي والشرائط التي كانت تُستعمل على حواف الزي أو حول الملحف وعلى أحزمة الرجال التي كان يضعون فيها الأسلحة، كما تميزت أيضاً بصلابتها القوية لما تحتويه من ذهب وجواهر والمكملات الخاصة بالزي. ومن هذه الأزياء؛ الفستان (شوقتا) الذي يربط فوقه (قبايا) وتتحزم النساء بحزام من ليرات ذهبية وتتجمّل بالإكسسوارات (شيري) و(إيسقساثا) في اليدين وتوضع على الرأس قماش مُطعم بالفضة.
وهناك فساتين طويلة مشجرة بألوان مغايرة لأرضية القماش، وتتحزم النساء بحزام مصنوع من الصوف أو يَخيط من قماش ذو لون مقارب للون الفستان ويكون عريض ويغطي الرأس (الكفية أو الجمدان)، وتكتمل أناقة الزي بالإكسسوارات التي ترتديها المرأة مثل القلادة أو (القونتا) و(إسوارات) أي (الشيري) وأما الأقراط فتسمى (مروادى) وتكون إما من الذهب أو الفضة.
وأيضاً الخومالا، وهي زي تراثي جمالي، يطلق عليه بالسريانية (جولا دخومالا) أي (الزينة). وهو مستوحى من البيئة الجبلية التي انتشر فيها، حيث كان متداولاً بين أبناء الشعب السرياني القاطنين في المناطق الجبلية وعشائره المستقلة المعروفة قبل الحرب الأولى، وكان يُلبس آنذاك في مناسبات الأفراح والزواج فقط، وفي العقود الأخيرة أصبح أكثر تعميماً بين الناس ويتم ارتداؤه والتزين به في المناسبات الوطنية والأعياد القومية إلى جانب مناسبات الأفراح والزواج.
يتكون الخومالا من فستان يُسمى (صودرا)غالباً ما يكون من القماش القديفة ومُطعم بألوان زاهية وتتحزم بحزام مصنوع من الفضة يسمى بـ (كمارا) أما الرأس فيغطى بـ (بوشيا) يتكون من قماش خفيف أسود سادة ويزين بـ (تيتا) مصنوع من الفضة إضافةً إلى تزيين الصدر بـ (سنجق) والأذان بـ (قنشياثا) وكل (إكسسوارات) زي الخومالا تكون من الفضة.
الزي الرجالي: يتميز بـ (كوسيثا) التي تغطي الرأس وتكون مصنوعة من صوف خاص أسود وتزين بريش طويل وملون. (صودرا) أو القميص تتدلى منها (لاونديي) وتكون عادةً بيضاء وفوقها يُلبَس (صودرا) تكون مفتوحة من الأمام وتنسجم من نفس لون ونوعية السروال، أما الشال فيُطرز يدوياً، ويتحزم بحزام صوفي (خر خاصا).
بالإضافة إلى الأزياء التراثية السريانية الملكية التي تغنت بها الملكات، ومنها زي عشتار الذي طُرِّز بالرموز الدينية والإلهية.
الحفاظ على تراث الزي السرياني
حافظت النساء في إقليم شمال وشرق سوريا على هذه الأزياء التراثية المميزة، فعلى مر العصور تعرض الشعب السرياني للعديد من محاولات الإبادة كما العديد من شعوب المنطقة، وقد تعرضوا أيضاً لمحاولات طمس للتراث وسرقته، إلا أنهم اليوم وعبر مشاركتهم في بناء الأمة الديمقراطية يظهرون ما تعرضوا له من ظلم وإبادة، إلى جانب مقاومتهم وحفظهم للتراث السرياني من الضياع، واليوم تقف النساء على خشبة المسرح ليعرضن لوحاتهن الفلكلورية بزيهن الفلكلوري، ويستعرض رقصاتهن الشعبية.